حـوارات
الفضلي يطالب الرئيس هادي بالعودة للجنوب وإدارة شؤون البلاد من عدن حرصاً على حياته
انضم الشيخ القبلي البارز طارق بن ناصر الفضلي شيخ مشايخ آل فضل للحراك الجنوبي السلمي مطلع عام 2009م، وكان أحد المجاهدين في أفغانستان، وهو نجل آخر سلاطين السلطنة الفضلية في محافظة أبين بجنوب اليمن إبان عهد الاستعمار البريطاني للجنوب العربي، وجود "الفضلي" في الحراك الجنوبي أعطى زخما كبيرا للحراك، لثقله القبلي والسياسي في البلاد، إضافة إلى أنه أحد المقربين من القصر الرئاسي، قبل أن ينفرط عقد تحالفه مع النظام في صنعاء رغم علاقة النسب والمصاهرة التي تربطه به.
الشيخ "طارق" ولد بمحافظة أبين في الجنوب ووالده السلطان ناصر بن عبد الله الفضلي هو آخر من حكم في السلطنة الفضلية وقد لجؤوا إلى المملكة العربية السعودية وعمره 3 أشهر قبل خروج الاستعمار البريطاني من سلطنات الجنوب العربي (اليمن الجنوبي) ويعتبر الوريث الحقيقي للسلطنة الفضلية ولذا فهو يتمتع بشعبية كبيرة بين أبناء الجنوب.
أثماء وجوده في أفغانستان مشاركا في الجهاد ضد الروس أصيب في المعارك وتم نقله إلى الأردن للعلاج ومنها عاد إلى اليمن (سلطنات الجنوب العربي سابقا) فقام بعمليات جهادية ضد الماركسيين والحزب الشيوعي فقاموا بملاحقته فالتجأ إلى جبل المراقشة (جبل الدولة) في الفترة بين 1990 و 1993 وخلالها كان يقوم بعمليات ضد قياديي الحزب الاشتراكي اليمني (من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة).
طارق الفضلي رجل صريح جدا وشخصية مثيرة للجدل ويمتلك كاريزما مميزه تجذب وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية.
"الأمناء" التقت بالشيخ الفضلي في مقر إقامته الإجباري بعدن في حوار صريح جدا فجر خلاله الكثير من المفاجآت وفيما يلي نص الحوار:
-إذن نبدأ معك حديثنا حول ماهيَّة الظروف التي ولج بها الشيخ طارق إلى الحراك الجنوبي وكيف أتت هذه الظروف ؟
بسم الله الرحمن الرحيم, أولاً أُرحِّب بك أستاذ ياسين وبعدها أودُّ أن أقول إنني انضممت رسميَّاً إلى الحراك الجنوبي السِّلمي في مارس 2009 ولم يأت هذا الانضمام إلاَّ بعد رصدٍ دقيقٍ لمجريات ما يحصل ، والتأكُّد من حقيقة هذا الذي يحصل، ولذلك منذُ التظاهرة للضُّباط الأحرار في ساحة العروض والتي هي حالياً ساحة الحريَّة كنت قريباً من هذه الحركة وأتابعها، وعندما اقتنعت بأنها حركة شعبية وتطالب بالحق الجنوبي انضممت إليها مباشرة، و حينها عندما انضممت إلى الحراك كان هنالك ردود فعل قوية من قبل نظام الاحتلال في صنعاء، وأيضاً كانت ردود فعلنا نحو أي شيء يجري في الساحة حينها مبنية على قانون الفعل ورد الفعل، وأيامها كان يوجد هنالك فراغ قيادي نتيجة بدايات التكون وهذا أمرٌ طبيعي جداً، حيث كان المناضل الجسور القائد / باعوم في السَّجن يُلاقي حظَّه في المسيرة التَّحرريَّة، وبعد ذلك سُجِن العميد السَّعدي، ليأتي دور المحامي علي هيثم الغريب ويدخل هو الآخر الى السجن، والكثير من القيادات لم يكن حظها أحسن من حظ من سبق من سجنٍ أو تشريدٍ أو غير ذلك، واضطررتُ للاستمرار والصمود بعد انضمامي وبعد التنكيل بالقيادات وبعد مضايقاتٍ كثيرة، فقمت بتوحيد فصائل الحراك الأربعة الموجودة في أبين، وعمل البرامج الميدانية لها، وكان أكثر تركيزنا على العمل الميداني، بعيداً عن العمل السياسي، ولا نبالغ ربما إن قلنا بأن الحراك وصل