تقارير خاصة

صالح لايزال الرجل الأقوى في اليمن

خليج عدن/ خاص

كانت الأجواء باردة مساء الـ 10 من فبراير 2015 حينما مر محمد الصلوي وهو شاب في العشرينات من عمره راكبا على دراجة نارية بالقرب من ساحة التغيير وسط العاصمة اليمنية صنعاء .

بدأ الشارع الصغير الواصل إلى مقر جامعة صنعاء خاليا من المارة والأضواء خافتة فين حين توقفت عربة عسكرية بأطراف الساحة .

الناس هنا تمر مسرعة الخطى وكأنها تخشى وقوع أي اشتباك مسلح ومفاجئ في المكان .

يتذكر "الصلوي" وهو الطالب في السنة الرابعة بكلية التجارة بجامعة صنعاء السنة الأولى له في الكلية الجامعية حينما شارك إلى جانب المئات من المتظاهرين يوم الـ 11 فبراير 2011 في تظاهرة صغيرة ومحدودة بالقرب من جامعة صنعاء .

يقول الصلوي لـ"عدن الغد" :" لازلت أتذكر كل شيء بوضوح كان يوما حافلا انتهى بالتوافق على بدء الاعتصام الفعلي أمام بوابة الجامعة أو مابات يعرف لاحقا بساحة التغيير .

في المكان ذاته وبعد 4 سنوات من اندلاع الثورة الشعبية المناوئة لحكم الرئيس اليمني السابق تتوقف عربة عسكرية منعا لأي تجمعات احتجاجية مناوئة لجماعة الحوثي التي باتت تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء .

قامت مظاهرات شعبية على غرار الثورة التونسية وزادت حدتها بعد ثورة 25 يناير المصرية.

خرج المتظاهرون بداية  للتنديد بالبطالة والفساد الحكومي وعدد من التعديلات الدستورية التي كان ينويها علي عبد الله صالح لكنها تحولت لاحقا إلى المطالبة بالإطاحة بعلي صالح .

 مؤشر التنمية البشرية منخفض جدا في اليمن, إذ تحتل البلاد المرتبة 133 من 169 دولة يشملها التقرير.

والحكومة يمنية هي أكثر الحكومات فسادا سياسيا وعسكريا واقتصاديا.

 جاء ترتيب اليمن في المرتبة 164 من 182 دولة شملها تقرير الشفافية الدولية لعام 2011 المعني بالفساد، ولا تتجاوزه دول عربية أخرى سوى العراق والصومال.

 حكم علي عبد الله صالح اليمن لمدة 33 سنة وأستأثر أقاربه وأبناء منطقته بمناصب مهمة وحساسة في الدولة.

بدأت الاحتجاجات من جامعة صنعاء يوم السبت 15 يناير 2011م بمظاهرات طلابية وأخرى لنشطاء حقوقيين نادت برحيل صالح وتوجهت إلى السفارة التونسية، رافقها اعتقال عدد من الناشطين والمتظاهرين في 23 يناير 2011م.

 في خطاب للرئيس في 24 يناير قال فيه "أن اليمن ليست تونس "، خرج ما يقارب 16,000 متظاهر في 27 يناير 2011 تنديدا بالأوضاع الاقتصادية والسياسية للبلاد.

وأعلن صالح أنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسية جديدة ولن يورث الحكم لأبنه أحمد.

 في 2 فبراير تظاهر 20,000 شخص في الميادين العامة مطالبة بتنحي صالح دون شروط في بدايات شهر مارس، بدأ الأمن المركزي باستعمال العنف ضد المتظاهرين، فقتل ثلاثة أشخاص في صنعاء وشخص في المكلا وفي 18 مارس، في ما سمي بجمعة الكرامة قتل أكثر من 52 شخص برصاص قناصة.

 ورغم أن اليمن من أكثر بلدان العالم تسلحا، حاول الثوار المحافظة على سلمية ثورتهم قدر المستطاع ولم يشكل الطلبة والشباب الذين كانوا لب الاحتجاجات أي ميليشيات مسلحة للتصدي لقوات الأمن المركزي.

يتذكر "الصلوي" كل ماحدث بحسرة بالغة يرى اليوم اليمن في وضع مأساوي للغاية ويؤكد ان الثورة التي خرج لأجلها مئات الآلاف من اليمنيين ظلت طريقها وانتهت .

