سورية واليمن والشعب المقهور

50

(1)

اصحاب القلم الشرفاء في عالمنا العربي يعيشون اسوأ ايام حياتهم وهم يرون امتنا العربية تتمزق دولا وطوائف واحزابا وتحزبات، يتألمون ويمتنع النوم عن جفونهم من شدة العنف الذي تمارسه الانظمة السياسية العربية على الشعب العربي في اقطارعربية كثيرة.

يتمزقون الما عندما يرون دبابات وصواريخ وجيوش دولهم تنقض على المواطنين في المدن والقرى والارياف وحتى سنابل القمح لم تسلم من نيران جيوش الحكومات العربية، فقط لانهم يطالبون بصون كرامتهم كمواطنين وحقهم في المطالبة بالاصلاح وتحقيق العدالة والمساواة والقضاء على الفساد والمفسدين وتحقيق نزاهة القضاء واستقلاليته.

صاحب القلم الشريف في عالمنا العربي يصاب بالاعياء وهو يشاهد على شاشة التلفزة العربية والدولية شبيحة وبلاطجة وبلطجية ومرتزقة من كل نوع ومن كل جنس يطرحون مواطنين مدنيين على الارض مكتفي الايدي والارجل ويرقص هؤلاء البغاة على ظهورهم لكسر العمود الفقري لكل معتقل، ويتناوبون ببساطيرهم الصلبة في ركل رؤوس هؤلاء المعتقلين بكل قسوة وكأنهم لاعبو كرة القدم البرازيليون، نعم نكاد لا نفرق بين دبابات الجيش الصهيوني وهي تحرث الحقول الزراعية تدميرا وتحرق انتاجها وتجتاح المدن الفلسطينية وتعتقل الشبان الفلسطينيين مقيدين.

صاحب القلم العربي في حيرة من الامر، ان أيد مطالب 'الثوار' المطالبين بالاصلاح السياسي وتطورت مطالبهم الى اسقاط النظام بعد يأسهم من الاصلاح اتهم بانه عميل لجهات اجنبية ومؤيد للارهاب من قبل الانظمة العربية المغضوب عليها شعبيا. ان ناصر الانظمة العربية في مواجهة الشعوب اتهم ايضا انه يقبض دولارات من هذه الانظمة ثمن مواقفه، ان وقف شارحا مخاطر تدويل قضايانا والرفض للتدخلات الاجنبية كما هو حاصل في ليبيا اتهم بكل انواع التهم، وحتى في صمته فانه متهم بالقبض مالا نتيجة صمته.

رئيس تحرير جريدة القدس العربي الصادرة في لندن تعرض ويتعرض لحملة اعلامية مشينة لانه يرفض التدخلات الغربية في الشأن الليبي مطالبا بتدخلات عربية بديلة عن الغرب لانه يعلم جيدا ان امتنا العربية ما برحت تدفع الثمن غاليا لما تم في العراق الشقيق.

وفي هذا المجال نحيي جريدة القدس والعاملين فيها على رحابة صدورهم واحترامهم لحرية التعبير حتى ولو كانت هجوما على صحيفتهم ورئيس تحريرها. لقد قرأنا ردودا قاسية ظالمة من بعض اخواننا الليبيين المنتمين الى المجلس الانتقالي في بنغازي لما كتبه رئيس تحرير القدس العربي عن الحال في ليبيا ليس دفاعا عن القذافي وزمرته وانما منبها لمخاطر مستقبلية تحيكها مؤسسات اوروبية بقبول من اطراف ليبية. ان كاتب هذه الزاوية يؤمن ايمانا صادقا بان ما نشر وينشر في الصحافة والمواقع على الشبكة العنكبوتية هجوما على القدس العربية واسرة تحريرها لا يعبر عن اخلاق ثوار يطالبون بحرية الرأي والتعبير والتخلص من الاستبداد وفرض الرأي الواحد والحزب الواحد.

( 2 )

في اليمن حملة اعلامية ظالمة ضد كاتب هذه الزاوية يقودها رجال اعلام ومرتزقة اعلاميون محسوبون على العصابة الحاكمة في صنعاء المنتهية صلاحيتها. اقول: لا يزايد احد علينا في حبنا لليمن وشعبه، فكنت من انصار الوحدة اليمنية التي راح ضحيتها اكثر من 20 الف قتيل في حرب قادها عبد الله صالح ، كنت متصديا للحملة الاعلامية التشويهية على اليمن التي شنها 'كتاب المارينز' ابان حرب الكويت 1991. اليوم وقد تجاوز عبد الله صالح واسرته واقاربه الحدود فلم يعد مقبولا من الشعب اليمني بكل فئاته وعلى كل شريف في هذه الامة مناصرة الشعب اليمني في الخلاص من كابوس هذا الحكم الظالم المستبد.

( 3 )

في الشأن السوري لامني الكثير من الذين اعرف والذين لا اعرف على تجاهلي ما يجري في سورية الحبيبة والحق انني منقسم على نفسي فيما يجري هناك. لم احتمل آلامي وانا اشاهد دبابات الجيش العربي السوري يجتاح المدن السورية، ويتصدى لمطالب الشعب في الكرامة والحرية وانهاء نظام الاستبداد والفساد والمفسدية، لم اتحمل منظر مليشيات النظام وهم يرقصون على ظهور المواطنين بأحذيتهم العسكرية وهم مقيدون ويركلون رؤوس المواطنين ووجههم بأحذيتهم.

في 22/11/2005 قدر لي الحدث وجها لوجه مع الرئيس بشار الأسد في صحبة نخبة من مفكري امتنا العربية وقلت : 'سيادة الرئيس بشار أؤكد لكم أمام هذه النخبة العربية بأنه لا عاصم لسورية الحبيبة شعبا وحكومة وحزبا وسيادة من طغيان الطامعين في سورية الحبيبة الا باللجوء الى الشعب، واعطاء الحريات في التعبير عن الرأي وكشف الفساد والمفسدين وفضح المتاجرين بسيادة الوطن ومقدراته، وتشكيل حكومة اتحاد وطني تجمع كل اطياف المجتمع السياسي السوري واطلاق سراح المعتقلين السياسيين وبذلك نستطيع مواجهة التحديات 'فماذا أستطيع ان اقول اكثر من ذلك وفي وقت مبكر جدا واليوم اقول اننا لن نستطيع مواجهة التحديات ما لم نعد الى الشعب وليس الى السلاح'.

اخر القول 'اللهم احم اهل القلم الشرفاء من الباغين على امتنا العربية والإسلامية.

عن: القدس العربي

مقالات الكاتب