حـوارات
رئيس الوزراء بحاح اليمن على حافة الهاوية.. إما التوافق أو الانزلاق.. والتاريخ لن يغفر للانقلابيين
عدن جلف/ متابعات
حاوره : فهيم الحامد
أكد رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح على الدور المحوري والاستراتيجي الذي قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في إبعاد شبح الحرب الأهلية في اليمن من خلال دعمه المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
وقال رئيس الوزراء اليمني في حوار شامل اجرته «عكاظ» في القصر الجمهوري بصنعاء والذي يعتبر الاول لصحيفة في العالم، ان التاريخ سوف يسجل في صفحات ناصعة في تاريخ الأمة العربية والشعبين الشقيقين اليمني والسعودي ما قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لليمن، موضحا ان هذا هو الدور المأمول دائما بين الإخوة الذي يجسد مدى الوعي التاريخي بأهمية العلاقات الثنائية ودورها في الحفاظ على امن واستقرار البلدين والمنطقة.
وحول رؤيته للتحالفات بين حزب المؤتمر الشعبي والحوثي قال ان التحالفات والتفاهمات بين القوى السياسية ليست خطأ طالما أنها تتم في إطارالثوابت الوطنية المعروفة، بيد انه قال في نفس الوقت: يظل المعيار في تقييم العمل السياسي هو في أي خانة تصب مخرجاته وأهدافه.
وفي ما يتعلق بنظرته لفرض العقوبات على معرقلي العملية السياسية أوضح رئيس الوزراء اليمني ان هذه العقوبات لن تقتصر على ثلاثة أشخاص (صالح، والحوثي، والحكيم) وفي ما يلي نص الحوار:
• بداية نشكر دولتكم لإعطاء صحيفة عكاظ الفرصة للقائكم كأول صحيفة في العالم تتحدثون إليها عن مستقبل اليمن ونظرتكم للعلاقات مع المملكة وتطورات الاوضاع في اليمن.. وسؤالي: كيف ترون مستقبل العلاقات اليمنية السعودية في جميع الميادين السياسية والاقتصادية وسبل تعزيز التعاون الأمني وفي مجال مكافحة الإرهاب في ضوء التهديدات التي تمثلها التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية؟
• • من جانبي أرحب بكم اخي الكريم أولا أجمل ترحيب في اليمن وعبركم بصحيفة عكاظ الرائدة في الاهتمام بمسار العلاقات الأخوية التاريخية بين اليمن والمملكة بوجه خاص والاوضاع في اليمن بشكل عام. والحقيقة أن أهمية سؤالك تتجسد في البعد التاريخي والاستراتيجي للعلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين اللذين تربطهما وشائج القربى والجوار والعروبة والدين والمصالح المتبادلة عبر مختلف العصور.
وأؤكد لكم ان مستقبل العلاقات اليمنية السعودية لا يمكن أن يكون إلا متينا ومزدهرا وفي مستوى رؤية القيادتين الحكيمتين للبلدين الشقيقين ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس عبدربه منصور هادي اللذين يحرصان على تقوية هذه الشراكة الاستراتيجية،
وفي مستوى أماني وتطلعات أبناء الشعبين اليمني والسعودي الذين ارتبطوا عبر التاريخ بأواصر الأخوة والأسرة الواحدة.
ولذلك فإنه لا طريق أمامنا إلا طريق المزيد من التلاحم والشراكة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية كما هو العهد دائما بين الأشقاء. ولا شك أن ما نواجهه جميعا من تحديات أمنية جراء الأنشطة الإرهابية، يجعل للتعاون والتنسيق الأمني أهمية خاصة وأولوية عاجلة، فلا أمان ولا تنمية ولا تقدم في حالة انعدام الأمن وانتشار الإرهاب الذي يهدد كيان الأمة ويضر بسمعة ديننا الاسلامي الحنيف القائم على الوسطية والتسامح ونبذ العنف.
