حـوارات
مايو:(15) شخصية هنا في عدن مهمتها ضرب سمعة الحراك السلمي وتشويه نضاله
شهدت الفترة السابقة عدة صدامات بين أنصار الحراك الجنوبي وأنصار حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي عرف خلال الفترة الماضية بتنظيم فعاليات ترفع شعار الوحدة .
ولتسليط الضوء أكثر على تطورات الساحة السياسية في عدن وموقف حزب الاصلاح منها التقينا برئيس فرع حزب الاصلاح بعدن انصاف علي مايو وأجرينا معه حوارا استثنائيا إلا أن انصاف مايو كان يمرق من أي سؤال محرج كما تمرق السهم من الرمية ويجيب بدبلوماسية سياسية على أسئلتنا ، واليكم ما قاله :
- كيف تقيم أداء عمل أحزاب اللقاء المشترك في عدن وهل الحزب الإشتراكي لايزال شريكا معكم في عدن؟
اللقاء المشترك تجربة متميزة للتعايش السياسي والعمل مشترك ليس على مستوى اليمن وحسب بل والمنطقة العربية بكاملها، وهو واقع أثبت نجاحه وفاعليته لسنوات مضت ومستمر في هذا التحالف في الفترة القادمة، وما يسري على كل اليمن يسري على محافظة عدن.
- بعد عام ونصف من تعيين محافظ عدن المقرب من حزب الإصلاح كيف تقيم وضع المحافظة؟
هناك الكثير من الإنجازات والعمل المتفاني لصالح المحافظة وأبنائها تحققت في عدن ، خصوصا وان المرحلة التي تسلم فيها المهندس وحيد رشيد كانت حساسة وظرفا استثنائيا ، لكننا رأينا تحسنا يستحق الشكر والتقدير في مجال الخدمات والأمن والإستقرار، وهناك الكثير من الصعوبات ما تزال بحاجة إلى جهود إضافية ، وعموما محافظة عدن وحدة إدارية في إطار الجمهورية اليمنية وليست جزيرة وراء البحار.
- هناك من يصفكم بأنكم محافظ الظل في عدن، ما تعليقكم؟
هذا تفكير شمولي يذكرنا بحقب مضت حيث يكون الحزب الحاكم والوحيد هو الذي يمسك بتلابيب ومفاصل الدولة والسلطة التنفيذية وأجهزتها وقياداتها ويديرها من مقرات الحزب ، ودعني أخبرك أن السواد الأعظم من المجالس المحلية ومدراء المكاتب التنفيذية في المحافظة من خارج الإصلاح.
وعموما نحن في مرحلة انتقالية توافقية كلنا فيها شركاء ، ولم نصل إلى وضع الدولة القوية الفاعلة حتى يكون هناك أصل متين يصدر عنه ظل.
- هل فعلا أن السلطات الأمنية العسكرية في عدن صارت بيد الإصلاح ويحركها ضد خصومه؟
يضحك... أنا اتقبل هذا السؤال منك واعتبره مزحة.. لكن يا عزيزي اعتقد أن الجميع تابع عندما تعرضت مقراتنا في كريتر وخور مكسر والمنصورة لإطلاق الرصاص والقنابل والملوتوف والبلطجة دون أن يحمينا أحد أو يحقق فيها حتى اليوم، ليس هذا وحسب بل الكثير من الفعاليات السلمية والساحات التي نشارك فيها تتعرض هي الأخرى لاعتداءات همجية، فإين هي هذه القوات الأمنية والعسكرية التي نحركها بأيدينا كما زعمت انت في سؤالك.
- قلتم في فبراير الماضي انكم ستعتزلون العمل السياسي وتلتحقون بجماعة التبليغ اذا فشلت فعالية 21 فبراير ، هل انتم راضون عن الحصيلة الدموية التي خرجت بها تلك الفعالية ؟
لماذا لا توجه السؤال إلى الطرف الذي حرض على الفعالية ومن دفع بآخرين لمحاولة الإعتداء على مشاركيها لمجرد أنه يرغب في مصادرة حق الغير ومنعه من النشاط والتعبير وكأن الجنوب حق حصري له ، اساله هل الدفع بالناس للصدام ومصادرة حق الجنوبي الآخر عمل يستحق كل هذا؟، أما نحن فكنا مجرد شركاء في فعالية رسمية فيها من كل الأطياف والأحزاب والمستقلين.
- تتهمون بأنكم تسعون لأخونة الوظائف الحكومية في عدن ، ما ردكم على هذا الاتهام؟
نحن مع (عدننة) الوظائف في عدن، ومع كل أبناء عدن وكوادرها ممن يحبون لها الخير وقادرون على خدمتها، ولك أن تجري إحصاء بالأرقام عمن يشغلون المناصب في عدن لتكتشف ما أقول، وبالذات عليك التركيز في المرحلة الجديدة مع وجود المحافظ رشيد في قيادة المحافظة.
