اقتصاد
الناطق الإعلامي لحركة شباب عدن عمرو جمال: لابد من حلول سياسية بعيدة عن جر عدن نحو العنف
قال المخرج والناشط السياسي/ عمرو جمال:ان هناك دوماً محاولات لتهميش عدن وطمس هويتها وتشويه تاريخها والتشكيك فيه، ناهيك عن محاولات التجهيل الممنهج لأبناء مدينة عدن ولن نسمح لأحد أن يقصيها هي أو أبنائها مرة أخرى.
وتمنى المسئول الإعلامي لحركة شباب عدن ورئيس فرقة خليج عدن المسرحية ايجاد حلول سياسية بعيدة عن جر عدن نحو العنف، حيث كانت ومازالت مسرح صراعات على مر الزمن وأهلها سئموا صوت الرصاص ورائحة الدم، متحدثا في سياق الحوار عن اسهام فرقته في النقد والتوعية من خلال الاسكتشات المسرحية التي قدمناها في مختلف الاعتصامات في مدينة عدن.
حاوره/ وائل القباطي:
بداية كيف تقرأ المستجدات الراهنة على المشهد العام في البلد؟
مشوشة، الوضع العام وتسارع الأحداث داخليا وخارجيا بشكل دراماتيكي أتاح فرصا كثيرة لظهور عدد كبير من السيناريوهات لن يستطيع أحد قراءة المشهد قبل فترة تتكشف فيها العديد من الأوراق ولكن بالمحصلة فكل ما يحدث اليوم وسيحدث في الأيام القادمة هو نتيجة لثورة شعب حر أراد الحياة ، لا تهم كيف كانت أو ستكون نهاية صالح ونظامه ولا من كتب آخر سطر فيها المهم أن نعي تماما انه لولا شعب عظيم رابط سلميا في ساحات المجد 4 أشهر ونيف لما كتبت هذه النهاية التي يجب حتما أن ترضي هذا الشعب.
ماذا كان دوركم كفنانين وكفرقة مسرحية جماهيرية بحجم فرقة خليج عدن في ثورة الشباب؟
كفرقة مسرحية وكأفراد كان موقفنا واضحاً منذ بداية الثورة فقد انضممنا إلى صفوف الثوار والاحتجاجات منذ أول يوم في تاريخ 16 – فبراير وتحديدا بعد استشهاد محمد علي شاعن و ياسين عسكر وذلك ايمانا منا بالثورة، وقد اسهمنا في النقد والتوعية من خلال الاسكتشات المسرحية التي قدمناها في مختلف الاعتصامات في مدينة عدن منذ الأيام الأولى للثورة وبالتحديد كان أول عروضنا في 8 – مارس واستمرينا في تقديم العروض تباعاً فنحن فرقة جماهيرية من الشعب وللشعب و نعكس لسان حال الشارع العدني من خلال الجانب الفني والاعلامي.
بدورك المسئول الإعلامي لحركة شباب عدن، كيف جاءت فكرة تأسيس حركة شباب عدن؟
وسط هذا الكم الكبير من الكيانات المتحزبة في عدن. قررنا كمجموعة من الشباب المستقلين أن نؤسس كيانا مستقلاً يحاول بجانب الكيانات الأخرى في عدن تحريك الشارع وتوعيته.
- ماهي أهدافكم والآليات التي تعلمون عليها؟
حالياً وفي هذه الأوضاع الاستثنائية والمتغيرة في كل لحظة فإننا نتفاعل مع هذه الثورة لحظياً وبعفوية حيث أن أعضاء الحركة كلهم من الناشطين الذين تجدهم في معظم الفعاليات الثورية من ندوات ومظاهرات واعتصامات وأطباق خيرية وفي مساعدة نازحي أبين وغيرها. لكن على مستوى الفعاليات التي تنضمها الحركة فهي تنصب أولا في التوعية من خلال المنشورات وصفحة الفيس بوك وإقامة الندوات، كذلك المشاركة في تفعيل الاعتصامات المختلفة في عدن.. واقول ان هدفنا الأساسي يتلخص في كلمة واحدة "عدن" حيث إننا نسعى آن نكون صوت فعال لمدينة عدن.
