السياحة المعطلة..!

114


نعلم جيداً أن اليمن يعاني منذ سنوات  تناقص ملحوظ و كبير في عدد السياح لاسيما السياح الأجانب اللذين يودون معرفة اليمن عن كثب ولايسمعون عنها سوى من بعيد ونعلم جيداً أن هذا التناقص مرجعه الأساسي تلك العمليات الإرهابية التي نسمع عنها وعمليات الإختطاف والترهيب من بعض عناصر القبائل التي شهدها اليمن في الفترات الماضية حيث اخذ عدد السياح يتناقص سنة تلو أخرى ، فما إن تلتقي بسائح أو سائحة أجنبية وأسألهم عن رؤيتهم لليمن ومدى الإنطباع الذي خلفوه من زيارتهم حتى ينتابني حزن شديد لتلك الردود التي أسمعها منهم والتي لا تكون في الغالب عن تلك الأماكن السياحية من قلاع أو جبال أو شواطئ أو أماكن سياحية أشتهرت ولازالت تشتهر فيها يمننا ككل وعدن بشكل خاص أومثلاً عن بعض العادات والتقاليد التي أشتهروا العدنيين بها كالبخور العدني أوالفل اللحجي الأصيل أو يعض المأكولات والأطباق الشهية كبنت الصحن ، الهريسة ، الزربيان العدني أو بعض الرقصات العدنية كالليوة والشرح العدني .... ليس كل هذا في الغالب ما أسمعه منهم  بل تتلخص معظم  إجاباتهم عن رقة وطيبة ناسها وحسن تعاملهم فناسها بسطاء للغاية وطيبون ومتواضعون للغاية تجدبك إبتساماتهم وترحيبهم أينما حللت وذهبت وهذا بالفعل ما أثار إعجابنا في هذا البلد الجميل ...  (ولكن ..وما أدراك ما لكن !! )  هذا البلد بحاجة إلى تنظيف شوارعها و أيضا بحاجة إلى تطوير وإهتمام في مختلف المجالات ومازالت تفتقر إلى الإهتمام ببعض الأماكن السياحية والمعالم التي تمثل واجهة سياحية مشرفة لهذا البلد حيث لا تخلو إجاباتهم  من كلمة (ولكن) وبعض التساؤلات التي تعتبر بمثابة قاسم مشترك لأغلب الردود التي أسمعها من هؤلاء السياح  والتي في الغالب أغض الطرف عنها في محاولة بائسة مني للتغاضي عنها وذلك بنقل كل ما هو جميل عن اليمن ..ولكن بالفعل هي ليست تساؤلاتهم هم وحدهم فقط بل هي تساؤلاتنا  نحن أيضاً  .  وبحسب إحصائيات القطاع السياحي نجد أن عا ئدات هذا القطاع بلغت خلال العام المنصرم  مليار و100 مليون دولار أمريكي فكيف إذا تم الإهتمام بواجهاتنا السياحية بشكل أكبر ، لماذا لايتم منح المزيد من الإهتمام لهذه الواجهات السياحية كباقي دول العالم وإذا كانت هذه المزارات السياحية موجودة في أي دولة لأولتها كل الإهتمام من أعمال التحسين والتجديد وإعادة ترميمها  حتى يعاد لها طابعها المميز ورونقها الجذاب  كونها تشكل مورد هام لأي بلد ولكن بدلاً من ذلك  نجد العكس ، ومن تلك المواقع التاريخية والحديثة والواجهات البديعة التي لم توليها السلطات الرعاية الكافية : قصر السلطان غالب بن عوض القعيطي  الذي بناه عام 1925 و الذي تحتضنه مدينة السحر والجمال المكلا شهد هذا القصرفي الفترات السابقة  تآكل وتشقق في العديد من جدرانه وتهدُّم لبعض نوافذه وقببه الرائعة حتى بات هذا القصر اليوم مهدداً  بالسقوط والإندثار في أي وقت ، هذا القصر الذي يحوي الكثير من التماثيل والتحف النادرة والجميلة وإندثاره اليوم يعني إندثار مرحلة مهمة من تاريخ اليمن .  أما ثاني واجهاتنا السياحية فهو قصر السلطان العبدلي في مدينة عدن والذي يسمى بقصر الشكر أو البراق والذي يتميز بنمط وطابع مميز وفريد ويعد موروث هام إن هذا القصر لا يجوز تركه هكذا دون إعادة ترميمه وتحسينه لنقل صورة مشرفة لليمن وكل يمني .....  إننا نقولها وبصريح العبارة كل واجهاتنا وقلاعنا ومعابدنا ومزاراتنا تحتاج منا الكثير من الإهتمام ولابد من السلطات والمجالس المحلية أن تهتم بها قبل فوات الأوان ومن المحزن أن نسمع مؤخراً بأن خسائر القطاع السياحي جراء الأزمة السياسية التي تعيشها اليمن منذ فبراير قد بلغت 550 مليون دولار خاصة بعد الجهود التي تم بذلها لتستعيد السياحة عافيتها . ومن الجديرقوله إن الإهتمام ببلدنا لا يقتصر على الإهتمام  بواجهاتنا السياحية فقط بل  إنها مسؤوليه كل مواطن يمني حر عاش بها ويشعر بالإنتماء والولاء لهذا الوطن فقبل أن نطالب السلطات منح مزيد من الإهتمام بها يجب علينا تثقيف وتنوير عقولنا من المفاهيم والمعتقدات الخاطئة فما إن بدأت الثورة اليمنية حتى بدأت معها أعمال التخريب  والعبث التي طالت أغلب مدننا ورمي النفايات في منتصف الطرقات وبصورة مستفزة دون أدنى إحترام للآخر ،  وقطع الطرق والحوافي ( الحارات ) وما حدث مؤخراً لشارع مدرم هو خير شاهد على ذلك ،  فلا يجوزبعد ذلك  أن تنسب  كل تلك الاعمال التخريبية تحت إسم الثورة ليطال الضرر مواطنيه أنفسهم  .. لنأخد دولة مصر العربية  مثالاً نقتدي به ذلك البلد العظيم  التي ادهش العالم بقيام أبناءه وشبابه بالعديد من الحملات وتحت مسميات مختلفة تنصب كلها لصالح هذا البلد وأيضاً الفعاليات وأعمال النظافة التي شهدتها كل مصر أثناء الثورة والتي إن دلت على شي فإنها  تدل على أن كم هوهذا الشعب  راقي و منظم ورائع ويجب فعلاً الإقتداء به فالثورة قبل كل شي يجب أن تكون ثورة أخلاق  لنكن واجهة مشرفة للخارج ..