ألهبت الشعارات السياسية التي أطلقت بداية الثورة الشعبية ضد نظام صالح حماس مئات الآلاف من اليمنيين وكانت المطالب يومها واضحة إزاحة علي صالح عن الحكم وتشكيل نظام ديمقراطي حقيقي وعادل في اليمن .

دفعت الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها اليمن خلال العام 2011 بقوى سياسية مناوئة لنظام صالح كان بينها حزب الإصلاح اليمني وهو ذراع الإخوان المسلمين في اليمن .

ورغم ان حركة الاحتجاجات الشبابية قالت بداية الأمر أنها مستقلة ولا صلة لها بالأحزاب السياسية إلا ان قوى سياسية كحزب الإصلاح تمكنت من السيطرة على حركة الاحتجاجات هذه و أزاحت الشباب عن الواجهة وتصدرتها هي .

 

أعلن الشيخ صادق الأحمر شيخ مشائخ قبائل حاشد واحدة من أقوى القبائل في البلاد دعمه لثورة الشباب بعد أحداث جمعة الكرامة، وبدأت الاشتباكات الخفيفة بين أنصاره المسلحين وقوات الأمن الموالية للحكومة في العاصمة صنعاء.

 وتحولت إلى قتال شوارع ومن ثم شملت المدفعية والهاون وقد حاصر مسلحي القبائل العديد من المباني الحكومية في العاصمة صنعاء وحي الحصبة وأغلقوها .

 واعتقد السكان أن الحالة قد تتدهور إلى حرب أهلية خلال اليوم الثاني من القتال، قصفت القوات الموالية للحكومة بشكل كبير بمدافع الهاون منزل الشيخ صادق الأحمر وقتل وجرح عدد من مقاتليه.

 وأدى ذلك إلى هجوم مضاد من المسلحين ضد مبنى وزارة الداخلية الذي ضرب بمدافع هاون وقذائف صاروخية ونيران الأسلحة الرشاشة.

في اليوم الثالث من القتال، ارتفعت حصيلة قتلى المواجهات إلى 69 قتيلا وعشرات الجرحى، بينهم 51 قتيلا من أنصار الأحمر وأعضاء لجنة الوساطة والقبائل المتضامنة وسكان المنازل المجاورة لمنزله. وفي المساء، أفيد بأن رجال القبائل سيطروا مبنى وزارة الداخلية ومبنى التلفزيون، ومبنى شركة الطيران اليمنية.

يونيو 2011 محاولة اغتيال الرئيس

في الثالث من يونيو 2011، وبعد ما خلص الرئيس اليمني من صلاة الجمعة في جامع يقع بدار الرئاسة، تم استهدافه في عملية غامضة مع كبار مسؤولي الدولة، ونقل بعد ذلك إلى الرياض لتلقي العلاج. قتل في الحادثة 11 شخصا من حراسة الرئيس وأصيب 124 شخصا بينهم عدد كبير من المسئولين لاسيما رئيس الوزراء علي محمد مجور ورئيس مجلس الشورى اليمني عبد العزيز عبد الغني.

 كانت أصابع الاتهام قد وجهت في بادئ الأمر إلى ال الأحمر الذين خاضوا معارك قاسية مع القوات الموالية لصالح في الأسابيع الأخيرة في ما عرف بحرب الحصبة ، ثم اتهمت مصادر حكومية القاعدة في وقت لاحق، كما أثير أيضا احتمال تعرض لصالح لهجوم بواسطة طائرة من دون طيار بينما رجح خبراء أميركيون أن يكون الهجوم مدبراً من قبل أشخاص داخل النظام بواسطة قنبلة وضعت في مسجد النهدين بدار الرئاسة وليس قصفاً بقذيفة هاون أو مدفع إثر تحليلهم لصور التقطت لمكان الانفجار من الداخل والخارج.

 أما الحزب الحاكم فقد أكّدت مصادر عنه بأن أصابع الاتهام تتجه نحو دولة قطر والموساد الصهيوني ومشاركة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأولاد الأحمر وقيادة المشترك في "المخطط الإرهابي والإجرامي الذي تم تدبيره لاغتيال الرئيس يوم الجمعة" على حد وصفها.

 

 

 

 

صالح يعود بعد رحلة علاج طويلة

في يوم الجمعة 23/9/2011 م عاد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى بلاده صباح الجمعة بشكل مفاجئ بعد رحلة علاج في السعودية استمرت نحو أربعة أشهر إثر محاولة الاغتيال أثناء صلاة الجمعة أوائل يونيو/حزيران الماضي بالرغم من توقيعه مرسوما خوّل بموجبه نائبه عبد ربه منصور هادي التوصل إلى اتفاق لنقل السلطة في البلاد. وهاجم صالح أحزاب المعارضة والقبائل التي انحازت إليها، ووصفهم بأنهم "قطاع طرق وانتهازيون"، وأبلغ المحتجين بأن حركتهم سُرقت.