- هناك اصوات كثيرة في الساحة باستثناء الصوت الذي يعبر عن عدن هل هذا ما ارادت الحركة التعبير عنه؟
بالفعل هذا هو هدف الحركة تماماً، لطالما كانت هناك دوماً محاولات لتهميش عدن وطمس هويتها وتشويه تاريخها والتشكيك فيه، ناهيك عن محاولات التجهيل الممنهج لأبناء مدينة عدن خلال ال17 عاماً الماضية بالتحديد ولذلك كانت حركة شباب عدن. فنحن نسعى لكي نقوم بدور التوعية لشبابها وكذلك لنوعي العالم بأهمية هذه المدينة وتاريخها، فنحن كأبناء مدينة عدن لن نسمح أن يعتدي احد على هذه المدينة أو يقلل من قيمة و أصالة نسيجها الاجتماعي. هذه المدينة الكونية التي جمعت فيها كل الجنسيات والديانات واحترمت الكل باختلافاتهم وبدون اقصاء، لن نسمح لأحد أن يقصيها هي أو أبنائها مرة أخرى. واجدها فرصة مهمة من خلال صحيفتكم لنوضح أن حركة شباب عدن لا تدعي أنها تمثل أحداً ولا تدعي أنها تمثل مدينة عدن، الحركة لا تمثل إلا نفسها وأعضاءها.
- في خضم مطالب فك الارتباط والفيدرالية والدولة المدنية ماذا يريد شباب عدن برائيك؟
كنتيجة لحرب 94م التي أفقدت الجنوبيين الثقة ومن أجل إعادة تلك الثقة و إرضاء شعب عدن والجنوب فلابد من استرجاع حقوق عدن كاملة من أراض ومؤسسات وبنية تحتية وإرجاع الاعتبار لمن سرحوا من وظائفهم بسبب وبدون سبب وإعادة الاعتبار للجنوب ككل باعتباره شريكاً أساسيا في العملية السياسية.. واعتقد أنه من أجل وحدة سليمة غير مبنية على النفاق والخداع والمشاعر المضللة وحتى يستمر الجنوبيون في دولة الوحدة برضاهم التام فاحد الحلول المطروحة والمقنعة هو استفتاء تقرير المصير الذي قد يتبع مرحلة من الفيدرالية تكفي لدراسة حسن النية من الجميع. لكن السؤال الذي يحتاج منا إلى تفكير عميق وحكيم هو متى وكيف سيتم هذا الاستفتاء؟ عدن تعبت من الحروب والنزاعات فلابد من حلول سياسية بعيدة عن جر عدن نحو العنف، يكفي عدن أنها كانت ومازالت مسرح صراعات على مر الزمن وأهلها سئموا صوت الرصاص ورائحة الدم، وفي النهاية هذا رأي شخصي لا يمثل أبناء عدن كلهم.
- أول شهيد سقط من عدن التي تصدرت الثورة الشبابية، ما اسباب الانقسام وقلة عدد المتواجدين في ساحات عدن برائيك؟
السبب المحوري والأساسي يعود بالزمن إلى بداية الحركة الاحتجاجية في عدن في فبراير 2011م، عندما قامت الجهات الأمنية بقيادة عبدالله قيران بضرب عدن بيد من حديد في توقيت كان العدنيون يقتلون بوحشية دون أن تلقي لهم وسائل الإعلام بالاً واستطاعت قوات الأمن تقسيم المديريات وعزلها تماماً عن بعضها مما تسبب في تكوين أكثر من اعتصام في كل مديرية وبهذا استطاع النظام تشتيت وتفريق المعتصمين وتقليل عددهم تدريجيا. لو كنا اجتمعنا في ساحة واحدة لكبر الاعتصام باختلاف توجهاته وأفكاره وأحزابه وحركاته ولكنا اختلفنا وتصارعنا معا ضمن إطار واحد. لكن تفرقنا لوقت طويل سمح لأحزاب وجهات سياسية بالسيطرة على المخيمات بشكل قوي بسبب خبرتهم السياسية مما أدى إلى انسحاب الشباب المستقلين لنقص خبرتهم السياسية، لكن هناك عدد كبير من الشباب الذي قاوم ومازال يقاوم وموجود في الشارع يدافع عن قضيته وهؤلاء من ستعول عليهم عدن في المرحلة القادمة. كذلك يجب ألا نغفل الجو الحار الذي لا يسمح بالمرابطة في الاعتصامات لأوقات طويلة. ولعدن طرقها الخاصة في التصعيد فهي مدينة استثنائية لا تشبه غيرها من المدن.
