راضيتُ الرئيس بالحُمى فاختار الموت

86

من زمااااان ونحن نكتب للرئيس وعنه ، ننصحه بإشفاق ، ننقده بموضوعية ، نضربه ولكن بحنية ، نخاصمه بلا فجور ، نصرخ فيه ولكن بأدب ، نشرح له ونشرحه ولكن بلا شرشحة ..
فكان يعتبرنا عملاء ، مأزومين ، حاقدين ، أغبياء ، متطرفين . ولكل ذوق ما يشتهي من التهم..
كنا الحُمى التي رفضها بتاتا ونكّل بها وحاربها بالقمع وتشويه السمعة فسلط الله عليه انتم يا شباب الثورة فكنتم الموت المقدر عليه غير ان القطاااااار فاته فلم يعد بالإمكان أن نهدده بكم يا شباب ، كي يرضى بنا نحن الحُمى ولو انه رضي بنا وراجع سياساته لما آل به الحال إلى ان يصير سجين غرفة الإنعاش أو ما شابه .المثل عند الناس ( راضيه بالموت يرضى بالحمى) لكنه عند الرئيس المخلوع هكذا :
( راضوني بالحُمى ارضي بالموت )! فأيش نفعل لهذا المدبر أبو المدبر ؟؟
● ● ●
عموما لقد كتبت في يونيو 2006م في صحيفة الوسط ، مقالا عنوانه ( الوطن ليس شقة مفروشة للرئيس ) بعد تراجع الرئيس عن قراره عدم الترشح قلت فيه :
فخامة رئيس الجمهورية
بكل ثقة أقول لك إنني أتفهم دواعي تشبثك بكرسي الرئاسة..
ولكني أنكر عليك أشد الإنكار أن تعلن عن تشبثك بهذه الطريقة.. التي تخون فيها اليمن أرضاً وإنساناً..
لأنك جعلت اليمن بقرارك الأكذوبة ، أضحوكة بين الشعوب..
وأعني بالتفهم أنني مررت بتجربة ..
جعلتك حاضراً في ذهني طول أيام التجربة..
فقبل مدة سافرتُ أنا وزوجي إلى عاصمة عربية..
وخصص لنا أخ يمني شقة فارهة ..
تطل على أجمل معالم البلد..
فعشنا فيها بضعة أسابيع برفاهية مشجعة على الإبداع المتميز ..
وحينما شارفت مدة الضيافة على الانتهاء..
انتابنا النكد والقرف لأننا سنفارق ذلك العز والهناء..
ونعود إلى غرفة ضيقة في فندق متواضع ..
حيث الحر والناموس والصراصير وطلاب البقشيش..
لقد أوشك كابوس الانتقال من المكانة العليا إلى السفلى ..
أن يقضي على الكثير من جماليات طباعنا ومحاسن قيمنا..
فعشنا صراعاً نفسياً بين النفس الأمارة بالسوء..
التي تسول لنا طلب تمديد فترة الاستضافة..
وبين النفس اللوامة التي لا تغامر بكرامتنا ..
والتي تقول لنا:
«إذا كان صاحبك عسل لا تلحسه كله»..
فكنت أقول لزوجي:
إذا كان من الصعب علينا أن نغادر شقة مفروشة..
لم نعش فيها أكثر من شهر..
فكيف نتوقع أن يغادر الرئيس كرسي الرئاسة ..
الذي يتنعم به منذ (28) عاماً
بالحق وبالباطل، بالحلال وبالحرام؟؟
لقد طاب لنا المقام وتلك طبيعة بشرية..
ولكن طاب لنا أكثر وأقوى أن نعرف الحق على أنفسنا ..
فنغادر الشقة في الموعد المضروب..
ونحن نتبادل مع مضيفنا آيات الشكر والامتنان.
لم نوهم أنفسنا بأن ( الضرورة الوطنية ) ..
تستدعي تشبثنا بالشقة وتمليكها لأنفسنا ..
وتوريثها لأولادنا رغم أنف الجميع..
ولم نقل إننا الأجدر بخيرات الشقة ..
لأننا وحدنا ندرك قيمتها !
ولأننا نعرف كيفية التعامل مع ثعابينها وتناقضاتها!!
ولم نقل أننا لو غادرناها لنشبت حربا أهلية بين ملاكها..
ولتحولت إلى مساحة جديدة للصوملة..
بل قلنا لأنفسنا أن الضرورة الإنسانية والذوقية تحتم علينا تسليم الشقة..
حتى وإن أصر مضيفنا على تجديد استضافته لنا..
لأنه ليس من شرف المروءة ..
أن نرهق جيبه حتى وإن كان غنياً..
كما انه ليس من شرف القَبْيَلَة والوطنية ..
أن ترهق أنت روح الشعب وتطيل أمد معاناته ..
حتى وإن كان سموحاً وصبوراً..
ولأجل ذلك تركنا الشقة لأصحابها ..
كي يقرروا مصيرها بأنفسهم..
ولم يسمح لنا صدقنا مع الخلق والخالق ..
أن نقوم بأي حركات (نص كم) ..
من أجل أن نعود من الطاقة بزفة حناني طناني مثلك ..
بعد أن أعلنا كذباً أننا سنخرج من الباب..
ألست صادقة إذن في قولي يا فخامة الرئيس
بأنني أفهم نفسيتكم الآن تماماً تماماً؟!
بلى وألف بلى ..
وعليه فأنا أذكرك بقول الشاعر:ــ
وتكبر في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
لأنك أعطيتَ وعداً للشعب بعدم ترشحك..
فتنفس الصعداء وابتهج ، لأنه أخيراً سينال الخلاص من حقبتكم الفاسدة.
ولكنك الآن تفاجئ هذا الشعب المعذب كل يوم بحركات وتحركات..
كأنك من خلالها تريد أن تقول :ــ
سأعود فوق صهوات خيولي ..
لأضع سنابكها فوق كل قلم فرح باعتزالي..
وفوق كل لسان زغرد ابتهاجا بمغادرتي..
فيا فخامة الرئيس..
إن كنتَ ولابد ناكثاً بوعدك ، وعائداً رغم أنف الشعب..
فاعلم أن أغلب أقلام المثقفين ..وأغلب ألسنة المواطنين..
ستكون تحت طائلة هذه السنابك ..
لأن الكل فرح برحيلك ، والكل سيغتم بعودتك..
وهذه هي الحقيقة التي يجب أن تدركها ..
مهما مارست بطانتك لعبتها المفضلة في التعمية عليك.
انتهى المقال
وعندما قرأ احد أنصار الرئيس هذا المقال قال :
هذا كلام جزااااااار في المسلخ
أما احد أنصار بن شملان فقد علق عليه قائلا :
لو كان سلطان البركاني برفقتكم أو مجاورا لكم لتشبثتم بالشقة أكثر من تشبث الرئيس بالكرسي !
● ● ●

