نكبة 78 !!

96

لا تتشابه الشعوب العربية مع بعضها في أن لها حكاما ديكتاتوريين فقط , بل نتشابه في النكبات أيضا .
نكبة 78 تتشابه مع نكبة 48 , في الشكل والمضمون .ونكسة حزيران , مع " نكسة قيران " .

مفارقات كهذه , لم نكن نكتشفها لو أن الثورة لم تتعمر على النحو .أن تتقدم الثورة أسبوعا في السن , لا يعني أنها تصل إلى مرحلة الخرف , بل توجه المزيد من الصفعات والضربات القاضية إلى وجه النظام المترهل .

لتطول الثورة , بطول طوابير السيارات العظيمة أمام كافة المحطات اليمنية . ولتفرد أجنحتها شرقا وغربا .

لو لم تمتد الثورة إلى شهر مايو , لما كان اليمنيون احتفلوا لأول مرة بعيد وحدتهم في كل الساحات والميادين , واحتفل صالح في حوش كلية الشرطة بعرض عسكري باهت .

لو لم تتعمر الثورة إلى يوليو , لما احتفل الناس بيوم 17 بـ" الأعلام السوداء ". اليوم الذي يطلق عليه النظام " يوم الوفاء " إنه " يوم الغضب " و" يوم النكبة " , احتفل به صالح في منفى , ثم أرسل لما تبقى من أنصاره في الليل , بمقال صحفي , يقول فيه إن مرتكبي جريمة النهدين لن يفلتوا من العقاب .

ومرتكبي مجازر تعز ,وأبين , وأرحب , ماذا بشأنهم ؟

لا نعرف بماذا سيظهر إلينا صالح المرة القادمة ؟ ربما برسائل " إ س إم إس " , بعد أن استنفذ وسائل : التسجيل الصوتي , والمتلفز , والمقال ؟ !!

المقال الذي كتبه صالح , أو نشر باسمه , دليل بمفرده, أن يوليو كان نكبة .

تخيلوا كاتب المقال يقول عن الثوار : " الانقلابيين الذين يريدون العودة باليمن إلى نظام الدولة البوليسية " .

ظريف الأستاذ علي عبدالله صالح . وكأن البلد الذي يحكمه لا يوجد فيه نقطة عسكرية في كل مائة متر , أو أن أبناءه وأبناء أخيه " علماء في الطب النفسي " وليسوا جنرالات.

لذا , نريد إعادة الاعتبار للشهور والمناسبات . يوليو كان أكثرهم تلوثا من هذا النظام . الأكثر ظلما بحدثين لا يفصل بينهما سوى عشرة أيام .

الأعياد , والمناسبات ُشوّهت من قبل هذا النظام , والثورة الآن , تكنس الأوساخ المطبوعة عليها .

26 سبتمبر , سُرق , وتم تشويهه بصحيفة بوليسية . 14 أكتوبر أيضا , قُتل بمطبوعة لا علاقة لها بالإعلام الرسمي أو المعارض أو الأهلي , لا لون لها , ولا تعرف أي سياسة تتبع .

مايو تم تصحيحه هذا العام , وأصبح صديقا للناس الذين اشتروا علم اليمن من تلقاء أنفسهم , ويوليو, تحول من شهر حرب , وجلوس , إلى شهر غضب , وحسم .

الثورة طالت نعم , لكنها لم تصل إلى مرحلة العجز . تعمرت , ولكنها تحقق كل يوم مزيداً من نقاط الانتصار . تشييع الساحات لـ" 17 يوليو " كيوم نكبة , انجاز ذهبي , كان الانتظار .

وعندما تطول الثورة في اليمن , فذلك يعني أنها تواجه الكثير من النكبات والعقد والحفر , التي زرعها النظام , وكل نكبة كانت تستحق ثورة لوحدها , لو أنها تواجدت في مصر وسوريا . النكبات هنا بالجملة .

[email protected]

مقالات الكاتب