إلى مرحلة الزَّهو بمرحلته الذهبية حسب مراقبين، والتي أخذت الأحداث من بعدها تأخذ منحنى وبعداً آخر غير ما كان، وبعدها تطوَّرت الأحداث في العام 2010-2011، ودخول القاعدة وأنصار الشريعة على الخط ، غيَّر الكثير والكثير من قواعد اللعبة في أبين، والأحداث الدراماتيكية التي تحدث تباعاً من ثورات للربيع العربي التي أثَّرت على مركز الحكم من عاصمة الاحتلال اليمني صنعاء، وكان نصيبها اندلاع الثورة الشبابية فيها، وفي وسط تلك الأحداث يزداد الفراغ الأمني والإداري في محافظة أبين، ودون أن تكون لدينا في الحراك الجنوبي خطَّة لملء هذا الفراغ الذي تزداد هوَّته شيئاً فشيئاً، وهذا الأمر بالطبع ساعد في تهيئة المدينة للسقوط بالإضافة إلى عدة عوامل أخرى ساهمت - فعلياً - في الأساس بسقوطها الفعلي في يد أنصار الشريعة، وأتى هذا السقوط ؛ نتيجة عدم وجود خطة واضحة أو سياسة أو مشروع يمسك بتلابيب المحافظة .
- تلمَّسنا انطباع الشَّارع العام حول شخصيَّة الشَّيخ طارق، فوجدنا أنَّ الأكثريَّة منهم يُشيدون بشجاعتك وكاريزميَّتك، لكنَّهم بالمقابل يأخذون على شخصكم الكريم - كما يقولون - مأخذاً بأنَّك مُتذبذب ومتقلِّب ولا تتوقَّف عند شيء، ما ردُّك على ذلك.. ؟
ردي هو أنه لا توجد هنالك تذبذبات أو تقلبات بقدر ماهي في الأصل مناورات وتكتيكات تتطلَّبها المواقف حسب الظروف والخصوصيات والزمان والمكان الملائمين وأقول إنه من الطبيعي أن يختلف البشر في كيفية تفكير بعضهم البعض فما قد تراه سبباً أراه نتيجةً وما قد تراه خطأً قد أراه صواباً والعكس صحيح، وهذه المناورات التي كانت تحدث، كنت أحاول فيها ومن خلالها ألا أنجرَّ إلى مربعات العنف، وطبعاً حسب خصوصيات كل موقف كما قلنا، ومنها ما لجأنا به إلى عمل هدنة حول تحويل أو تحوير العمل من العمل الميداني من الشارع حولته إلى نشاطٍ آخر وهو اصدار بيانات عبر اليوتيوب نوصِّل عبره الرَّسائل والخُطط التي يتمُّ تطبيقها في الميادين ودون أن نكون في تماس أو احتكاك مع قوَّات الاحتلال. إذن فالذي تتغير هي الأحداث على الواقع وليس طارق، وواجبي يحتم عليّ أن أتماشى مع الواقع والأرض، إما بالتصادم أو بالمهادنة أو بالمسايرة ، وأنا لا أمثل حركة أو تنظيما بعينه، إنما أنا شخص مستقل انضم إلى الحراك ودعمه.
- إذن فما الدافع الذي دفعك لإحراق علم أمريكا في حين كان منصوباً على سارية بيتك عاماً كاملاً ؟
هل تريد إثبات حالة تناقضٍ هنا، ولكن سوف أقول لكم السبب الحقيقي لماذا أحرقت علم أمريكا بالذات أولاً لأنَّ أمريكا بيدها كلُّ شيء ونحن نحملها المسؤولية كاملة, نعم نحملها المسؤولية كاملة لأنها تسكت عن كل تلك الجرائم التي تُرتكب ضد أبناء شعبنا من سحل وقتل ونهب وفيد وقهر، أمريكا التي لم تحرِّك ساكناً جراء كل ما يجري من أحداث مؤلمة بحق أبناء شعبنا البطل والمقاوم حتى إخراج آخر محتل ومهما كلَّفنا الثمن، وأحرقنا أيضاً العلم الأمريكي في ذلك اليوم لأنه وصلتني معلومات أن القاعدة قد تهاجم بيتي في أي وقت ؛ لأنني علَّقت هذا العلم، وقد كانت القاعدة على مقربةٍ منا، لقد كانت في جعار وفي أي لحظة كانوا قد يهجمون علينا، ولذلك استباقاً للحدث ليس هناك من حلٍّ إلا الحرق لما يظنونه أسُّ المشكلة وماهم متحفِّزون للهجوم علينا بسببه، وبالتالي أكون قد أضعت الفرصة عليهم في المهاجمة، ليس كل ما يحدث إلا مجرد لعب تكتيكات تتغير بين لحظة وأخرى .
