هذا ما أرعب أنظمة الإستبداد العربية الوراثية

34

ان الإنسان بوعيه الإنساني الحضاري الكوني , يمقت الكراهية والعداء والعنصرية , إلا لمن بادر بها تجاه الثورة اليمنية محاولاً إضعافها فهنا المثل بالمثل , والعين بالعين , والجروح قصاص !!

 


ان الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية التي عاشت طوال تاريخها في مناخ الإستبداد والطغيان والفساد بجدارة لم تعيشها أي منطقة في العالم , بدأت بعض الدول التي تشتغل أنظمة حكمها علي هدم كرامة الإنسان العربي , وإهدار إنسانيته بدعاوي عديدة مستترة ومصنوعة من قماشات دينية , أو سياسية , أو كلاهما معاً , إلا أن الطابع الغالب لأنظمة الحكم العربية كان يستتر بالقضية الفلسطينية كغطاء فضفاض واسع يغطي مساحات عورات الطغيان والإجرام في حق الشعوب العربية , وكان أن جعل الطغاة العرب قضية فلسطين هي قضية العرب المركزية , التي عطلوا معها كافة المفاهيم ذات المضامين الديمقراطية , والحريات , إلي أبسط مفاهيم حقوق الإنسان .


تحركت أمواج المياه الراكدة في تونس , وتبعتها تموجاتها في مصر , لتنتج مجتمعات حية نابضة بروح ثورية ناهضة لمطالب الإنسان التونسي , والمصري , وعبرت هذه التموجات معوقات الجغرافيا لتصل الى اليمن وهذا ما أرعب أنظمة الإستبداد العربية الوراثية من تخوفها علي مستقبل الفساد الذي بدأت الثورات تقطع أوصاله , وتهشم جسده الضعيف الواهن , الذي كان يبدو بالوهم , وكأنه عملاق جبار , ولتتحول عروش هذه الأنظمة التي ظن حكامها أنهم آلهة , فإذا بهم أصنام من فخار, يسهل تحطيمها بسهولة ويسر , ومع أول قذفة حجر .


المرعوب حقاً من هذه الثورات حتماً سيكون له تأثيرات إيجابية دافعة لعجلة الديمقراطية والحريات والحقوق الإنسانية , مما يؤثر بالسلب علي أنظمة الحكم الإستبدادية التي تحكم بالوراثة وبالخريطة الورثية بجيناتها الوراثية التي تأخذ نفس المواصفات الوراثية الموروثة بجيناتها الإلهية أو نصف الإلهية المزعومة , مما يؤدي بوجود هذه الثورات لخلق فضاءات من الحرية تسمح بتحطيم الأسس الإستبدادية التي قامت عليها تلك الأنظمة .


ورغم الثروة النفطية الهائلة الا ان السعودية بها ذات المشاكل التي اشعلت فتيل الثورة في الدول العربية الاخرى، فنصف عدد السكان تحت سن 18 عاما وعكس بقية دول الخليج التي لا توجد بها بطالة كبيرة فان 40 في المئة من الشباب السعودي من سن 20 الى 24 عاطل عن العمل.


إلا أن بعض المحللين يرون أن 20 مليونا من سكان المملكة وعددهم 27 مليونا يشعرون بالإنفصال التام عن الدولة، مما يشكل قنبلة معارضة موقوتة.


وحينما تنفجر القنبلة الشعبية السعودية , فلن يكون هناك إلا تدبير نفس الإتهامات لإيران , لأن المملكة السعودية لن تستطيع أن توجه أي سهام إتهام تجاه الولايات المتحدة الأمريكية , أو تجاه إسرائيل لأنهما في لائحة العداءات يأتيان في المؤخرة حسب القراءات السياسية الواقعية لما تنتجه معطيات الواقع السياسي المألوم بالإستبداد السعودي , وطغيان الأسرة الحاكمة سواء داخل المملكة أو خارجها . 

مقالات الكاتب