سقط النظام والحديث في تفاصيل الدفن

38

 صحيح أن ثوار الساحات قد طال عليهم الأمد، وصحيح أيضا أن الحسم والانتقال كان يجب أن يكون قد بدأ، وصحيح كذلك أن الثورة تحول بالفعل إلى أزمة عندما توقفت في الساحات ولم تتمدد إلى القصور وتفرض واقعها الجديد.

كما أن الأوضاع المعيشية وتوقف الكثير من شئون الحياة وتعثر مصالح الناس كل هذه الشهور، هي معاناة كبيرة يجب أن تتنبه لها الثورة والثوار.

لكن الصحيح أيضا أن الثورة قد فرضت الكثير من الحقائق والوقائع والمكاسب التي لا يمكن القفز عليها، ومسألة الانتقال إلى المربع الذي تريده الثورة تعيقه تدخلات عامل الخارج، يعيقه الارتهان الذي وقع فيه البلد بيد الفاعل الإقليمي أولا والدولي ثانيا.

وهذا الذي وجد الثوار أنفسهم ملزمين بالتعامل معه كأمر واقع هو امتداد للنظام الذي خرجوا لإسقاطه، عندما جعل البلد مسلوب القرار، كنتيجة حتمية لارتهانه التنموي بشكل كلي.

الصحيح أيضا أن نظام علي عبدالله صالح قد سقط بفعل الثورة السلمية، وسلطته قد ماتت وكل الحديث واللغط اليوم هو في تفاصيل (العزاء) وترتيبات الدفن وتقاسم التركة، وفي شروط الخليفة والبديل ليس إلا، والمسألة مسألة وقت لاغير.

 

 

 

مقالات الكاتب