- تتَّهمك اللِّجان الشعبية بأنَّك أنت من سلَّم زنجبار لهم، ما حقيقة ذلك ؟
انظر إلى هذا البَله والغباء المُركَّب في هؤلاء، وكأن لدى طارق نسخة المفاتيح الوحيدة، ولذلك سلَّمهُم إيَّاها، هذا غباءٌ ما بعده غباء ؛ لأنني لا أمتلك مفاتيح المدينة حتى أتحكَّم بالحقِّ الحصري في الدخول والخروج، فكيف يقولون بمن هُيَّأت له المدينة ولو ركَّزنا في أول المقابلة قلنا إنها منظومة متعدِّدة التي ساهمت بإسقاط المدينة وليس لمفردةٍ واحدةٍ أن تقوم بهذا الفعل كله، إلا إذا كان الأمر كل الأمر بيد هذه المفردة أو الشخصية وتمتلك كافة الصلاحية والسلطة، كيف لي بعد أن أفعل ذلك كلِّه، فقد تمَّ تدمير منزلي من قبل النظام بالقصف, فغادرت إلى شُقرة، ولم أستطع الخروج من أبين، وعند انتهاء الحرب وتراجع أنصار الشريعة، وتشكيل اللجان الشعبية، فبعد عودتي إلى البيت أنا وأفراد الأسرة، وتحديداً بعد مقابلاتي مع قناة اليمن اليوم والتي أجرتها رحمة حجيرة، فوجئتُ باللجان الشعبية تحاصر المنازل ومنع حتى الكهرباء والماء عنا، فاتَّصل بي عدد من أبناء يافع شاكراً لهم حسن صنيعهم ومحبتهم، ومنهم الشيخ / طاهر طماح، والذين كانوا في طريقهم لفكِ الحصار, فطلبت منهم راجياً ألا يأتوا حفاظاً على اللُّحمة وعلى النفس وحقناً للدماء التي قد لا تتوقف عن السيلان ، وبعدها بفترة جاء عددٌ من عناصر اللجان الشعبية واعتذروا لي عمَّا حدث بيننا، والآن بقائي في عدن يُعدُّ بقاء تحت "الإقامة الجبرية" بتوجيهاتٍ عليا، والآن ها أنا ذا أقوم بإعادة نشاطي السياسي، بتجمُّع الناس بمنزلي مواصلاً التقدم بزمام الأمور التي تصبُّ في خدمة قضيتنا ميدانياً، كوني وفي القريب العاجل سوف تسمعون أخباراً سارَّة ، خلال الأيام القليلة القادمة من الشخصيات البارزة لتوحيد الكلمة والموقف والصف والاتجاه بقضيتنا قُدُماً نحو تحقيق الاستقلال .
– يُقال أن الاشتراكي قام بإقصائك وحَيْكِ المؤامرات ضدَّك بعد الزَّخم الذي شكَّله انضمامك إلى الحراك وخوفاً من سحب البساط من تحت قدميه، ما مدى صِحَّة ذلك ؟
هذا فيما بعد نعم ساهموا في ذلك، وأيضاً حاول الاصلاحيون فعل ذلك، وقد كنت حينها الرَّاعي للاتِّفاق والنائب لباعوم، فقد قام المشترك بصفةٍ عامة، والاشتراكيون بصفة خاصة، هم والاصلاحيون والمؤتمريون أيضاً، وربما لأنها أوَّل مرَّة أقولها إن العسكريين من أبناء أبين والمتحالفين مع نظام صنعاء، والذين لا يزالون يعيشون بعقليَّة يناير ، عندما رأوا صور البيض ارتفعت وأن أبناء يافع والضالع وصلوا إلى عاصمة أبين زنجبار، أثار ذلك غيظهم وحنقهم، فقاموا بالتآمر والتعامل مع قوات الاحتلال ضدَّنا بالقصف المدفعي وأكررها مرة أخرى للأسف كانوا ضباطاً من محافظة أبين، والذين كانوا يعتقدون في قرارة أنفسهم بأن هؤلاء الوافدين إلينا هم من الشقِّ الآخر، بينما أعتقد أننا جميعاً جنوبيون، ولا فرق أبداً بيننا ، فلسنا نعيش في الماضي أو نكرسه لأننا سنضيع الحاضر إن فعلنا ، بل ننظر إلى الحاضر نظرة المتعقل الذي يريد أن يبني المستقبل الخالي من الأمراض والأوساخ، فأولادنا يستحقُّون بيئةٍ أفضل للعيش .
