حـوارات
العطاس يحذر من خطورة تقسيم الجنوب
حذر حيدر أبوبكر العطاس من خطورة تقسيم الجنوب إلى إقليمين. وقال في حوار تلفزيوني مباشر أذيع مساء أمس الأول على قناة "عدن لايف": "إذا جاءوا وطرحوا مثلا الأقاليم اثنين أقاليم في الجنوب الصراع سيكون جنوبيا مفتوحا، وهذه مشكلة خطيرة جداً. علينا أن نوقف ونمنع هذا، نمنع اتخاذ مثل هذا القرار. أنا شخصيا تكلمت مع الرئيس هادي، عفوا، قلت له، لا تتخذ القرار، اتصلت قبل يوم 18 وقلت له لا تتخذ قرارا -رجاءً- بتقسيم الجنوب، ممكن تكون إقليمين شمال وجنوب".
وأضاف رئيس وزراء الجمهورية اليمنية الأسبق في الحوار ذاته: "اتصلت... بالسيد جمال بن عمر، قلت له يا سيد جمال بن عمر أيضا لا تدفعوا بهذا الموضوع"، في إشارة إلى موضوع تقسيم الجنوب.
ورفض حيدر أبوبكر العطاس توجيه اللوم للجنوبيين الذين شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني، وقال إن الذين ذهبوا للحوار "قاموا بعمل إيجابي في الحوار الوطني أنهم أظهروا القضية الجنوبية وعززوا ما يقال في الشارع".
وأضاف: "صحيح لم يستطيعوا أن يصلوا إلى ما يصبون إليه أو يريدونه، نتيجة لأن القوى المتنفذة في صنعاء هي الممسكة بالجنوب والممسكة بالشمال والممسكة بالقوة والممسكة بالباب، ووضعت هؤلاء المشاركين تحت طاولة العصا والجزرة. في جانب هم أظهروا القضية الجنوبية، وفي جانب ثان هم أيضا أظهروا أن الحراك لا يزال مفككا، مشتتا، ولكن في هذا الجانب الآخر جميعنا نتحمل، من ذهب ومن لم يذهب للحوار، يتحمل هذه المسألة، وهذه المسؤولية... الحوار جاء بمظلة دولية، إقليمية دولية، نحن بالذات عندما عقدنا مؤتمر القاهرة كان لنا موقف من هذه المسألة، وكان لنا موقف ألا نرفض هذا الحراك؛ لأننا مازلنا في هذه الدولة؛ ولكننا نريد الحوار أن يكون على قاعدة صحيحة، القاعدة هي أن أساس الأزمة، سبب الأزمة، الحقيقي، هو الوحدة التي قامت وأعلنت في مايو عام 90، بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية، وفشلت هذه الوحدة، ونشأت أزمة سياسية، ثم تم اجتياح الجنوب".
ووصف العطاس وثيقة اتفاق حل القضية الجنوبية بأنها وثيقة النوايا الحسنة؛ مضيفا: "لأنها اعترفت بأن الوحدة انتهت والنظام السابق انتهى، وأن علينا أن نبحث عن نظام جديدة وعن وضع جديد. هذه مسألة مهمة جدا في الوثيقة...". مؤكدا الاستعداد للبحث عن حل سياسي".
وقال العطاس: "يجب البحث عن نظام، عن وضع جديد، يجب البحث عن جديد، هذه قضية جوهرية في الوثيقة، أساسية في الوثيقة؛ لكن أنا لا أناقش هذا الموضوع الآن، ولا نريد أن نناقشه الآن؛ لكن في العمل السياسي علينا أن نبادر وأن نتحرك. من السهل أن ترفض، ومن السهل أن تقول: لا، من السهل أن تقول: لا يعنينا هذا الموضوع، شفت كيف؛ ولكن ماذا حدث؟ حدث أن المجتمع الدولي تجاهلك ومشى ورتب وجمع للحوار وعمل حوارا وسيخرجون بهذه النتيجة وسيتحول الصراع بعد هذا الحوار إلى صراع جنوبي جنوبي؛ لماذا نسمح بهذا؟".
وأشار، وهو يتحدث عن الحوار، إلى الوثيقة التي قدمها هو إلى عبد الكريم الإرياني في يونيو2012، ثم إلى السيد جمال بن عمر في في 2012، وفيها: "إذا أردتم حوارا يشارك فيه الجنوب يجب أن تكون قاعدة هذا الحوار هي أزمة الوحدة التي تمت بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وفشلت، وحق الجنوب في أن يبقى في هذه الوحدة أو يخرج منها، هذا حق دستوري وحق قانوني تكفله المواثيق العربية والدولية والإقليمية. الدخول في الوحدة كان طوعيا، والخروج منها ممكن أن يكون طوعيا. فطرحت هذه المسائل عليهم؛ لكن كانت القوى المتنفذة لا تريد؛ لأنها تعرف عندما يأتي الحراك الجنوبي بهذه الرؤية إلى الحوار سيكون مسار الحوار معينا، سيأتي إلى نتيجة واضحة ومعينة بالنسبة للأرض؛ لهذا نحن لم نذهب للحوار، نحن لسنا ضد الحوار؛ ولكن لم نذهب إليه؛ لأنه لم يأخذ في الحسبان القضية الجوهرية الرئيسية. صحيح أنهم يتغنون بأن القضية الجنوبية هي القضية المركزية، هي القضية الجوهرية، وهي القضية الأساسية؛ ولكن في الفعل لا، هي واحدة من القضايا الأخرى، لذلك نحن اختلفنا مع هذه القوى، ومازلنا نقول إنه يجب أن يكون هناك تفاوض ندي بين الشمال والجنوب على قاعدة هذه الشراكة".
