لو لا التقوى لأبادنا الرجل..!

46

عافه الزمن وعافته قلوب من يحكمهم ، لكنه كابوس جاثم لم يبارح كرسي- كرس
-حياته من اجله ونسي أن ثمة وطن يتسرب من بين أيدينا فيما يداه عليه كي لا
يطير .من  يقنع صالح   بأنه "غبي" . فالغبي لا يقتنع بغباءه، وإنّما
يؤكده بطريقة فاضِحة ، اللهم لا شماتة.
لكل شيءٍ خطوة أولى حتى للعذابات ورحيل من كرس كل ما من شاْنه ان يبقيه منتصبا
كتمثا ل هبل الوثن المعبود "المسترخي على العرش ثلث قرن :خطوه هامه في
طريق تقليص مساحات الكآبه في هذا الوطن الحزين الموغل في الغربة
والإنتماء في آن معاً ،الوطن  المسروق في  محفظة الرئيس ولم يبقَ منه إلا
خارِطة ونشِيد ومنتخب وطنِي يخْسَرُ بانتظام .ثلاثة عقود واليمنيون
يلوكون اوراق التقيم وجمهورية العائلة مقفرة من اي حياة لها معنى ،ووحدهم
"جرابيع" الرداءة في بحبوحة من العيش الرغيد.