وفي مايو 2006م كتبتُ في صحيفة الوسط أيضا مقالا عنوانه
( صار الرحيل ضرورة )
أقول فيه :
يا فخامة الرئيس..
مهما صورتْ لك بطانتك الكاذبة بأن كل شيء على ما يرام..
ومهما أوهمتك بأن الجماهير ستخرج للشوارع متظاهرة معتصمة..
تلتحف السماء وتفترش الأرض..
من أجل التوسل إليك ألا تنزل عن كرسي الرئاسة..
ومهما عرضوا الواقع عليك على غير حقيقته ..
فاعلم أنت علم اليقين ...
أنه قد قًلّ شاكروك وكثُر شاكوك..
فإما اعتزلتَ وإما اعتزلتَ!
أما الحديث عن اعتدالك فما عاد يصدقه أي مواطن..
وأعلم علم اليقين أيضاً ..
أن مصداقيتكم الباقية صارت مرهونة بالوفاء بوعدكم بالاعتزال..
فاعقلها واعتزل..
كي تذهب من جهنم الكرسي إلى رحاب المواطنة والتاريخ..
مشيعاً بإجلالنا جميعاً لك على قرارك الشجاع ..
الذي لم يجرؤ عليه أي رئيس عربي قبلك ..
سوى البطل ( سوار الذهب) ، فكن مثله سواراً من ذهب..
واترك شعبك يقرر مصيره ..
لعله ينسى كابوس الـ (28) عاماً ..
التي عاشها في نفقك المظلم.
● ● ●
وكتبت نصيحة خاصة للرئيس :

إذا كنتم تبحثون عن أسرع الطرق في انهيار نظام حكمكم..
فلا تطيلوا البحث، كل ما عليكم فعله هو :
استنساخ عشرين رجلا من أمثال ( سلطان البركاني )
وهم سيقومون بالواجب على شر ما يرام.
فالمغالطة ضالة (البركاني) فصيح الحزب الحاكم ..
فأينما وجدها فهو أحق بها !
( ويبدو أن تدمير النظام لم يكن يحتاج لكل هذا العدد المستنسخ )