ولفت إلى أن "قوى النفوذ في صنعاء تعيش حالة من الصراع القوي فيما بينها على النفوذ؛ ولكنها على الجنوب متفقة؛ ولكننا، الجنوبيين، لا نعيش هذه الحالة، حتى بسبب هذه المزايدات، بسبب هذا الطرح، بسبب أن كل واحد يعتبر نفسه هو الحراك، هو القضية الجنوبية، هو كل شيء؛ بالتالي تشرذمت الناس. الآن هذا الوضع يتطلب منا موقفا سياسيا سريعا عاجلا، في أولى مراحله في تقديري الشخصي أن يتم التنادي سريعا لاتخاذ موقف سياسي موحد من مخرجات الحوار".
وأدان العطاس أعمال القتل التي ترتكب بحق الجنوبيين في الضالع وغيرها من مناطق الجنوب، قائلا إن "أعمال القتل أيّاً كان مصدرها مرفوضة وشنيعة، وخاصة عندما تكون بهذه الفظاعة من المجازر التي شاهدناها في الضالع".
وأضاف: "ليست هذه المجزرة الأولى التي يواجهها شعب الجنوب؛ فقد واجه العديد من المجازر ومن القمع ومن السلب من قبل النظام الذي اجتاحه في 7 يوليو 1994 حتى اليوم. بقايا هذا النظام، بقايا هذه السلطة، سلطة 7 يوليو هي التي تقوم بهذه الأعمال الوحشية ضد شعب الجنوب"، مضيفا "لا تقع المسؤولية فقط على قائد لواء، مثلا ضبعان، الذي قام بتنفيذ هذه العملية في الضالع، وبالذات مجزرة المنصة وما تلاها من مجازر؛ ولكن المسؤولية يتحملها الجميع، جميع من يشاركون في هذه السلطة، في هذا النظام، وكلٌّ يجب أن يلعب دوره لإيقاف هذه المهازل وهذه المجازر. لكنني أؤكد هنا من هذا المكان أن هذه المجازر هي دليل قاطع ومؤشر قاطع إلى قرب الانتصار، وقرب رحيل هذا الاجتياح الذي حل بالجنوب منذ 7 يوليو 1994".
ولفت إلى اختراقات حدثت للحراك، وإلى مزايدات بعض الحراكيين برفعهم غير الواعي لسقف المطالب، فقال: "أنا أعتقد فيه اختراق، فيه اختراق، نعم، فيه اختراق شديد جدا للحراك، ورفع السقف غير الواعي وغير المسؤول وغير المدرك للظروف طبعا يعد مزايدة من المزايدات في نظري الشخصي، وقد تكلمت بهذا في وقت سابق. الطريق المنهجي الصحيح أن الجنوب دخل في وحدة، وشعب هذا الجنوب لا يريد أن يستمر في هذه الوحدة، باختصار، والقضية عادلة وقانونية بامتياز، ومن حق شعب الجنوب أن يطلب فك ارتباطه من هذه الوحدة ولا يستمر في هذه الوحدة، أن نعمل تخريجات أخرى لهذا الموضوع فهذا هو ما أعاق مسيرة شعبنا، في2009 و2010 كان هناك إمكانية أن تجد القضية الجنوبية مسارها للحل وقد بذلنا جهودا كثيرة مع الإخوة في مصر أيام الرئيس حسني مبارك، ومع جامعة الدول العربية، ومع بعض الأطراف الإقليمية والدولية، لولا الربيع العربي الذي فاجأ الجميع في2011 وخلط الأوراق؛ لكن أيضا في مسيرة الحراك الجنوبي لم نستوعب هذا الربيع العربي الذي جاء؛ لأننا اعتبرنا أنفسنا دولة مستقلة، لا علاقة لنا بالشمال، رغم أننا دولة واحدة مازلنا جنوبا وشمالا".
وأضاف أن النظام في صنعاء استطاع "أن يخترق الحراك ويخترق بعض التنظيمات وبعض المؤسسات وفي مراكز مهمة، ومعروفة لديكم ولدى الجميع. لماذا استطاع أن يخترق؟ لأن السقوف كانت مفتوحة، وكان الحديث مفتوحا لكل الناس، وبالتالي وجد كثير ممن يزايدون على بعض، واخترقوا ومازال الحراك وكثير من التنظيمات مخترقة. من الذي اخترق؟ هذا النظام، النظام السابق، قبل ثورة الربيع وبعد ثورة الربيع، ومازالت مستمرة عملية الاختراق التي تمت في الحراك وفي كل التنظيمات، ليس الحراك فقط؛ أي نظام سياسي من حقه أن يدافع عن نفسه ويعمل".
وأصاف: "عندما قامت ثورة الربيع العربي أنا أذكر في فبراير تحركنا بمسؤولية وطنية، وتحدثنا مع كل الفرقاء في الحراك الجنوبي السلمي، قلنا لهم كلمة واحدة: إن الحراك الجنوبي هو المسيطر على ساحة الجنوب في الوقت الراهن حتى 2011، بداية 2011؛ لكن قوى سياسية أخرى ستجد فرصة الآن في ثورة الربيع العربي وستنافسكم في ساحة الجنوب، عليكم أن تجدوا صيغة للعمل تواكب هذا التطور الذي حدث... لكن نتيجة للمزايدات والرفض ولا علاقة لنا ولا يعنينا مثل هذه الأساليب حقيقة هي التي قادت إلى أن الجنوب تشرذم بهذا الشكل وأصبح في الجنوب أكثر من 60 – 70 مكونا من المكونات، ووجدنا في الجنوب من ذهب للحوار نتيجة لهذا الوضع".