- نجح العصيان المدني لماذا يقوم البعض بقطع الطرقات وبعض المظاهر المسلحة التي تسئ للمدينة؟
هذه بعض الظواهر السلبية التي تحاول السلطة فرضها على مجتمع عدن المدني، هذه السلطة لا تألو جهدا في إجهاض مدنية عدن في كل زمان وفي كل مكان، حتى وهي -السلطة - تحتضر تحاول قبل أن تموت أن تخرب عدن ولكن هيهات هم الراحلون وعدن هي الباقية والخالدة بمدنيتها وعظمتها. وهنا يأتي دور التوعية حيث لابد لنا من أن نقف أمام ضعاف النفوس وصغار السن الذين تسعى السلطة لتعبئتهم بفكر العنف والتسلح.
- كيف تقرءا كناشط في عدن جمعة الوفاء للجنوب وبالمقابل بعض الدعوات للانفصال وفك الارتباط؟
الموضوع اكبر من مجرد عاطفة وتسميات، الموضوع عبارة عن قضية سياسية بامتياز هذه المشكلة سببها كان العاطفة ولا يمكن أن تحل بالعاطفة. الجنوبيون هم من حلموا ورضعوا الوحدة ولكن تنفيذها تم عاطفيا من قبل أفراد , لم يدخل البلدان في التجربة الوحدوية بنضج سياسي كاف مما افسد الكثير فيها وأوصل الأمور للاحتقان الذي نواجهه اليوم. يجب أن تحل الأمور بشكل سياسي واضح ومرضي لكل الأطراف بعيدا عن العاطفة.
ولكن تظل هذه الحميمية بين شباب جيل الوحدة الذي لم تلطخ أفكاره بوسخ سياسة المرحلة السابقة هي الخيط الرفيع الباقي الذي قد يصل بنا مستقبلاً لمفهوم الوحدة الحقيقية.
-ماهي انشطتكم في الحركة وبرنامجكم خلال الفترة القادمة؟
العديد من الانشطة التوعوية والميدانية التي سنعلنها تباعا وعلى من يحب متابعة اخبارنا الدخول الى صفحة الحركة في الفيسبوك على الرابط التالي:
https://www.facebook.com/Youth4Aden
- كلمة توجهها للشباب والناشطين بعدن..
رفعتم رؤوسنا عالياً وعدن بخير مادمتم فيها وعدن تستحق منكم الأكثر والأكثر.. ولكن أرجوكم لا تكرروا غلطة أبائنا ولنتعلم معا تقبل الآخر ولنقل معا بصوت عال لا لثقافة الإقصاء.
- للاحزاب..
شخصياً، لا أثق بكم، وجودكم في الساحات أضعفها كثيرا، أمامكم مشوار طويل لاستعادة ثقة الشارع فيكم.
- للحراك..
انتم من أشعلتم فتيل الثورات العربية الحديثة وليس البوعزيزي كما يزعم الإعلام العربي . وانتم أصحاب قضية عادلة لا ينكرها إلا جاحد ولكن لا تسمحوا لبعض من ينتسبون إليكم من الغوغائيين أن يشوهوا صورة هذا الحراك السلمي الراقي الذي يمثل كل بيت في الجنوب. كفى الجنوبيين فرقة ، وحدوا صفوفكم حتى تقوى القضية الجنوبية وحذاري من الإقصاء والتخوين فالحراك عانى منهما كثيرا ولا يصح أن يصبح في لحظة من اللحظات هو من يمارسه. هناك من يعبث ليسيء لصورة الحراك فتقيضوا .