عدن شماليه بامتياز

134

قبل أيام دار بيني وبين زميل عدني من أصول حضرمية ناشط بساحة التغيير هنا بصنعاء حديث طويل عرفت من خلاله الكثير عن مطامح الجنوبيين فيما يسمونه استعادة دولة الجنوب العربي وكيف أن بعضهم يرى إننا نحن الشماليين احتللنا الجنوب خلال حرب الانفصال .

سالت زميلي العدني الحضرمي هذا عن العاصمة المنشودة لدولتهم المتخيلة في عقولهم المريضة فأجابني بأنها عدن واسماها هكذا (( عاصمة الجنوب الأبدية )) ولم املك حينها إلا الابتسام لغباء مثل هذه التفاكير الغبية المريضة التي تتوهم شيئا لن يحدث إلا في المريخ أو كوكب زحل.

 يصر الكثير من الإخوة الجنوبيين اليوم على مصطلح "عدن عاصمة الجنوب الأبدية" وللحقيقة فإنني قد وقفت بحياتي أمام مصطلحات وأفكار ساذجة وغبية تحاول أن تلغي حقيقة تاريخية وهي أن عدن لم تكن في أي حقبة تاريخية مدينة ذات ملامح جنوبية بل على العكس من ذلك كانت مدينة كل ما فيها ينطق بأنها مدينة يمنية شمالية بامتياز ولا خلاف على ذلك أبداً.

أدرك أن القول بأن عدن ليست مدينة جنوبية ولا تمت للجنوب بصلة قد يغضب كثيرين لكنها الحقيقة التي يجب أن لا نرفضها وان يتقبلها الجميع طالما وهي مستندة على وقائع وأدلة حقيقية وواقع معاش ونراه بأم أعيننا وعمره عشرات القرون أن لم تكن مئات.

دعونا وبكل بساطة نعرج على سكان عدن ونسأل من أين غالبيتهم العظمى الجواب بكل يسر وسهولة الغالبية العظمى من سكان هم شماليون وليسو جنوبيين أبدا والتاريخ يشهد ، انظروا إلى اعرق الأسر العدنية وستدركون أننا لا نتحدث من فراغ أبدا.

أهل الفكر والعلم والثقافة في عدن من أين؟؟ وأهل المال والتجارة من أين؟ ومن قاد حركة التحرر الوطنية في عدن أيضا هم شماليون وخذوا لكم النعمان كأبسط مثال وغيره الكثير الكثير ومن بنى وعمر وكتب وشعر ورقص وغنى.

أيها الحالمون المارقون يا من تحلمون بوهم الجنوب العربي أفيقوا من الوهم الذي تعيشونه فكيف تنشدون وطن عاصمته المتخيلة لا تمت إليكم بصلة لا هي ولا سكانها ولا شيء فيها.

زرت عدن قبل أسابيع وللأمانة هالني حجم الشعارات الانفصالية المكتوبة على جدران المدينة وبالتأكيد أن كل هذه الكتابات خطتها أيادي قادمة من ريف المحافظات الجنوبية الأخرى ومستحيل أن يكون لأهل عدن الذين اثبتوا ولائهم للوحدة ولليمن الواحد الموحد. دعونا نكون أكثر وضوحا وصدقا حينما يشج الانفصاليون رؤؤسنا بأنهم أهل ثقافة ومدنية وحضارة أليست هذه المدنية تقتصر على عدن فقط و أليست عدن هي بوتقة جميلة لكل أطياف المجتمع في الشمال الذي التقى في هذه المدينة وكون أجمل نسيج عرفته اليمن وفي الأخير نجد الانفصاليين يتحدثون عن ثقافة ومدنية جنوبية!.

عن أي مدنية وحضارة وسلوك راق يتحدث هؤلاء هي أضغاث أحلام لا وجود لها إلا في مخيلتهم المريضة أما عدن فليعود الكل إلى تاريخها المجيد فسيجد انه تاريخ شمالي بامتياز صنعه أبناء الشمال في هذه المدينة أبا عن جد، عدن هي انعكاس طبيعي لتعز ومحافظات المنطقة الوسطى في شمال اليمن ،ما يربط عدن بتعز على ابسط مثال أقوى بكثير مما يربطها بلحج التي لا تبعد إلا عدة كيلو مترات . قد يتهمني البعض بالعنصرية ولكن الحقيقة إنني لجأت إلى كتابة هذا المقال لكي أوضح لكل من به مس من انفصال أو جنوب عربي أن عدن لا تمت لمشروع الجنوب بأي صلة عدن مدينة يمنية وحدوية حتى النخاع ونقول ختاما لكل من يريد أن يقيم دولة الجنوب العربي المنشودة لهم عليهم اختيار المكلا أو غيرها من مدن الجنوب لكي يقيمون دولتهم أما عدن فهي عصية على مشاريعهم الانفصالية الصغيرة وسيقف أبنائها وبكل قوة أمام كل مشروع انفصالي ضئيل وسيلقون به إلى بحر عدن.