طويت أزمة سقطرى المفتعلة بحكمة اماراتية وحنكة سعودية، أفشلت مخطط اللوبي الإخواني المهيمن على الشرعية والذي استشعر خطورة تواجد قوات التحالف في منافذ سقطرى، كونه سيفشل مخططهم للسيطرة على الجزيرة.
لم تجد أبواق الحملة من توجه خبيث لإدارتها الا بتصوير أن الإمارات لديها مطامع في اليمن، مثل الاستفادة من جزيرة سقطرى، متغافلة عن ابسط بديهة قد تخطر على بال عاقل، وهي أن الإمارات تتحمل فاتورة الحرب ومابعدها الباهظة في اليمن، والتي كانت قادرة على استثمارها اقتصاديا لتحقيق مكاسب مضاعفة مما قد تحققها من الجزر أو تهميش المواني اليمنية- كما يزعمون- ودون التضحية بالمئات من أبنائها.
وبالرجوع الى تقرير صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الاماراتية، كشف أن اجمالي المساعدات الخارجية الإماراتية لليمن، من ابريل 2015 حتى شهر ابريل2018، والتي تقترب من ٤ مليار دولار، والتي قدمت كمساعدات اغاثية وخدمية وسلع، ناهيك عن الفاتورة العسكرية الباهظة التي تتحمل دولة الامارات جزء كبير منها ضمن التحالف.
الامارات ماضية قدماً في استئصال الخطر الحوثي في اليمن، حماية للامن الإقليمي وبتر ذراع إيران من الجزيرة العربية، وهو ما أكده ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد خلال لقاءه مع الرئيس عبدربه هادي عقب انطلاق عاصفة الحزم منتصف عام ٢٠١٥م، بالوقوف مع الشعب اليمني حتى النهاية، مشددا على أن اليمن تاريخ يتشاركه الاشقاء الاماراتيين معنا، وهو ما يفسر تجاوز الامارات وامتصاصها أزمات الشرعية المفتعلة بداية بإقالة نائب الرئيس- رئيس الوزراء خالد بحاح، ومرورا بتعيين الجنرال الإخواني علي محسن الأحمر نائبا لهادي، واقالة قائد المقاومة الجنوبية السلفية وزير الدولة هاني بن بريك ومحافظ عدن اللواء/ عيدروس الزبيدي.
ختاما.. التاريخ وحده من يدون التضحيات الكبرى التي تجترحها الامارات في اليمن، والتي لم يسبق أن قدمت دولة مثل هكذا تضحيات لأجل دولة أخرى أو حتى أنظمة لأجل شعوبها، ونحن ندرك يقينا أن الأحزاب والقوى اليمنية في المشهد الراهن، التي تتنازعها المصالح والتوجهات، لا يعول على اي طرف منها في قيادة البلد، الى بر الامان، وكل أملنا بعد الله بالاشقاء في التحالف، وكما يقال: رب أخ لم تلده امك.
* مدير تحرير صحيفة عدن تايم