الملك عبدالله داعم لاستقرار اليمن
• خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان ولا يزال حريصا على وحدة وسيادة واستقرار اليمن.. كيف تنظرون للجهودالتي بذلها لإبعاد اليمن من الحرب الأهلية ودعمه للمبادرة الخليجية ودعم حكومة المملكة لاتفاق السلم والشراكة؟
• • الدور الأخوي الإنساني الرائد الذي قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قيادة الجهود الأخوية لإبعاد شبح الحرب الأهلية في اليمن من خلال تبني المبادرة الخليجية ودعم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل فضلا عن دعمه السخي للجوانب الاقتصادية والتنموية، هي محل اكبار واجلال وتقدير الشعب اليمني، وسوف يسجل في صفحات ناصعة في تاريخ الأمة العربية وفي تاريخ الشعبين الشقيقين اليمني والسعودي.. وهذا هو الدور المأمول دائما بين الأخوة، كما انه يجسد مدى الوعي التاريخي بأهمية العلاقات الثنائية ودورها في الحفاظ على امن واستقرار البلدين والمنطقة.
نواجه تحديات استثنائية
• ما هي تطلعات الحكومة اليمنية الجديدة إزاء دور المملكة والدعم الذي قدمته لليمن مؤخرا، وكيف يمكن للبلدين تعزيز جهودهما للتغلب على التحديات التي يواجهها اليمن للحفاظ على اليمن آمنا مستقرا موحدا بعيدا عن التطرف والإرهاب؟
• • في الواقع ان الحكومة اليمنية الجديدة تدرك وتقدر مدى أهمية الدعم الأخوي السياسي والتنموي والإنساني الذي قدمته المملكة في مراحل مختلفة لشقيقتها اليمن، ونحن نؤمن أن هذا الدعم الأخوي هو الأساس الذي عزز من قدرة اليمن على تجاوز منعطفات صعبة وعصيبة، فالمملكة هي الشقيقة الكبرى التي طالما كانت الحضن الدافئ الذي احتضن اليمنيين ولم تدخر جهدا لمساعدة اليمن في أحلك الظروف التي مرت بها، وهذه الحقيقة هي التي تجعلنا نتطلع اليوم في اليمن وكلنا ثقة في ان دور المملكة في الفترة القادمة سيتعزز على نحو اكبر، بما يعين اليمن على عبور المنعطف الدقيق الذي تمر به، والتغلب على التحديات التي هي في اغلبها استثنائية.
إرساء الأمن أولوية
• في الشأن اليمني الداخلي ما هي أولويات وبرنامج حكومتكم القادمة، وهل التركيز سيكون على الجانب الأمني والسياسي أم ستولون الاقتصاد الأولوية في ضوء تدهور الوضع الاقتصادي؟
• • في الواقع انه خلال الاسبوعين الماضيين أقر مجلس الوزراء المحددات الرئيسة للبرنامج العام الحكومة الجديدة، والتي تم في ضوئها تحديد الاولويات التي ينبغي ان تحتل الصدارة في برنامج الحكومة القادم والتي بطبيعة الحال سيكون على رأسها اعادة تطبيع الوضع الامني على مستوى الجمهورية بما يمثله من اهمية قصوى في توفير الأجواء اللازمة والكفيلة بنجاح الحكومة في تنفيذ مهامها المقبلة وفي المقدمة تحريك عجلة الاقتصاد والسعي لجذب الاستثمارات والتخفيف من الفقر وتوفير الآليات الكفيلة باستيعاب تمويلات المانحين وخلق المناخ اللازم لنجاح الجهود المشتركة في خدمة التنمية وتوفير فرص العمل امام الشباب وطالبي العمل، ونحن على ثقة أن الحكومة وبعون من الله وبتكاتف أبناء الشعب اليمني وقواه المؤمنة بالسلام والمحبة لوطنها، وبدعم إخواننا في مجلس التعاون لدول الخليج العربي وفي مقدمتهم الشقيقة الكبرى المملكة وبتعاون المجتمع الدولي ستتمكن من تحقيق الغايات المنشودة في هذه المجالات ذات الأولوية.
