فنون اغتيال الثورات

109

فـي البدء لا يسعني إلا أن أحييكم بتحية ثورة شعب أسقط النظام , إن الثورة التي يصنعها الشعب اليمني هي إعادة كتابة التاريخ لهذا الشعب العظيم وهو الوحيد الذي سيحميها لأنه يحمل إرادة وعزيمة على أن يعيش بكرامة من الذين يريدون إجهاضها من خلال نشر الشائعات التي تسعى وسائل الإعلام اليمنية وللأسف أقول يمنية من نشرها بين أوساط الثوار لتثبط هممهم وترجعهم عن الخطوة الجبارة التي يقوموا  بها أو لتجعلهم يتحاربون بينهم لكي تشتت جهودهم من الضرب على رأس النظام وبقية أركانه .

وبما أن الثورة قامت بجهود الشباب وهو الذي بدأها  ثم التحق بهم بقية أطياف المجتمع ولأن الشباب يعتبر الشريحة الكبرى في المجتمع اليمني ووعيه للظروف التي مر بها وكان هو المستهدف من خلال كل الاضطرابات التي كان يخترعها النظام المخلوع , فالشائعات والأكاذيب التي يروجها بعض الناس لتشويه سمعت الثورة والثوار والذين يعتبرون أبواق للنظام إنما يحاول تشتيت جهود الثوار بمحاربة الأشخاص والأحزاب وترك الهدف الأساسي للثورة وهو إسقاط النظام , فقد كتب الفقيه السياسي الفرنسي  " توكفيل " منذ مائة وخمسين عاما ً عن الثورات وكيفيه نجاحها وكيف أيضاً اغتيالها  حيث قال : ( أن الثورة مثل الرواية , أصعب ما فيها هو نهايتها ) وإنما تحسن خواتيم الثورات إذا كان الأفق النظري لديهم متقدما ً على الواقع العملي , وهذه أفكار أرجوا أن تفيد الثائرين المصابرين , الذين يكتبون تاريخ الأمة من جديد , ويلهمون كافة الأحرار في العالم .

إن شروط نجاح الثورات ست :

    1. صلابة لإرادة والتصميم لدى الثوار .

    2. الحفاظ على الصورة الناصعة للثورة .

   3. وحدة الصف والتلاحم بين القوى الشعبية .

    4. حسن التسديد إلى مراكز ثقل النظام .

    5. الوعي بمخططات أجنحة النظام المختلفة .

    6. تقديم البديل السياسي حتى لا تجد فلول النظام فراغا ً للتمكين .

وفنون اغتيال الثورات ست أيضا ً:

    1. كسر الإرادة بالقمع والبطش .

   2. تلطيخ صورة الثورة وتزييف الوعي الشعبي .

  3. تفريق الثوار وتمزيقهم بالإغراء والإغواء .

   4. توجيه ضربات الثورة إلى حواشي النظام وهوامشه .

  5. التضحية ببعض أجنحة النظام إبقاءً على البعض الآخر .

  6. سد الفراغ ببدائل مزيفة ترقع الواقع ولا تغيره .

 

      ولأننا الآن في المخاض الأخير لنجاح ثورتنا وزراعة البديل المناسب والوطني الذي سيحمل اليمن من وحل القهر والفقر والشتات إلى الكرامة والغناء والتجمع فعلينا جميعا ً أن نتساند لتحقيق ذلك البديل الذي سيسد الفراغ الذي لن يجعل أركان النظام السابق يعودوا  إلى ما كان عليه من قبل .

*من شباب التغيير -عدن