– في تصريحٍ للعربية نت قال اللواء والمستشار/علي محسن الاحمر بأنَّ لدى الحراكيين والحوثيين أسلحة فتاكة وخطيرة، وأنَّ الحراك الجنوبي ابتعث المئات من مقاتليه للتدرب في إيران كيف تقرأ ما قاله ؟
يبدو أنَّه قد شاب وخرَّف فلا لوم عليه هذه بعض تخريفاته وتحريفاته فالرجل مشهورٌ بممارسة الكذب والخديعة دون أن يتورَّع عن فعل أيِّ شيء تكون فيه المصلحة له ولأتباعه، ومن هذه التخريفات والتصنيفات الارتجالية التي لم يعُد يدرك معها ما يقوله فلم نسمع قط بوجود ألغام مضادة للطائرات بينما المتعارف عليه هو وجود ألغام للدبابات والمدرعات التي لا تطير في الهواء كما هو شأن التصريحات الطائرة لهذا العجوز الخرف، أو أنَّه ربما قرأ ما كُتِب له خطأً فالرجل قد كبر في السن، وأما عن ابتعاث المقاتلين فهو يعلم أنه لا يهدف إلا إلى إلصاق تهمة الحراك المسلح بالجنوب عامة هذا ما يريده فهو قائد محور عدن الذي يأتي اجتياحه هو وصاحبه للجنوب وذكراهم الوسخة والنجسة مازالت تطارد أبناء الجنوب، وأقول له خُضت مع الحوثيين ستَّ معارك وقتلت منهم من قتلت وهذا شأنك أنت وهم، أما الجنوبيون فلم يخوضوا ولم يحملوا سلاحاً رغم ظهور معارضتهم لكم وأكلكم حقوقهم على مدى الزمن، بصراحة التهمة مُش راكبة ..مُش راكبة على الجنوبيين، لقد اتخذوا لنضالهم خطاً آخر ستعلمه عندما يصلون إليه .
– وأيضاً ما رأيك فيما قاله صالح بأن لا ثروات في الجنوب، وأن القاعدة جنوبيةٌ بامتياز ، وقد اتَّهمك أنت بالأخص في ذلك ؟
هذا بالذَّات لا تتحدَّثوا عنه فهو معروفٌ بأنَّه رجلٌ مصاب بجنون العظمة، وشخص غير طبيعي ولا سوي أبداً، ولا بدَّ أنه متأثِّر بشخصية صدام حسين والقذَّافي اللذين لم يسلما من كذبه وهما في قبريهما، آخر الجنون والعظمة شطحة الزعيم الأضحوكة، وهو أيضاً صاحب الذاكرة النَّهديَّة المُعطَّلة والتي أُخرج منها الحيَّات والحنشان بعد عملية شظايا الرَّأس، أما عن ذاكرة مُسيلمة الكذَّاب ، فيبدو أنَّها لم تتعطَّل ولن تتوقَّف عن الكذب ، الجنوب ماذا .. ليس فيه ثروات .. قلَّك ما فيه ثروات ، وليش يتقاتلوا عليه دائماً، برضه لأنه ما فيه ثروات، أقلَّ شيء عندما يكذب مسيلمة المصاب بالزهايمر أيضاً ، ليحترم مشاعر الآخرين حتى في كذبه، والكذبة الاخرى القاعدة جنوبية والثروات ليست جنوبية، أقول لكم دائماً شخصية هذا الرجل ، تكمن في أنه يقصد عكس ما يقوله، القاعدة والمأجورون والمترزِّقون كلهم من صنيعة نظامه الذي يدعمهم ويكبرهم كي يصبح هو المُترزِّق الأكبر, فهو من قال لنا ذات مرة إن عناصر قاعدته مُراقبون تحت المجهر ، ولذلك ربما كبَّر له مجهره قاعدته في الجنوب ، والتي قتلت بحدود المائة في ضربة واحدة في صنعاء ، تُرى ما بالها هل تطير مثل الريح ، من مكان إلى آخر ، والقاعدة الجنوبية أيضاً هي التي تصفي قادة الجنوب من العسكريين وغيرهم
