لن نأسف لرحيلك يا علي

41

زمن ( ما لنا إلا علي ) انتهى ولن يعود ثانية ، فالتاريخ يمضي ولا يتوقف لحظة أو يعود للخلف ، الرئيس صالح انتهى ؛ فسوى عاد إلى موطنه أم بقى خارجه فأنه بمنطق التاريخ والسياسة والثورة والمشروعية والواقع لا مكان له في السلطة .

 فبعد أن خرجت الملايين إلى الساحات والمخيمات وبعد كل ما حدث من قتل ودم وترويع وعبث وخراب ما عاد بوسع أحد إعادته إلى كرسيه أو بمقدور أوراق البنك المركزي فرضه على اليمنيين ولو انفق مليارات النفط والغاز والضرائب وحتى ملياراته المدخرة في أوروبا والخليج .

من حق احمد وطارق ويحيى وعمار وحتى الجندي والشامي والشاطر والقائمة طويلة الاستماتة من اجل إطالة أمد حكم هو بحكم المنتهي الفاقد لصلاحيته ومشروعيته ، ربما افلح هؤلاء في مغالطة وتضليل الأشقاء والأصدقاء وقبلهما الرأي العام المحلي والخارجي لكنهم لن يفلحوا في إجبارنا على قبول واستساغة الرئيس وحكمه العائلي ولو لشهر قمري ، لقد نجحوا في حشد الموالين إلى ميدان السبعين كل جمعة ، خلقوا للبلد أكثر من أزمة كهرباء ووقود وبؤرة قتال وغيرها من الأزمات الخانقة ، وزعوا السلاح ونشروا جماعات البلطجة والنهب والخراب .

نعم لقد ضللوا الأمريكيين والأوربيين بالقاعدة ، اقلقوا السعوديين والخليجيين بالحرب الأهلية ، أشاعوا في محافظات الشمال عن خطر انفصال الجنوب وفي الجنوب صوروا الثورة وكأنها مجرد صراع قبلي ومجرد ذهاب أحمر ومجيء احمر .

هؤلاء للأسف أتقنوا جيدا صناعة  الأزمات والمشكلات ، لم يستوعبوا بعد ما هية الربيع العربي الذي لم ولن يكون إلا فصلا جديدا ومزهرا ؟ فالحُكم كورقة الخريف التي اصفرت وتحللت وسقطت ، الثورة أشبه ببرعم الربيع المتفتق من ثنايا هذا التحلل والموت الخريفي ، أوراق الخريف لن تثنينا من التغريد للربيع .

هذه الأوراق ساقطة وميتة لا محالة ، لن نبكي ولن نحزن ولن نأسف إذا ما رحل الخريف وكآبته ، سنمضي بتفاؤل وحيوية وصبر فهذا الربيع جدير بالتضحية والعناء كيما يزهر ويثمر ، لا تصدقوا إذا ما قيل لكم بان الميت سيحيى وان الخريف سيبقى وان الربيع سيفنى ، العكس هو الصحيح ، فالثورة ستبقى والحكم انتهى .

 سيبتدعوا لكم المشكلات والأزمات كي تعودوا لذلكم اللحن الممل ( ما لنا إلا علي ) سيقال لكم ما للوطن إلا المشير ، ما للوحدة إلا علي ، ما لليمن غير أبو أحمد وهكذا ، اسطوانة ربما أعجبت بقايا الحكم المتساقط كورق الخريف لكنها بالنسبة لغالبية اليمنيين لا تجد أذن صاغية أو عين ناظرة ، فالخريف مضى والربيع لن يعود للوراء .

 

مقالات الكاتب