حتى لا يتكرر المشهد..!

49

من المؤسف والمحزن أننا نحن الشعب اليمني نحب تكرار المشاهد ، لماذا؟!، لا أدري، فدائماً ما نجد السيناريوهات في الأزمات والقلاقل تتكرر في الشمال كانت أو الجنوب وأخص بالذكر مقالتي هذه نحن أبناء الجنوب عامة وعدن خاصة ،، فرغم كل ما تعانيه البلاد من تدهور اقتصادي وغياب للنظام والقانون وانتشار ظاهرة الفوضى في عاصمة المثقفين والمتعلمين والمدنيين وبروز ظواهر سلبية مخيفة ومخزية فإذا نظرنا للوضع الأمني نجد الفراغ الذي تركه غياب الشرطة من مقراتهم فأصبح لا يعمل من أفراد الشرطة البالغ عددهم في عدن (5000) شرطي إلا مانسبته (10%) فقط هم من يمارسون مهامهم أما البقية ، فاستسلموا لمظاهر الفوضى والبلطجة المنتشرة في عموم البلاد بحجة المحافظة على حياتهم وتجنبهم للصدام مع أبناء محافظتهم ، حقيقة عذر أقبح من ذنب فلو مارس كل رجل أمني مهامه دون تقاعس أو ملل لما رأينا مظاهر البلطجة التي نسمع عنها ونراها في شارع المعلا الرئيسي أو الدائري من تقطع بعض الشبان الملثمين لبعض السيارات في منتصف الليل ، وانتشار المسلحين في بعض المديريات وفي أغلب المحافظات ،، المشهد الثاني له علاقة بالمشهد الأول وهو غياب الوازع الديني عند الكثيرين أو معظم الناس في عدن أو خارجها ،، فإذا نظرنا وبدون مجاملة والكل يعرف أن من قام بنهب محافظة أبين هم المواطنين أنفسهم والكل شاهد هذا الأمر المخجل والمحزن والكارثة الإنسانية الحاصلة في يومنا هذا ،، فدائماً ما نرمي نكباتنا على الغير فنقول تنظيم القاعدة أو خلايا النظام النائمة هي السبب ، بينما نجد حقيقة المرة أن هؤلاء يبحثون عن الأسلحة بدرجة رئيسية ويثيرون الفوضى والرعب في قلوب الناس لكنهم لا يبحثون عن كراسي أو طاولات أو مكيفات لكي ينهبوها كما رأينا الكثير من الناس تهرب من القصف الشديد على منازلهم وفي المشهد الآخر نرى البعض محملا بمكيف وآخر بكرسي وغيره بأدراج وكما قال المثل ( أهل السلى في سلاهم ، وأهل العبادة يصلون ) وهذه حقيقة نهرب منها اليوم ولا نريد أن نعترف بها لماذا ؟ لأنها حقيقة مرة تدخل في صميم وتكوين الإنسان اليمني المسلم وهي غياب الوازع الديني والخوف من الله ،، واليوم نخاف أن يتكرر المشهد في عدن فالاستعدادات ليست فقط للإستيلاء على عدن من قبل هؤلاء المسلحين أو الجهات الأمنية التي يمكن في أي لحظة أن تسلم عدن لهم ،، ولكن هناك استعدادات من نوع آخر وهي لنهب الممتلكات العامة والمقار الحكومية فالمحزن أني مررت على مجموعة من الشباب يجلسون بجانب أحد المرافق الحكومية وهم يتقاسمون هذا المرفق أنا حقي هذا المكتب ومحتوياته ،، والآخر الكمبيوترات كلها حقي ،، والآخر كل المكيفات ،، والرابع أنا حقي الأمياز والكراسي المدورة ،، وهكذا أكثر من مشهد ،،، والبعض سمعته يقول : ( أنا ما اتهنيت أو راحت عليّ فيد 94م ،، لكن با أعوض في هذه الأيام ) المهم الكثير من الشواهد وغيرها ممن كلمني فيه الكثير من الغيورين على عدن وهم ينظرون بعين الحسرة والأسف على هؤلاء الشباب المخزنين على قوارع الطرقات لا شغل ولا مشغلة ،، إن التفكير الذي وصل إليه الكثير من الناس اليوم من استعدادهم لنهب ممتلكاتهم بحجة أنها ممتلكات الدولة أمر معيب ومخزي أن يتكرر وخاصة في عدن ،، فقد حصل هذا الأمر في المجلس المحلي في الشيخ عثمان ودار سعد ،،، حين قام أهالي تلك المناطق بنهب ممتلكات الدولة وهم فرحين دون أدنى اعتبار أو خوف من الله ،، أو حتى التفكير أنها سرقة وأن السرقة حرام ،، وأن ما بني على باطل فالنار أولى به ،، وأن ،، وأن ،، وحتى لا يتكرر المشهد رسالة أوجهها للمعنيين أولاً : للخطباء والوعاظ ، أين دوركم من هذه الأحداث أين التوعية والترهيب من عذاب الله ، وعاقبة هذه الأمور ،، لماذا أصبحت الخطابات اليوم إما سياسية بحثه أو دينية بعيدة عن الأمراض التي يعانيها المجتمع ،، حقيقة أنتم مسؤولون أمام الله وسيحاسبكم الله إن لم تقولوا كلمة حق في هذه الأزمات التي تمر على اليمن وعلى الجنوب خاصة ،،ثانياً : لمجلس عدن الأهلي الذي سمعت أنه يسعى في هذا الجانب من خلال التواصل مع السلطة المحلية في المحافظة وبقية الأحزاب العاملة في الساحة لتوحيد الصفوف ومجابهة والتصدي لمحاولات الإنفلات الأمني في عدن ،ولكن نقول لهم أن هذا الدور ينقصه الجانب التوعوي للناس والنزول المتكرر لهم ومشاركة جميع مكونات الثورة الشبابية في توعية الشباب بخطورة الانزلاق في هاوية نهب الممتلكات العامة ،، ثالثاً : رسالة للأحزاب الفاعلة في الساحة وخاصة اللقاء المشترك فبدلاً من الاتجاه نحو التصعيد الثوري للثورة الشبابية وتوجيه الخطاب في مكان معين ، أن يتحول هذا الخطاب إلى خطاب يحث أبناء عدن والجنوب خاصة إلى الحفاظ على مدنهم وقراهم من الإنفلات الأمني والنهب والمنظم ،، إنها رسالة أوجهها لأحزاب اللقاء المشترك وخاصة في عدن أن تولي هذا الجانب أهمية كبيرة وذلك من خلال المنتديات الشبابية التي أنشأتها ، وإنني أهيب بكل أطياف المجتمع في عدن والغيورين عليها آباء وأبناء ، شباباً ونساء، للوقوف جنباً إلى جنب للحفاظ على عدن الباسلة ،، وعشمي كبير إلى كل الغيورين حتى لا يتكرر المشهد ونقع في حيص بيص .