المحافظة على الوحدة والاستقرار
• شعرت من خلال تواجدي في صنعاء ان الوضع الامني غير مستقر، كيف يمكن للحكومة الجديدة معالجة الخلل الأمني الكبير الذي حدث في اليمن، كيف يمكن إعادة هيبة الدولة اليمنية على كامل الأراضي اليمنية، وما خططكم للسيطرة على السلاح وفرض الأمن؟
• • نقر أن الحكومة الجديد تواجه اوضاعا أمنية صعبة ومعقدة هي نتيجة طبيعية لتراكمات واختلالات السنوات الماضية.. واليوم تنتصب امام الحكومة مهام عاجلة لإعادة الاعتبار لمفهوم الأمن الشامل الذي يقوم أساسا على الولاء لله ثم الوطن والشعب، والمحافظة على وحدة الوطن واستقراره وأمنه قبل أي شيء آخر.. ونحن نأمل أن يكون المنطلق هو في التزام الجميع بمخرجات مؤتمر الحوار واتفاق السلم والشراكة التزاما صادقا يقوم على استشعار خطورة الخروج على ما تم الاتفاق عليه وعلى الإيمان بأن اليمنيين ليس أمامهم إلا العيش في ظل ثقافة السلام والشراكة والتآخي ونبذ ثقافة الإقصاء والتهميش، وإدراك ان التاريخ والشعب لن يغفرا لمن ينقلب على ما تم الاتفاق والالتزام به تحت أي مبرر كان، فلا مناص من التنازل لبعضنا بعضا حتى نحافظ على كياننا الوطني ونحافظ على حاضر أجيالنا ومستقبلها من الضياع والتيه في مجاهل الفوضى المدمرة والصراعات العبثية.
تغليب مصلحة الوطن
• من الواضح أن هناك تحالفا بين حزب المؤتمر الشعبي والحوثي.. كيف تتعاملون مع هذا التحالف؟
• • التحالفات والتفاهمات بين القوى السياسية ليست خطأ ولا ممنوعة طالما أنها تتم في إطار الدستور والثوابت الوطنية المعروفة وفي إطار مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة.. وللتذكير فقط فإن الإجماع على مخرجات مؤتمر الحوار واتفاق السلم والشراكة هو نوع من التحالف الوطني الواسع الذي التزم به الجميع.. ويظل المعيار في تقييم العمل السياسي هو في أي خانة تصب مخرجاته وأهدافه.. هل هي في صالح الوطن وثوابته المعروفة وما أجمع عليه اليمنيون مؤخرا أم لا؟ ولذلك فالأمل اليوم أن يستشعر الجميع أن الوطن بحاجة منا إلى الصدق والتعاون وتغليب المصلحة العليا للوطن على المصالح الحزبية والابتعاد عن المكايدات، وأن تكون كل أعمالنا ونشاطاتنا في سبيل الحفاظ على الوطن اليمني سليما معافى من الأمراض الطائفية والجهوية والحزبية وان يعتبر الحميع من حوادث التاريخ القريب والبعيد.
