حصار السبعين يوم على غزة... هزيمة محتل وشموخ مقاومة
سعيد شيباني
( غزة..مقبرة الغزاة ) كتب/سعيد شيباني اليوم الموافق...
الثورة سلمت مفتاحها للأحزاب وهذه الأحزاب رهنته للمال والقبيلة والعسكر والأخيرة بدورها وضعته في جيب الجارة الكبرى التي لم تحتكره لنفسها بل وشاطرته معها الولايات المتحدة ،المشهد يبدو كفزورة الكعكة التي فلتت البئر والمفتاح عند السلطان ، فالثورة مازالت تراوح في الساحات فيما المعارضة كمن رهن مفتاح داره لجاره والآن ينشده بتمكينه من كسر قفله كيما يلج إلى داره .
البعض يسأل عن ماهية المرحلة المقبلة ؟ لا إجابة شافية فحتى لو افترضنا بثمة توافق أمريكي سعودي يمني حول مسألة انتقال السلطة إلى النائب باعتباره الخيار الأفضل الذي سيجنب اليمن من الانزلاق إلى أتون الفوضى والحرب المدمرة في حال عاد الرئيس ، ولكن القضية لا تكمن فقط بنقل السلطة بل بمدى قبول النائب ذاته ، فعلى ما يبدو أن الرجل مازال حائرا ومراوحا بين كونه حافظا الأمانة لحين عودة صاحبها وبين كونه خلفا للرئيس .
لا حظوا إلى أي مدى وصل الاستهتار بهذه الثورة وتضحياته الجسام ؟ فالرئيس المؤقت سيظل إما في منزله وأما بمكتبه بوزارة الدفاع ، أولاد الرئيس وأشقائه وأقربائه هم من يحول دون قيام الخلف بسلطة السلف ، فبرغم أنه جزءا من النظام إلا أن قيامه بمهامه الدستورية باتت مهمة عصية ، فكيف إذا ما قلنا بمجلس رئاسة انتقالي ؟
تصوروا المعارضة تطالب وتناشد بتدخل خليجي عاجل لنقل السلطة إلى النائب ! أحدهم طالب عبد الربه بالانضمام للثورة في حال عدم تمكنه من مهامه وصلاحياته ! الناطق باسم المشترك يلوح لدول الخليج بانضمام كافة اليمنيين إلى الثورة المطالبة بتشكيل مجلس انتقالي منوها في الوقت ذاته بان السلطة في اليمن مغتصبة بيد أولاد صالح .
المعارضة تتعامل مع الوضعية الراهنة بغوغائية الخائف المضطرب الفاقد لمفتاح بيته ، وإلا ماذا يعني تخويف دول الخليج من ثورة شعبية عارمة يعرفها القاصي والداني بأنها لم تخرج من أجل نقل سلطة إلى النائب ولكن ذهبت لما هو أبعد ؟ وما قيمة انضمام النائب إلى الثورة إذا كانت هي من أتت به إلى الواجهة دونما تفلح من دفعه لاجتياز عتبات قصر الرئاسة ؟.
لا أدري أين تقف الأحزاب السياسية ؟ فعلى ما يبدو أن حادثة مسجد الرئاسة أربكتها لدرجة أفقدتها توازنها المطلوب في مثل هذه اللحظة التاريخية الحاسمة ، الرئيس ونظامه في غرفة العناية الفائقة بينما الثورة أشبه بمن رهن مصيره لرغبة الآخر ، فبرغم الكلام عن رئيس مؤقت أو مجلس إلا أن واقع الحال لا يشي بثمة ما يبهج ويدعو للاحتفاء بالرحيل .
فالنظام مازال باقيا ومهيمنا ولن يزول ويقتلع سوى بفعل ثوري منظم ومؤثر ، فلن تنجح الثورة بعد وعلينا إلا ننتظر لحين عودة رأس النظام ، لدينا تركه ثقيلة وعلى هذه الثورة أن تحسم أمرها سريعا وبفعل ثوري يعيد إليها مفتاح نصرها المفقود .