وقد أثارت عودته ردود فعل متباينة من مؤيديه ومعارضيه على حد سواء، واندلعت مواجهات بين قوات موالية لصالح وأخرى تساند المحتجين الذين يطالبونه بالتنحي، وبات اندلاع حرب أهلية خطرا يهدد البلاد.وفي تقرير لاحق أشارت التقارير إلى أن 13 شخصا قتلوا جراء الاشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضين لها.

نوفمبر 2011

توقيع المبادرة الخليجية

في يوم الأربعاء 23/11/2011 م : وقع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في الرياض على اتفاق نقل السلطة في اليمن في ضوء المبادرة الخليجية حيث اتفقت الأطراف على تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال 14 يوما وإجراء انتخابات رئاسية خلال 90 يوما. وجرت مراسم التوقيع بحضور عاهل السعودية عبد الله بن عبد العزيز، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، ووفد من المعارضة اليمنية. كما وقع على الاتفاق وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد لكون بلاده ترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي. ورحبت الولايات المتحدة الأمريكية بالتوقيع واعتبرها أوباما «خطوة مهمة إلى الأمام للشعب اليمني الذي يستحق فرصة تقرير مصيره» وفي 25 فبراير 2012 (انتهى حكم على عبد الله صالح رسميا).

بدأ مع نهاية العام 2011 ان الاحتجاجات في طريقها للإزاحة بالرئيس اليمني السابق "علي صالح" عن واجهة الحكم في اليمن وهو ماتم فعلا عقب التوقيع على مبادرة سياسية خليجية أفضت إلى تولي الرئيس عبدربه منصور هادي الحكم لاحقا .

صالح بعيدا عن الحكم

أزيح صالح عن المشهد السياسي عقب العام 2011 بشكل شبه كامل وتولي الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي وبمشاركة قوى من حزب الإصلاح .

تصاعدت قوة حزب الإصلاح وتطورت الأحداث في اليمن خلال العام 2014 بصورة "دراماتيكية"  حيث تقدمت جماعة الحوثي صوب العاصمة اليمنية صنعاء .

وتمكنت جماعة الحوثي في الـ 21 من سبتمبر 2014 من الاستيلاء على العاصمة اليمنية صنعاء عقب معاركة محدودة مع جماعات مسلحة من الإصلاح وقوات عسكرية محسوبة على علي محسن الأحمر .

مع حلول الذكرى الـ 4 لاندلاع احتجاجات ثورة 2011 في اليمن يبدو المشهد شبيها إلى حد كبير للمشهد السياسي في فبراير 2011 كان الرئيس اليمني السابق "علي صالح" هو القوة السياسية الأولى في اليمن .

وبعد 4 سنوات من ذكرى ثورة 2011  يعاود صالح ظهوره السياسي بقوة في حين خفتت أصوات القوى السياسية التي عارضتها ووصل الأمر بقوى سياسية كحزب الإصلاح إلى الاستنجاد بصالح لإنقاذه من جماعة الحوثيين .

لايشعر كثير من اليمنيين اليوم بان الاحتجاجات التي اندلعت في العام 2011 تمكنت من الإطاحة بحكم الرئيس اليمني السابق "علي صالح" ويشعرون بأنه لايزال رجل اليمن "القوي" بعد فشل مناوئيه في تقديم أداء سياسي جيد خلال السنوات الماضية.

عن "عدن الغد" – بعض فقرات التقرير مأخوذة من تقرير سابق لمنظمة هيومن رايتس وتش عن أحداث العام 2011 في اليمن

 

 

وفد قبائل الصبيحة يقدم واجب العزاء لقبيلة القطيبي في ردفان: لقاء تألف وتأكيد على عمق الروابط


نجاحات مبهرة في أولى عمليات تصحيح الحَوَل بالمخاء ضمن المخيم المجاني الثاني برعاية طارق صالح


مصدر مسؤول في "اليمنية" ينفي مزاعم التنسيق مع صنعاء: "لا علاقة لنا بأي تفاهمات أو صفقات مشبوهة"


تعز تحتضن الموسم الثاني من مختبر الابتكار الاجتماعي في اليمن "تحدي التعليم 2025م"