عدن آمنة بغير مقولة

117

عدن آمنة ولكن لاعتبارات النظام للتنفيس عن الخناق الخارجي عليه وكذا الضغط الذي يعانيه في بعض المحافظات سواء من قبل فعاليات شباب الثورة أو من قبل القبائل المنظمة للثورة .  عدن منذ إقالة محافظها ( الجفري ) واستقالة خلفه ( القعطبي ) أصبحت تدار بشكل عسكري وأمني لاسيما مع وقوف قائد المنطقة الجنوبية ( مهدي مقولة ) إلى صف النظام والذي تقع تحت سلطته عدة محافظات مجاورة لعدن  فلجأ النظام إلى تنفيذ عدد من السيناريوهات منها :

التسليم لمصنع سبعة أكتوبر للذخيرة لأيدي المسلحين ثم جاء التسليم للمكونات العسكرية في أبين ومشوار التآمر على اللواء 25 ميكا الذي رفض جنوده التسليم، وترك الدور للمسلحين ليقوموا بعبىء تشريد ثمانين ألف نازح. وأصبحت أبين هي ميدان ( مقولة ) للتخلص من خصومه بطريقة شرعية فزج بالكثيرين الذين ما أن يصلوا إلى حدود معينة من م / ابين حتى يتم قتلهم بكمائن أعدت لهم سلفا مما أدى بالكثيرين برفض الذهاب إلى أبين لعدم وضوح الصورة هناك ( ما الذي يحدث؟؟ ) ألوية عسكرية وكتائب وعدة وعتاد لا تستطيع القضاء على بضع مئات من المسلحين الغير نظاميين.

استطاع اللواء 25 ميكا مع تحالف القبائل أن يفشل مخطط النظام في أبين وأصبح موقف المنطقة الجنوبية محرجا وهي التي ظلت تلعب دور المتفرج طوال الأزمة مما حدا به للمشاركة ربما بشكل جزئي في المعارك الأخيرة التي كان فيها تحقيق انتصارات على المسلحين.

فلجأ النظام إلى فتح جبهة للإقلاق في عدن فبدأت العمليات التفجيرية التي استهدفت عدد من الضباط الذين هم على غير وفاق مع ( مقولة ) فكان حادث الضابط ( السياني ) في وضح النهار من خلال إحداث لغم في سيارته . ثم حادث مشابه للضابط ( خالد الحبيشي ) ثم تفجير ما زالت تفاصيله غامضة في بوابة المنطقة الحرة.

ثم تغير السيناريو أخيرا ففي حين أن المسلحين يلفظون نفسهم الأخير في أبين وقد تمت محاصرتهم بشكل دقيق وقطعت إمداداتهم تماما نفاجأ بانفجار ليس له أدنى تفسير وليس ذو قيمة سياسية أو أمنية إلا لمصلحة النظام خارجيا وبعث القلق داخليا وهو حادث مقتل الخبير البريطاني ( ديفيد موكت ) الذي له عشرات السنين في عدن ومتزوج يمنية وأنباء تتحدث عن أنه مسلم, فلو أشرنا إلى تنظيم القاعدة من خلف قتله فهل يعتبر ديفيد هدف مهم في ظل الحرب التي تدور على التنظيم وعناصره المفترضين في أبين , لابد بأن الجواب سيذهب الى طرف آخر لاسيما وأن الموقف البريطاني كان ضاغطا في أيامه الأخيرة على النظام لنقل السلطة وتسليمها .

وهاهو النظام اليوم ممثلا بقيادة المنطقة الجنوبية وبتآمر واضح تريد من خلاله إدخال عدن في دوامة المسلحين التفجيريين بدلا عن أبين فتجعل من عدن منطقة مكشوفة يستطيع المسلحون أن متى شاءوا وكيف أرادوا ولك أن تعلم أن كثير من الضباط والجنود رفضوا القتال في أبين تحت إمرة ( مقولة ) لعدم شعورهم بالأمان من الرجل وبمصداقيته في القتال وكان خروج رتل الدبابات صبيحة يمنا هذا 24 / 7 /2011م  من خلال ضغوط كبيرة مارسها في الإقناع ليس لدعم القتال في أبين ولكن يبدوا أنه لتنفيذ اتفاق أبرم مع بقايا النظام ليحدث انفجار قاطرة الدفاع الجوي ليبعث بما لا يدع مجالا للشك أن عناصر التنظيم المفترض قد نقلت أرض المعركة .. وهو سيناريو يلبي رغبات بقايا النظام لتحقيق بعض المسارات الخارجية بالإضافة إلى إخفاء تآمر قيادات المنطقة الجنوبية أمام كثير من الأحداث.

فهل يعي الشعب حجم المؤامرة والكارثة لقيادة المنطقة الجنوبية لإغراق عدن في بحر من الدماء وهل يمكن أن يصنع أبطالنا الشرفاء في القوات المسلحة والأمن صنيعا يمنع مقولة من جنونه وهل تعي قيادة السلطات في عدن حجم الكارثة التي تصنع لهم قبل أن يصبحوا نازحين...