● ● ●

وكتبتُ أقول :ــ

بمناسبة قرار الرئيس عدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة وبمناسبة قراره غير المعلن باختطاف الصحفيين وضربهم وتهديدهم :
ما أحسن قول المثل «يا سارح كثّر بالملايح» وليس بالفضائح!!!!
( بيني وبينكم يا شباب الثورة أنا كنتُ أحيانا اصدق خرطات الرئيس هذه)

● ● ●

وكتبتُ أقول :ــ

يقول البسطاء :
رئيس شابع قانع ، أفضل من مرشح جائع ينهب من جديد .
فقلتُ : قد يكون الرئيس شابع قانع من الآلاف .. من الملايين ..
أما البلايين والمليارات فلا شبع منها ولا قنع..
والناس مقامات في نهب ثروات الشعوب ..
واقلهم نهبا اقلهم مُقاما في سدة الحكم .
● ● ●


وكتبتُ أقول :ــ

يقولون:
اللي اغتنى في عهد الرئيس عمره ما يفتقر ، واللي افتقر عمره ما يغتني !
صدقوا
فهذا العهد خرج من قبو مظلم هو الفساد
ويؤدي إلى نفق اظلم هو إفقار الأغلبية واغناء الأقلية .
● ● ●


وكتبتُ أقول :ــ

أساطين السلطة الفاسدة ، يحلفون اليمين الدستورية ..
على أن يكونوا صالحين ..لكنهم لا يكونون صالحين
لأنهم من أولئك :
((وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ
وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ
وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ
أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ))
فما دام الله قد قدر عليهم الخسران..
فلماذا نسمح لهم بالفوز في الانتخابات ؟؟
إنها دعوة لإسقاط أهل الخسران..
من فوق صهوات خيول الويل والثبور.
● ● ●


وكتبتُ أقول :ــ

يا أيها الحزب الحاكم ورئيسه :
لأنكم لم تغيروا ما بأنفسكم ، حتى يغير الله أحوال اليمن من الشقاء إلى الرخاء ..
فعليكم أن تستعدوا منذ الآن ، لفتح مقايل عزاء لتقبل التعازي في وفاة حزبكم .
فإنا لله وإنا إليه راجعون
وسواء كنا صالحين أو فاسدين ، فالمعاد واحد ، والمأوى مختلف !
● ● ●


وكتبتُ أقول :ــ

ذات مرة خطب رئيس الوزراء البريطاني المحافظ (جون ميجور)
في حملة انتخابية ساخرا من حزب العمال قائلا :
( على الشعب أن ينتخبنا للمرة الخامسة ..
إذا أراد أن يتخلص من الاشتراكية إلى الأبد )
فمتى يخطب احد قادة المؤتمر قائلا :
( انتخبوا مرشحنا ليكمل (35) عاما فتنتهي الجمهورية إلى الأبد )
● ● ●

وكتبتُ أقول :ــ

كلما زاد الفقر .. زاد الغلاء .. وكلما زاد القهر .. زاد البلاء ..
وكلما زاد كل ذلك .. زاد الحزب الحاكم فسادا ..ورخاااااااء !
● ● ●

وكتبتُ أقول :ــ

جاه الله ثم جاه النبي ..
أيها الناس اجعلوا الانتخابات فرصة لا تعوض ..
لخلخلة إمبراطورية الفساد .
● ● ●
وكتبتُ أقول :ــ

إعادة انتخاب مرشح الحزب الحاكم ..
يعني إعادة مكوث اليمن طويلا في النفق المظلم !
● ● ●


