لا قداسة للأشخاص

93

رحمة الله على المهندس (فيصل بن شملان) الذي كان يمنع الهتافات القائلة: (بالروح بالدم نفديك يا بن شملان) وكان يقول دائمًا في كل خطاباته الانتخابية: (بالروح بالدم نفديك يا يمن) لأن الإنسان زائل أما اليمن فهو الباقي...

إنه درس عظيم من إنسان بسيط لكنه بالحق الذي يحمله فرحمة الله عليك يا رائد النضال السلمي كنا نتمنى أن يتعلم علي صالح منك الدروس في التواضع والأخلاق وحب الوطن لكن للأسف الشديد ربت نفسه المريضة إلا أن يستمر في مسلسل التربع على العرش سول إليه خياله المريض أنه سيخلد في الملك وسيظل الرجل القوي الذي لا يهتز ولا يتغير مهما طال الزمن (هذه هي عادة الطغاة) لذلك يجب أن يكون الولاء لله ثم للوطن لأن الشخص مهما علا مصيره النزول ومهما عاش مصيره الزوال (إنها سنة الله في خلقه لا تتبدل ولا تتغير).

يا عالم يا هو الإنسان ضعيف في أي لحظة معرض للموت أو المرض وهذا ما حدث للرئيس فجأة تحول إلى شخص مركب تركيب قطع متناثرة لا يستطيع التحكم بنفسه فكيف يستطيع حكم 25 مليون (اللهم لا شماته).

بالتالي لا قداسة لأحد ولا ينبغي علينا أن نعطي أي إنسان كائن من كان الولاء المطلق حتى لا نكرس مفهوم الطغيان في النفوس (النفس البشرية ضعيفة) بل حتى العلماء الذين هم ورثة الأنبياء علينا أن لا نحيطهم بهالة من القداسة بل يجب علينا أن نحترمهم ونقدرهم ونتجنب الوقيعة في أعراضهم أو الانتقاص منهم ولكن بالمقابل علينا أن نطبق قاعدة (كلاً يؤخذ من قوله ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم).

فالإسلام ليس دين كهنوت ولا يوجد في الإسلام رجال دين كما هو عند النصارى أو أصحاب عصمة كما هو عند الشيعة..ديننا يأمرنا باحترام العلماء ولكن ليس إلى درجة القداسة فلا قداسة لعالم ناهيك عن حاكم بل الاحترام والطاعة في حدود الشرع..

فمتى ما كانت الشعوب تحرم نفسها وتمتلك إرادتها وأدرى بمصالحها وحدود طاعتها لحكامها متى ما كان الحاكم عند مستوى من الاحترام لشعبه.

فلقد أثبتت الثورات العربية أن ضعف الشعوب وعدم معرفتها بحقوقها وواجباتها خلقت حالة من التسلط والطغيان عند حكامها حتى أصيب الحكام بمرض (الفرعونية) (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) (ما علمت لكم من رئيس غيري) فاحتكار الحقيقة بيد شخص أو جماعة أو حزب معين طامة كبرى من شأنها تعطيل الأفكار والإنتاج وخلق حالة أحادية الجانب وكما يقول المثل الصيني (تحت الشمس هناك متسع للجميع).

فلا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة والرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال. وأخيرًا أوجه نداءي لكل أبناء اليمن إذا أردتم حياة حرة كريمة فعليكم إلغاء هذا الشعار (ما لنا إلا علي) ولنرفع شعار مصلحة اليمن فوق الجميع...

مقالات الكاتب