- إلى أي مدى يتمسك حزب الاصلاح بعدن بأن يكون المهندس وحيد رشيد محافظا للمحافظة ؟
ليست القضية أن نتمسك أو لانتمسك ، نحن في إطار تسوية سياسية كلنا فيها شركاء ومحافظ عدن الحالي لاينفذ برنامج حزب معين حتى نحاسبه عليه ، بل إن الوضع السياسي في البلد كله محكوم بالتوافق وفي إطار المبادرة الخليجية وما نصت عليه لإنجاح المرحلة الإنتقالية.
- ماسبب الصدامات المتعددة بين الحراك وحزب الإصلاح في عدن والمحافظات الجنوبية، ولماذا كانت هذه الصدامات غائبة قبل مشاركتكم في الحكم؟
نحن لا نصادم الحراك السلمي الذي نعتبر انفسنا وقواعدنا شركاء فيه منذ انطلاقه في 2007م ، وفتحنا إعلامنا ومقراتنا في عدن والمحافظات وسخرنا امكاناتنا في النضال معهم ولك ان تسأل اصحاب البدايات ،كما أننا ندعم كل الفعاليات السلمية لأي حزب أو تيار أو مكون، ونعتقد أن الذي يصادمنا ويعتدي علينا ليس الحراك بل بقايا النظام السابق وفلوله ومرتزقته الذين اسقطتهم الثورة الشعبية وقضت على فسادهم وأحلامهم، ونعتقد –أيضا- أن الفلول وبقايا النظام يسعون بكل ما أتوا من مكر وخبث للاندساس هنا وهناك وقد يقودون بعض الفصائل في الحراك لتخوض مواجهات بالوكالة عنهم وتصفية حسابهم هم وليس في صالح الحراك وأهدافه، وليس المجال مناسبا لأفشي لك اسم (15) شخصية هنا في عدن مهمتها ضرب سمعة الحراك السلمي وتشويه نضاله من داخله بالاعتداء على الفعاليات السلمية وهي في الأصل تعمل لأطراف موالية للنظام السابق الذي أسقطته الثورة.
- من تقصد بالشخصيات الـ15 ؟
قلت لك أن المجال ليس مناسبا لسرد ألأسماء لكن يكفي ان تراجع كل حودث الاعتداء على الفعاليات ستجد أسمائهم مكشوفة ومتداولة في الصحافة، فهم نجوم ولكن في الجانب السلبي.
- ماتقييمك لأداء الحراك وما وصل إليه اليوم؟
أي حراك تقصد .. الحراك الجنوبي في الساحة ليس نوعا واحدا فهو مكونات عدة ومسميات كثيرة ،هناك مكون موجود في الحوار الوطني ويناضل مع بقية الأطراف الجنوبية الأخرى لرفع المظالم عن الجنوب، وأخرى في الداخل وغيرها في الخارج، حتى المجلس الأعلى للحراك الذي كان يرأسه حسن باعوم قد انقسم منه قبل أيام مكون جديد وأخذ له اسما جديدا ، وأعتقد أن مسألة التقييم نتركها للمتخصصين من الكتاب والمحللين السياسيين والمراقبين ، فقد لاينظر لتقييمي أنا بأنه محايد.
- يقال أن حزب الإصلاح في عدن فقد الكثير من أنصاره بسبب موقفه من الحراك، ما صحة ذلك؟
العكس هو الصحيح، الأطراف التي هاجمت الإصلاح علنا في فعالياتها بعدن وهتفت ضده، خسرت الكثير من الأنصار والمؤيدين الذين كانوا يتعاطفون مع مطالبها، إستعداء الآخرين وتكثير الخصوم يفقدك مساحة كبيرة من الأنصار ويضعك في دائرة ضيقة من الخصومة، ونحن في الإصلاح كان هدفنا واضح ومحدد وهو نظام علي صالح الفاسد وشاركنا في الثورة ضده ولم نبحث عن خصومات جانبية أو نصادر حق غيرنا أو نهتف ضد أحد بعيدا عن هدف نضالنا، ومن يقل أننا فقدنا الأنصار هو لا يتابع الفعاليات الحاشدة التي نظمناها وشاركنا فيها بمناسبات عديدة.
نحن يا عزيزي حزب أرقامنا مضمونة وقناعات قواعدنا راسخة كالجبال،جئنا من وسط الناس ، نعيش معهم ونتفاعل مع همومهم ، نتشارك مع الناس من لدن العمل الخيري في الغذاء والملبس والدواء وحبات التمر وأضاحي العيد إلى تنظيم النظافة وسلامة البيئة ، بحسب ما نقدر على تقديمه من جهد وبحسب طاقاتنا.
