عدن . . الداء والدواء

108

إن حالنا اليوم وخاصة في عدن الحبيبة أشبه بمريض يعاني من مرض عضال وقد حار بين الأطباء فكل واحد قد كتب له وصفة سحرية لما يعانيه لكن دون فائدة ، لكن المشكلة هنا أخطر من مرض يصيب جسم الواحد منا ، لكنه مرض أصاب أمة بأكملها وإذا أخطأنا في العلاج فإن المصيبة ستعم الناس أجمعين.

فعدن الحبيبة تعاني مرضًا أصاب عقول الناس فنهم من يرى العلاج بحمل السلاح وإثارة الفوضى ، هي حالة كحال الجراح الفاشل الذي يبتر العضو ويصيب الجسم بشلل في أحد أطرافه.

ومنهم من يرى العلاج بالرجوع إلى النظام السابق، حاله كحال الطبيب الذي يعطيك دواء قد فسد وانتهت مدته وأثبتت التجارب عدم فائدته ويريدك أن تتعالج به فأنى يأتي العلاج.

ومنهم طائفة وهم الأخطر هم أحفاد السلطات من يجيدون تغيير الأقنعة ويتاجرون بالمرض وهؤلاء هم سماسرة المرضى لا يهمهم سوى الكسب والمصالح الشخصية.

آخرون يتركون المرض يفتك بالجسم فلا هم عالجوه ولا تركوا غيرهم يقوم بالمهمة، وهؤلاء هم السلبيون المتفرجون.وفي زحمة هذه التشخيصات الهدامة ، لا بد من علاج ينقذ حبيبتنا عدن قبل استفحال الوباء.

فالدواء إذًا هو أن نصدق النيات ونجتمع ونتشاور كما يتشاور الأطباء الأذكياء للوصول إلى علاج شافي، لأن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا ، فعدن لا تستحق منا هذا الإهمال والأفضل أن ننظر بعين إلى المستقبل والعين الأخرى إلى الماضي كي نستفيد من أخطائنا.