أي معرقل سيواجه العقوبات الدولية
• فرض مجلس الأمن عقوبات على الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح واثنين من قيادات الحوثيين؛ عبدالخالق الحوثي وعبدالله يحيى الحكيم، حيث يتضمن القرار حظر السفر والتجميد لأصولهم، لماذا تم تأخير تطبيق هذه العقوبات؟
• • في الواقع ان اليمن دخل في اطار الفصل السابع، إلى ان يتجاوز محنته ثم تلت ذلك قرارات دولية وبيانات كان آخرها 2140 الذي ينص صراحة بالوقوف أمام أي معرقل للعملية السياسية في اليمن.. ولم يأت القرار متخصصا باتفاقية السلم والشراكة ولكن بشكل إجمالي. وأدوات القرار الأخير هي لجنة الخبراء الدولية التابعة لمجلس الامن التي تأتي وتستطيع أن تجد كل الأدلة القانونية التي نستطيع أن ندين بها المعرقلين، وكل هذه الاجراءات مستقلة، فالمنظمة الدولية هي من تدين العملية بشكل مستقل وجاءت القرارات الأخيرة من خلال ادلة ملموسة وليس قرارا سياسيا، إذ إنه في الأخير يستطيع هؤلاء الأشخاص أن يدافعوا عن أنفسهم، وعلى المنظمة الدولية أن تدافع عن نفسها وهي لديها أدلة ملموسة وتم إقرارها في معاقبة ثلاثة أشخاص. وفي تقديري ان هذه العقوبات لن تقتصر على ثلاثة أشخاص، بل إن باب العقوبات سيظل مفتوحا لأي معرقل للعملية السياسية في المرحلة القادمة، وهذا ليس برضانا ــ كيمنيين ــ أو عدم رضانا، فهناك منظمة دولية، ونحن ارتضينا أن ندخل في إطار بندها السابع وبقراراتها فهذا يعني أن أي معرقل للعملية السياسية سيكون في مواجهة مع المجتمع الدولي وليس في إطار الداخل فقط بل امام المجتمع الدولي.
• هل ترون أن هناك تأخيرا في التطبيق أو أن طبيعة الإجراءات تأخذ كل هذا الوقت؟
• • جمع الأدلة ليس سهلا، بمعنى أن تحصل على أدلة على المستوى الداخلي أو الخارجي ولكن هناك مراعاة من المنظمة الدولية في هذه الجزئية، فالمنظمة الدولية تراعي جزئية العمل السياسي على الأرض، بمعنى إذا كان هناك نوع من السلاسة والحراك في العملية السياسية يتم تأجيل ــ وليس توقيف ــ أي عقوبات مستقبلية.
بحاح من أروقة الأمم المتحدة إلى دهاليز اليمن .. صنعاء .. ما الذي تغـير .. أعـداء الأمس أصدقاء اليوم؟؟
صنعاء التي رزتها لفترة قصيرة مؤخرا لم تكن هي نفسها التي كنت أزورها طوال السنوات الماضية وأنتقل من مكان إلى آخر بكل حريـة مستمتعا بأزقتها الضيقة الفطرية، ورائحة بيوتها القديمة.. ما الذي تغير.. وما الذي لم يتغير في العاصمة اليمنية.. لقد تغير الشيء الكثير.. بل قل تغير كل شيء.. فأتباع الحوثي في كل مكان.. في التقاطعات والمراكز الأمنية والمطار..
لم أستطع التحرك في صنعاء كعادتي والأسباب أمنية.. لم أشرب الشاي العدني في التحريـر أو أذهب إلى مطعم الفول في باب اليمن.. زيارتي كانت قصيرة في الزمن ولكنها طويلة في الذكريات والمتغيرات التي حدثت في اليمن.
فبعيد وصولي إلى صنعاء بساعات اتصل بي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء بادي راجح مؤكدا لي الموعد مع رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح في القصر الجمهوري.. وبعد أن أخبرني أننا سنلتقي ونذهب إلى أحد المقاهي لشرب الشاي، إلا أنه سرعان ماغير رأيه.. تواعدنا في الزبيري لكي نذهب سويا إلى القصر الجمهوري وبالفعل وصلنا عقب صلاة المغرب وهو المكان الذي يسكن فيه رئيس الوزراء خالد بحاح مؤقتا..
حتى القصر الجمهوري لم يسلم من «التغيير» الذي يبدو أنه طال كل شيء في اليمن وليس العاصمة وحدها، فعلى غير العادة رأيته هادئا وكئيبا غير أن مالفت نظري حجم الحراسة الأمنية الكبير.. وبعد فترة أطل رئيس الوزراء في زي غير رسمي بدون رقبة العنق حاملا في يده ملفا أبيض.. رحب بي ترحابا شديدا، وسألني عن دراستي، وسألته عن تجربته في العمل في دهاليز الأمم المتحدة في نيويورك.