- تحشد غالبية الأطراف السياسية باسمها ، إلا حزب الاصلاح نجده مرة يحشد باسم شباب الثورة ومرة باسم شباب عدن ، لماذا لا يحشد الاصلاح لفعاليات باسمه ؟
في الفعاليات التي نكون فيها شركاء مع آخرين نحترم جهود هؤلاء ولا نصادرها باسمنا نحن فقط ، وعندما تكون هناك مناسبات حزبية فقط وتخص الإصلاح ننظمها تحت لافتة الحزب ومن هذا الباب أدعوك أن تشارك كصحفي في فعالية قريبة بذكرى تأسيس الإصلاح سينظمها قطاع المرأة والشباب والطلاب في عدن بعد أيام وسيعلنون عن الموعد.
- إلى أين يتجه الحوار الوطني، الفشل ام النجاح وماذا عن التعثرات الأخيرة وانسحاب ثم عودة فريق محمد علي احمد؟ وماذا عن رؤيتكم انتم لحل القضية الجنوبية؟
هناك عثرات وصعوبات بكل تأكيد لأننا أمام تركة كبيرة وأمامنا مهمة أكبر وهي حل مشاكل عمرها عقود ومظالم ووطن جديد خالي من المظالم يجب أن يقام، ولهذا فإن العثرات طبيعية لكن طالما النية والإرادة متوفرتان حتما سنصل إلى نهاية الشوط ومعنا المجتمع الإقليمي والدولي في هذا الإتجاه.
أما عن رؤيتنا لحل القضية الجنوبية أحيلك إلى رؤية التجمع اليمني للإصلاح عن الحلول فهي منشورة في وسائل الإعلام.
- نذهب إلى مصر .. قلتم في يونيو 2012م على جميع ألوان السياسة إستيعاب الدرس المصري جيدا باعتقادكم هل لازال الدرس المصري قابلا للإستيعاب في يونيو 2013م؟
لا تزال مصر ملهمة بالأمس واليوم وغدا، ملهمة عندما أفرزت إرادة شعبها عن فوز الرئيس مرسي، وهي ملهمة اليوم لكل الشعوب الحرة المتطلعة للديمقراطية أن تحذر من بقايا الاستبداد ومن سجلهم أسود في قضايا حقوق الإنسان ومن ارتكبوا الكوارث وباعوا أوطانهم بالأمس ، كي لا يسرقوا الثورات ويعودوا من جديد تحت لافتات متعددة وبراقة.
- هل أثر سقوط إخوان مصر على إخوان اليمن؟
أولا يجب أن نصحح العبارة، فلم يسقط الإخوان ولكن الديمقراطية هي التي أسقطت..
- لكن بالمحصلة الاخوان فقدو حكما ناضلو من أجل الوصول اليه 80 عاما ...
مقياس السقوط والصعود هي صناديق الإقتراع ، ومرسي وحزب الحرية والعدالة جاءت بهما إرادة شعبية عبر إنتخابات حرة ونزيهة، وما حدث هو انقلاب عسكري وقرصنة مسلحة أدت إلى آلاف القتلى والجرحى واعتقالات بالجملة وفرض حالة طوارئ وحرب على الصحافة وحرية الإعلام وهناك خمسين ألف مسجد مغلق، بل إن تمديد الطوارئ شهرين إضافيين يؤكد شعبية الإخوان المسلمين حسب ما ذكرت ذلك الصحافة الأمريكية.
- أجبني على السؤال: هل أثر ذلك على إخوان اليمن؟
أثر في صفحات الفيسبوك، نعم ، لكن واقعا لم يؤثر,,
لأن الفرق كبير بين البلدين والتجربتين والحزبين بل وحتى الثورة المضادة.
عندنا في اليمن مرحلة توافقية يشترك فيها كل شركاء التغيير، وطبيعة المرحلة الإنتقالية ان تدار بشكل توافقي فهذا أضمن للتجربة كي تترسخ أولا، وهذا لم يحدث في مصر، وماحدث في مصر أن شركاء الثورة تصارعوا فيما بينهم وتركوا قوى ومكونات دولة حسني مبارك العميقة في مأمن ولم يصلحوها حتى أنها ركبت على ظهور بعضهم وعادت من بوابة 30يونيو، وفي اليمن من يقود الثورة المضادة والمعارضة هو الرئيس المخلوع وهو بهذا مكشوف بدون اقنعة بينما في مصر كان الأمر مختلف فمن قاد الثورة المضادة ونفذها في الواجهة بعض قوى كانت حاملة وحامية للثورة أشخاصا وأحزابا وجيشا.
- لو طلبت منك توجيه رسائل مختصرة إلى الأسماء الأتية فماذا ستقول لهم؟
علي سالم البيض
أهديه أغنية الراحل المرشدي دار الفلك دار
عبدربه منصور هادي
دخلت التاريخ من أوسع أبوابه ومزيدا من العطاء والبذل لحلحلة تركة الفساد والظلم والإستبداد الثقيلة
الشيخ حميد الأحمر
ولاتجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف وعليك أن تختار إما السياسة وإما التجارة