وكتبتُ أقول :ــ

الانتخابات على الأبواب والحزب الحاكم هم قوم الرئيس ..
وبالطبع هم القوم الذين تشكو الانتخابات من استباحتهم كل شيء فيها ..
وبهذه المناسبة من المهم جدا ..
تذكير الأخ الرئيس بقوله تعالى :
(وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا)
غير أن هذا التذكير لا قيمة له ..
لأن كبير القوم هو ذاته من يستبيح كل شيء في حملته الانتخابية ..
والدليل صدور عبارات سيئة ..
ما كان ينبغي صدورها ممن يتربع على رأس شعب .
لقد قالوا : إذا أردت أن تعرف أخلاق شخص ما فسافر معه .
وأقول : إذا أردت معرفة أخلاق الحزب الحاكم فتنافس معه .
وستجد أن البلطجة وسوء التصرف وقبح الفعال ..
تكاد تكون ماركة مسجلة باسم معظم قياداته ..
وينعكس على معظم قواعده ، ولا ينجو منها إلا من رحم ربي ..
وابرز صور هذه البلطجة تمزيق صور المرشحين المنافسين ..
وحبس وملاحقة المتعاطفين معهم .
إن هؤلاء المسيئين للديمقراطية وللسلام الاجتماعي ..
غير جديرين بالبقاء خارج أسوار إصلاحيات السجون ..
فكيف يسمح لهم المجتمع بتولي المناصب ؟!
آمل أن يدرك شعبنا انه..
آن الأوان لإقصاء أصحاب هذه البلطجات عن حياتنا السياسية والإدارية..
لأنه لم يعد هناك أي خير مأمول ..
في إعادة انتخابهم بعد أن جربنا إدارتهم للبلاد عقودا من الزمن..
فوجدناهم يحسنون التدمير ويجهلون التعمير .
( ما كنا نتوقع ان تصير بلطجتهم الآن إلى هذا الحد )
● ● ●


وكتبتُ أقول :ــ

انتخابات نزيهة أكرم للنظام من ثورات شعبية .. فهل يفقهون
( طبعا لم يفقهوا فكانت الثورة ضرورة حتمية)

● ● ●

وكتبتُ أقول :ــ

الأستاذ / عبده الجندي نصح عبر (الثورة نت )
مرشحي الرئاسة قائلا :
(( إن مصلحة المرشحين تقتضي منهم التركيز على المستقبل..
بدلا من الاستطراد في نبش جروح الماضي وسلبياته ))
وهذه نصيحة يجب على الأخ الجندي أن يهمس بها همسا خفيا ..
في أُذن مرشح المؤتمر للرئاسة ..
فالنصيحة على الملأ فضيحة ..
ولا احد أحق بنصيحتك منه ..
والدليل على ذلك ..
أن فخامة الرئيس لا يفتأ يتحدث عن خلافات الماضي..
بين أحزاب اللقاء المشترك بقصد بث الفتنة بينها ..
وتحريضها على إعادة الاحتراب ..
وأمر مؤسف أن يكون رئيس جمهورية متضايق جدا من أن يسدوا الناس ويصطلحوا ويتسامحوا .
● ● ●


وكتبتُ أقول :ــ

28 سنة مضت ..وسبع قادمات ..
فيا خوفي من أن يصل شعار فسادها القادم إلى حد :
(يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي)
● ● ●


وكتبتُ أقول :ــ

إننا نعترف كصحفيين وسياسيين..
بأننا نوسع الرئيس نقدا ونصحا ..
لأنه أصلا في حقبة (النفق المظلم) الذي أدخلنا فيه..
فإنه لا يقصر في أن يوسعنا وعودا ويودي بالإبل ( أي النفط والغاز ) !..
انه بدعوى ( الصالح العام ) ..
قام بتجيير كل الوطن لصالح (الصالح) !
● ● ●


وكتبتُ أقول :ــ

قال الأخ الرئيس في خطابه في مديرية وادي عمد بحضرموت يوم 20-1-2007م أن :
(( تحالف الاشتراكيين مع الإصلاحيين المُراد منه تخريب الوطن ..
وتدميره وإعادة اليمن إلى ما قبل 22مايو ، لأن عقولهم رجعية )) !!
وبرغم أن الحملات الانتخابية انتهت ..
لكن صدور هذا الكلام ممن يفترض فيه رئاسته لكل اليمنيين..
ورعايته لكل تقارب بين قواه السياسية والمذهبية ..
والمناطقية والقبلية والاجتماعية وما شابه ..
كما يُفترض فيه أن يحس بالغبطة لرؤية هذا التقارب ..
باعتبار أن الغبطة بتصالح الناس وتآلفهم دلالة على النفوس الخيرة ..
لكن أن يظل الأخ الرئيس يعزف على هذا الوتر ..
فلا املك إلا أن أضع ( 29 ) علامة تعجب ومثلها علامة استفهام ..
بعدد سني حكم الرئيس .
( الآن علينا أن نضع 33 علامة تعجب واستفهام واشمئزاز وقرف ..
مما عمله هو وعياله باليمن)
ختاما ..
أظن لو أننا كتبنا مثل هذا الكلام لإبليس اللعين ولمدة سنة واحدة فقط ..
وليس لمدة ربع قرن مضى لكان إبليس اتعظ وارعوى عن غيه !!