وجدت في شخصية «بحاح» التنوع والتمسك بالثقافة اليمنية مع مسحة غربية بسيطة نظرا لعيشه في الغرب لفترة، تحدث ببساطة وصراحة حول الهموم والهواجس والأخطار التي يواجهها اليمن.. قلت لرئيس الوزراء: «تقودون اليمن في أخطر مراحلها.. قال لي: «أعلم ذلك ولكن علي أن أتحمل المسؤولية».
قيادة الحكومة اليمنية في ظل التحديات الخطيرة والاختلالات الأمنية الجسيمة وانتشار السلاح بمختلف أنواعه في كبرى مدنها مع سيطرة مليشيات الحوثي المسلحة على جميع المفاصل.. لاشك أنها «مهمة انتحارية» بكل المعايير.. لكن يبدو أن بحاح القادم من منطقة الديس الشرقية بمحافظة حضرموت ثم انتقل إلى عدن لتلقي دراسته الأولى، ليتوجه بعدها إلى الهند لدراسة الماجستير في جامعة بونا الساحلية.. يراهن على انتصار الحكمة اليمنية وقدرته على مواجهة مصاعب المهام الملقاة على عاتق حكومته بالجلد والإصرار والعزيمة..
وهذا ماقاله لي: «لن أجازف وسأضع الشعب اليمني في حقيقة ما يحدث».... بحاح يراهن على النجاح وعلى إمكانية إيجاد قواسم مشتركة في يمن مختلف اليوم.. ما كنا نعرفه في الماضي.. فهناك تحالفات جديدة.. فأعداء الأمس أصبحوا أصدقاء اليوم.. وهناك معطيات ولاعبون جدد في الصراعات السياسية والحزبية..
«بحاح» الذي ودع ولده الوحيد وزوجته في شقتهما بمدينة نيويورك، وعاد إلى بلاده وحيدا يحمل في حقيبته أحلام الفقراء ومصيرا مجهولا، وفي يديه معول البناء الذي نهب الحوثي عصاه ولايزال أمر إصلاحه مرهونا بتنفيذ العقوبات ضد المعرقلين للعملية السياسية ودعم مخرجات الحوار واتفاقية السلم والشراكة في دولة سرقها الحوثي ومعه تحالف «المؤتمرين» لتحقيق أهداف حزبية وطائفية.. حالة الانقسام والصراعات الحزبية في أوجها.
طرحت كل مافي جعبتي على رئيس الوزراء اليمني الذي ودعني كما استقبلني بحرارة، عائدا إلى الفندق وأنا أشاهد ليل صنعاء المختلف عن نهارها.. خوف من المجهول.. وعدم معرفة ماهية المستقبل.. وقبيل سفري كان لزاما علي أن أتوجه إلى السفارة السعودية للقاء السفير السعودي لدى صنعاء محمد آل جابر الذي باشر مهامه مؤخرا، حيث تحولت السفارة مجددا إلى شعلة نشاط رغم التحديات الأمنية. السفير آل جابر.. القادم إلى صنعاء مجددا يعرف التركيبة اليمنية القديمة والجديدة.. ويعي حجم التحديات التي تواجهه اليوم.. وهو يتحرك بقوة وتصميم وإرادة لتعزيـز العلاقات اليمنية السعودية.
وتبقى التساؤلات المحيرة: هل سيحقق بحاح النجاح لليمن الذي يختلف اليوم عن مكوناته السياسية والحزبية عندما كان وزيـرا للنفط، وعما كان بالأمس؟.. وهل يستطيع التعامل مع الجماعات الحوثية المسلحة التي مافتئت تلتف على الاتفاقيات وتخلق الحجج حيال الالتزامات وتستهين بكل المواثيق الدولية؟.. تلك التساؤلات كانت ولاتزال تدور في عقلي وأنا أغادر السفارة إلى المطار ليلا بالسيارة التي شقت الطرق التي تحرسها جماعة الحوثي..؟؟.