سهيل.. للثورة عنوان..!

79

لم تحمل له الأسلحة الثقيلة ولم تحاصره بالمدرعات المصفحة ولم تقوم بمهاجمته بالرشاشات ولا القناصات ولم تمسك بيديها حتى الجنبيه ولا كذلك وإن كان  أضعف الإيمان أعواد الكبريت.

واجهته بالكلمة الصادقة والصورة الواقعة، قابلته بحياديه الثورة وقفت مع الشباب، تضامنت مع الشعب، سخَرت كل إمكانياتها بكل مايخدم نجاح الثورة الشبابية الشعبية، إيمانا منها بان هذه الثورة هي الطريق الصحيح والخط السليم الذي لابد أن نسلكه لأجل أن نشهد يمناً جديداً خالي من الفساد يمناً مدنياً ديمقراطياً لا يمناً يخدم عائله بحد ذاتها، وإن جميع الشعب خلق ليخدم هذه العائلة التي تدعي الديمقراطية والجمهورية وهي بالأساس ديكتاتورية ملكيه.

نعم إنها قناة سهيل الفضائية لسان حال الثورة والصورة المعبرة لما يدور داخل اليمن بكل وضوح وموضوعية لأحداث الثورة، القناة اليمنية الوحيدة التي أوصلت صوتنا وصوت ثورتنا إلى العالم أجمع.

لأجل كل ما قامت  به قناة سهيل من إعلام مشرف وبمهنيه عاليه، تجد نفسها عبارة عن ركام من الحجارة  ورماد من النار، ثم اقتحامها وسلب أجهزتها وأدواتها من بلاطجة علي صالح، لم يكفيهم قبل أيام قصفها وضرب الرصاص المباشر على المبنى وإسقاط عدد من الجرحى لا بل عمد على سرقة ممتلكاتها وإحراقها اعتقادا منه أنه سيسكت الحق ويسقط الكلمة الحرة، إلا أنها لا تزال تراهن على إمكانياتها بأنها ستساهم في إسقاط النظام.

حقيقة إنني أبارك لقناة سهيل وكل العاملين فيها انتصارهم على هذا النظام المنتهي وبوجه الخصوص انتصارهم على طاغية البلاد وفرعون اليمن المدعو علي صالح ، حيث أنه يملك ما يقارب الخمس قنوات فضائية إلا أن جميعها لم تستطع أن تقف أمام قناة سهيل الفضائية، كل فضائياته سقطت أمام مصداقية وواقعية ومهنية سهيل رغم عمرها الزمني الذي لا يتعدى عمر أي قناة من قنوات على صالح ، إلا أنها أثبتت أنها تكبرهم خبرة ودقة وجرأة وعمل رائع.

بعد كل هذا الفشل الذريع الذي لحق بقنواته وشعر أنه لا يملك إعلاماً كإعلام سهيل ، قام بالشيء الذي يحبذه هو وبلاطجته ألا وهو سفك الدماء وإشعال النيران وشن الحروب ، فهو بالفعل لا يستطيع أن يقوم بأي عمل ولا يرتضي عمل شيء سوى الحرب وسفك الدماء .

أين حق الكلمة الحرة أين حق الإعلام، يصادر الصحف يقتحم المباني الإعلامية ، يواجه القلم بالسلاح ، يقابل الصورة بالدبابة، وصل إلى يقين جازم بأن نهايته قربت وأن سقوطه قد حان وسيرمى في مزبلة التاريخ ، فلم يشأ أن يتركنا إلا ونحن فقدمنا الكثير ويريد أن يدخلنا في حرب أهلية وأن يدمر البلاد ولكن هيهات أيها السفاح فنحن شعب قد وعى وفهم كل ألاعيبك  وخداعك وكذبك وإننا بدونك سنكون أفضل حالاً وأكثر راحة.

ولا أستطيع في مقامي هذا إلا أن أشكر كل إعلامي وكل صحفي ومذيع وكل مؤسسة إعلامية تلفزيونية أكانت أو إذاعية وكل صحيفة كتبت وقالت ووقفت إلى جانب الثورة والسعي وراء نجاحها، وكشفت هذا النظام الساقط، وقدمت نموذجا من الإعلام المتميز والرائع.