– تقول بعض وسائل الإعلام بأنه تم صلح سري بين العجوز الأحمر وصالح وحميد ؟
لا تُصدِّقوا هؤلاء ، فهم لا يختلفون إلا على كيف يلتهمون من أمامهم أياً يكن ، هم يطمعون في الدعم يخدعون الناس بتمثيلهم البارع ، والعملية برمتها لا تعدو كونها مسرحية يتبادلون فيها الأدوار، وهم مُتحدون خاصَّة إذا تعلق الأمر بالجنوب ، هذا ما قالته لنا الأيام ، وآل سنحان لم يتقاتلوا قط حتى عندما ظن الناس ذلك ، فقد قال لي شخصية عسكرية رفيعة المستوى بأن الهجمات التي كانت تتعرض لها الفرقة مدرع ماهي إلا عبارة عن قنابل صوتية ليس إلا ، لا يختلفون أبداً ؛ لأن بطونهم تتسع لأي شيء ، مصطلحاتهم لا تعمل إلا كم تدفع كم تعطي الفلوس وبس .
- يقول صالح إنه وأبناءه لا يملكون شيئاً, ما رأيك في هذا هل يعقل مثلاً ؟
طبعا لا يمكن أن يُعقل ، وكبداية أود التوضيح أن أولاد الشيخ /عبدالله بن حسين الاحمر قاموا بالاستيلاء على بيت البيض, انتقاماً منه لعدم استقبالهم كوسطاء خلال الأزمة السياسية ، في 93، نظام الاحتلال الشمالي الهمجي قام بنهب ثروات وأموال الشعب في الجنوب وقام بطمس الهوية وأتوا على الجنوب فأكلوا الأخضر واليابس ولم يجعلوا حجراً على حجر، فلقد قاموا بابتلاع الجنوب عن بكرة أبيه، وعلي عبدالله صالح وأسرته يمتلكون مالا يمتلكه أحد هو ثنائية غير الشقيق علي محسن ، البترول معه وفندق القصر الذي يمتلكه أحمد والفلل والأراضي هذا غير أنه كان المسؤول الأول عن توزيع الأراضي في الجنوب وهل من المعقول أن يحرم أولاده وأولاد أخيه ، وأما عن علي محسن فلا داعي لذكر ذلك ، حتى أن صالح والأحمر كانوا عندما ينزلون عدن ليس لتفقد أحوال المواطنين أو لتفقد الخدمات ، وإنما كانوا يتجولون للبحث عن الأراضي المتبقية والتي لم يطلها نهبهم ، وكان لو أعجبهم مكان أخذوه بلا إذن من أحد .
– هل تعتقد أن بعض الدول المجاورة تقوم بدعم الجنرال سعادة المستشار علي محسن وحليفه صالح وحميد و..؟
لا أعتقد أنَّ الدول المجاورة والشقيقة لا يقومون بدعم الاثنين وبدل ذلك أستغرب دعمهم الهائل لمثل هكذا أشخاص قد ينقلبون ضدهم في أي لحظة وهذا ما نراه في بعض صحفهم من تكبير وتضخيم بعض الأشياء من أجل مصالحهم الخاصة ، وللإساءة لدول الجوار ، المهم عندهم أن يقبضوا الثمن ولا شيء يهمهم غير ذلك ، وخاصة الملياردير حميد الأحمر الذي يستقوي بالدعم القطري حيث تمكنت قطر في الفترة الأخيرة من سحب البساط من تحت أقدام السعوديين ، وحميد حاقد حقداً كبيراً على المملكة السعودية ، وأنا شاهد على أحد مجالسه في صنعاء وقبل انضمامي للحراك الجنوبي .
