نرجسية الحاكم و رويبضات العصر

60

يبدو أن غرور العظمة و نرجسية السلطة مازالا يسيطرا على عقلية الحاكم و يغرقان في يم أوهام الزعامة المعشعشة في تجاويف دماغه المثقل بالوهم حتى بعد أن بلغ به الحال ما شاهده العالم كله حين اطل في القنوات الفضائية بصورة تبعث على الرثاء و رغم ذلك جدد لغة "التحدي بالتحدي" التي لا يفهم غيرها.

و كان ظهوره نذير شؤم لأتباعه عكس ما يعلنون لأنه أصبح أقرب إلى المومياء لا الأحياء، و بات جلياً لكل ذي عقل ولب أن علي عبدالله صالح لم يعد قادراً على إدارة جسده و تحريك أعضاءه طبيعياً فكيف له أن يكون قادراً على إدارة بلد!!

و أعتقد جازماً بأن ظهوره بهذه الحالة المزرية قد مثل صدمة قاسية لبقايا نظامه المتهالك و أزلام حكمه..و قد رأينا و سمعنا عباس المساوى في برنامج حديث الثورة في قناة الجزيرة وهو يقر صراحة بان الرئيس لم يعد قادراً على إدارة الحكم فلماذا يكابرون؟!.

أما اللذين مازالوا يصفقون لمن ظلوا يصفعونهم على وجوههم ليل نهار مقبل فتات الموائد فهؤلاء صنف من الناس استمرأوا الظلم وتشربوا الذل و استوطنوا حياة المهانة و كأنها ماتت لديهم مشاعر الإحساس بالإنسانية و أصبحوا بحكم المنطق أمواتاً غير أحياء و صدق فيهم قول الشاعر "المتنبي" جين قال:

(من يهن يسهل الهوان عليه   * ما لجرح بميت إيلام) و هؤلاء ليسوا سوى أصفاراً من شمال عدد السكان و لا يعول عليهم لأنهم بالتأكيد سيصبحون مطية الحاكم الجديد و قد خلقوا لهذا كما يبدوا، و ما أوصلهم إلى هذا الحال هي (نفايات النظام) و جراثيمه المتعفنة من المطبلين والمزمرين وحملة المباخر ومنهم من وصف ثورة الشباب بالـ(وحل) لأنه كان يعمل فيه قديماً.

أما الصنف الآخر فهم المتورطون في الفساد حتى النخاع و الملطخة أيديهم بدماء الأبرياء و أرواحهم و تدمير الإقتصاد الوطني . .وهم من يصمون الآذان بتصريحاتهم الغثائية مكاءً و تصدية في وسائل الإعلام بالدفاع عن نظام أصبح في حكم الميت و كأنهم يريدون إحياء العظام وهي رميم حين يزعمون أن الشعب اليمن مازال يحب علي عبدالله صالح ويسعد برؤيته حتى وإن كان هو سبب شقائه و بلائه و قتل أبناء الوطن و سفك دمائهم . . و يستغرب المرء كيف يطلب زبانية الجلاد من الضحية أن تحبه و تدين له بالولاء!!

يبدوا أننا في زمن انقلبت فيه الموازين، وتغيرت فيه المعايير و أصبح الفاسدون و القتلة و المجرمون يخلعون أخلاقهم كما تخلع المرأة ملابسها و بلا أي خجل . . أي زمن هذا؟ و أي بشر هؤلاء اللذين لا تحرك ضمائرهم أنات المظلومين و صرخات الأطفال اليتامى  ونحيب المكلومين و بكاء الثكالى و عويل الأرامل.

نعم لا تحركهم كل هذه المئاسي لأنهم أصلاً هم صانعوها .. إنهم رويبضات العصر قاتلهم الله أنى يؤفكون.

*منثور

إذن هذا هو المغرور بالدنيا

يعاف الجبن مرأى جبنه خجلاً

و يلعن قبحه قبحه!

عصابة حاملي الأقدام

من حفروا بسم رسائل الإعدام

في قلب الهدى قرحه!

و صاغوا لوحة للمجد في بلدي

بريشة رشوة الجلاد .. وقالوا للورى:

كونوا فدى لوحه!

و جودوا بالدم الغالي ..لكي يستكمل الجزا

مالم يستطيع سفحه!

ومدوا نحوركم حتى متى ما أود أن آتي ذبحه!

أحمد مطر

مقالات الكاتب