كلما المح جامع الرئيس الصالح من احد اطراف العاصمه صنعاء اردد
بامتنان"الحمدلله لولا التقوى لأبادنا الرجل" غير ان النفس الأمارة
بالسوء سرعان ما تهجس بتعليق( برنارد شو) المتهكم على تمثال الحرية "تبني
البلدان تماثيل عظيمة للأشياء التي تفتقدها اكثر.
 لااريد ان اكون سوداوياً ،ولا اريد ان أبخس (صالح) اشياءه. فبعض ما
فعله يستحق التقدير لدرجة ان جارته راضية عنه جداً !.
 نحن بحاجة  هذه الأيام الى  التخلص من الخديعة الملوّنة الخديعة الصفراء
وأن لا نبقي في جعبتنا أي لون للخديعة ، بما فيه الأبيض والاحمر وحتى
السماوي .ليذهبوا جميعا للجحيم على أول رحلة للخطوط السعودية،وايضا
التخلص من_ هذه الاخيرة_ الخديعة الكبرى التي لا لون لها ويمكن وصفها
انها اكبر تجمع للحمقى غير ان لديها نقودا كثيرة  فليس للخديعة وجهها
الطيّب ولا المتسامح أبداً.
وطن تتبول عليه السعودية كل يوم هو وطن يستحق العزاء و في ذكرى النكبة
يؤسفني ان اقول لاْصدقائي في" الشام " لكم انتم محضوضون بجارة مثل
اسرائيل ، فقراءة متاْنية للواقع  هي كلُّ ما يحتاجُه الباحث عن( العاهة
التاريخية ) لهذا البلد سيئ الحض بهكذا جارة  وايضا خارطة جغرافية لمن
يجهل ان السعودية تحده من الشمال،وصورة اْصل او طبق الاصل _لا يهم_  من
النظام الداخلي "للجنة الخاصة" ومهامها الخاصة، وان امكن صورة من كشف
رواتب ومستحقات المجندين من وراء الحدود .
كانوا قد فكروا جدياً في الجدار العازل وشرعوا في عزل عاهة لم يعد لديها
مطالبات تاريخية ،تراجعوا ولا أدري أين ذهبوا بالأسلاك الشائكة؟
ليس عادلاً أن نتألم إلى هذه الدرجة لمجرد قربنا من المملكة .أن تستيقظ
وأنت جنوب السعودية فذلك ليس جيداً البتة.وعند اصغائك لقصة جديدة تدور عن يمني
تعرض للانتهاك لأسباب سعودية صرفة- عليك أن تبكي في نهاية المطاف لأن
السعودية أخذت على عاتقها دفعك للبكاء.
ليست الوحيدة التي العنُها اكثر مما العنُ ابليسَ ولكن لم يتسع المقام
،آل سعود يعتقدون أن في حَياتِهم ما يَستحق أنْ يجمعوا الناس في صعيدِ نص
واحد ليحدثونهم عنه ،بالنسْبة لي ، حياتهم أتفه مما تتخيلون ، وليس فيها
ما يصلح للقص !،وان "بادروا" فذلك لإشْباع غريزة السعودي في الثرثرة ،
فليسوا سوى " ظاهرة صوتِية ". عكَاظ  ودوْمة الجندل هي أسواق كان أجدادهم
يبيعون فيها الكلام وكان النابغة رئيس غرفة التجارة الذي يفاضل بين
بضاعةِ حنجرة وأخرى ،المثير للضحك أنه حين أفنى الرجال عمراً في تدبيج
قصائدهم قضى النابغة بأن أشعر العرب امرأة !.
لم يذق السعوديون طعم الحرية . بعضهم قرر التظاهر محاكات للتونسيين
والبعض الاخر صار يتقمص دور الاسطورة وائل غنيم على موقع الفيس بوك ،
وحملو رايات تصرخ : ( لم نذق طعم الحرية ) فأطلّ عليهم الحاكم من شرفة
قصره -غير انه لم يكن يتاْبط فتاتين عاريتين ولم يكن بيده كأس نبيذ -
وقال :لاداعي لكل هذا الصراخ . لم يتغير طعم الحرية كثيرًا.
 معاً نحو مَلكِية دُستوريَّة يحاول أن يهدىء من روعهم  عبر إيهامِهم
أنه بالإمكان ترقيع تلك الخِرقة الباليةِ المسماة " النظام الملكِيّ "
والقَميص الممزَق" صديق الشتاءِ.
إنها  لعبة وسخة يجب استبدالها بلعبة ديمقراطية أخرى .
أعتقد أن الوقت أصبح مناسباً للحديث عن المؤامرات ولكن  الكِتابة عن
المملكة عهر ادبي بحد ذاته ، فما بالكم عن مبادرة كل يَوم تقترِب مِنَ
العهر أكْثَر، ونحن لا نكترث ونْنسَى حتى من  أنْ نساْل ولو بخجل ،هل
الخليجيين او بالاْصح "حكومات القرى المجاورة" تجيد التفرقة بين جموع
المشجعين و جموع المتظاهرين..؟
أيقونة ساذجة جداً، مسوخ ذات شعر منكوش تبحث عمن يعترف بها في مجتمع بات
يفقد معنى الهوية .ساْسئل سؤال برياْ مثلي ..ما الذي كان يشعل الحروب بين
القبائل العربية قديماً ؟ اليس سباق النوق، وهذه كائنات تسلك ذات الطريق
منذ وطأته أول خف بعير حتى شابت نواصي الأسفلت .
 صناعة التغيير-في اعتقادي - لا تبدأ باقناع نظام عائلي واسرة مالكة
بقليل من الضمير.
 ابسط من ذلك بكثير تبدأ باقناع مثقف -يظن نفسه كذلك-
باْننا نريد دولة مدنية حديثة وليس حضيرة خلفية ل "آل سعود.
بكلمات اخرى ..نحن من نمنح رعاة النوق  شرعية الطعن في اهليتنا وذريعة
فرض الاقامة الجبرية والانتداب والوصاية ولا احد يمتطي سوى الظهر
المنحني.
اللجنة الخاصة عملت في الستينيات على جعل ثورة سبتمبر تصاب  بالموت
السريري من خلال مؤتمر خمر ،ومن تلك اللحظة واليمن لا تطل في صحف العالم
سوى تحت عناوين الكواراث .
التغيير وعي يمنحنا ثقافه جديده تُعيد رسم ملامحنا على نحو مشابه
لاحلامنا وبطريقه تكفي لا قناعنا بالاتجاه نحو الثوره ، والوطن الذي نفكر
به :وطن لن يصنعه الغرامة .

مقالات الكاتب