- البعض يقول إن الجنوبيين رفضوا اجتياح وطنهم عند قيام الحراك السلمي الجنوبي فهل يعني ذلك أنهم كانوا راضين عن احتلال الجنوب في 94م ؟
يا أخي الحراك السلمي الجنوبي بدأ كحركة سلمية في 2007م ولكن الجنوبيين كانوا رافضين ما حدث من احتلال همجي غاشم في 7 /7 /1994م وبدأت حينها الثورة الجنوبية لتعبر عن رفض الجنوبيين للاحتلال من خلال ثورة كتّاب الرأي الذين استطاعوا كسر حاجز الصمت والخوف .. وهنا أذكر الكاتب الكبير فاروق ناصر علي أول من عبر عن رفضه للاحتلال والمحامي علي هيثم الغريب والفقيد عمر جاوي والبرفسور أبوبكر السقاف والدكتور محمد علي السقاف والكاتب أحمد عمر بن فريد والكاتب ابراهيم حسين الباشا والمحامي بدر باسنيد والفضل بعد الله تعالى للفقيد الغالي هشام باشراحيل الذي فتح بيته وصحيفته للأقلام الشريفة لتعبر عن رفضها لما تعرض له الجنوب وخسر جريدته وتعرض للاعتقال وقصف همجي وحشي على مسكنه وتلفيق تهم كيدية بحقه وبحق أبنائه والعاملين في الصحيفة وجرجرتهم إلى المحاكم منذ عام 97م وخسر حياته بسبب مواقفه المشرفة تجاه قضية الجنوب وليعذرنا البعض ممن قد نسيت ذكرهم الآن ألا أنني أقول إن تلك الكتابات استطاعت أن تكون مشاعل النور وكسرت الخوف والرعب وكشفت للعالم أجمع حقيقية ما يدور في الجنوب من احتلال ونهب وفيد وتشريد وتسريح للكوادر الوطنية الجنوبية بمختلف القطاعات ..
- هل يوجد لديك مطالب أو أي شيءٌ يمكن أن تقوله للجيران والأشقاء في دول الخليج ؟
شخصياً لا ، ولكنني أطالب وعلى وجه السرعة الإخوان الأشقاء وهم الأحق بالقربى من غيرهم بأن يعملوا مبادرة خاصة بالجنوب وأخص بهذا الطلب المملكة، واقول لهم الحقوا الجنوب قبل أن يتفلَّت من أيديكم فالأيدي البعيدة كثيرة التي تريد اختطافه منكم ، فيصبح عدوٌّا لكم بسياسات خارجة عن الإرادة ، مثلما حدث في صعدة وجماعة الحوثي، وتنظيم القاعدة الذين باتوا يتحفزون للوثوب إلى المملكة مستغلين الدعم الذي سبق لهم ، ها أنا ذا أدعوهم وأشد على أياديهم ونقوم بواجب النصح الذي توجبه حق القرابة بين الدولتين الجنوبية والسعودية ، ولقد قدمتم كثيراً للشمال بينما الجنوب لم تقدموا لهم الكثير مثلما تفعلون مع الشمال والجنوب حتى اليوم يذكر مساعدة المملكة في أيام التسعينيات ويثمن ذلك إلى يومنا هذا ، ومازال يتأمل فيكم خيراً حتى اليوم ، ونقول لهم إنه مهما عملتم مع هؤلاء سيهاجمونكم وسيحرضون ضدكم كي يستجدوا عطفكم أكثر فأكثر .
– بعد كل تلك المليونيات التي أقامها الحراك الجنوبي، هل تنتظرون أن يسلمكم الجنوب هكذا بدون ضماناتٍ أكيدة تضمن لهم مصالحهم وعدم تضررها ؟
لا والله الكذَّاب والغلطان من يعتقد أننا منتظرون من أحد أن يسلمنا الجنوب على طبق من ذهب, كل واحد وله مصالحه الخاصة، الجنوب إذا تطلَّب الأمر سوف ننتزعه انتزاعاً ولكنَّنا حتى الآن لم نعدم الطرق السلمية لاسترداده كما أُخذ عنوةً منا، والحراك جدير بأن يفعل ذلك وينتزعه ولكن قد يخسر من لم يقف معنا كثيراً ، والضمان للمصالح الخارجية والأجنبية هو هذا الشعب الذي ضرب أروع الأمثلة في التضحية بدمائه حتى يقنع أعداءه وحاقديه بأنه ولد سلميا ومدنيا ويحترم علاقات الجوار ولا يخرق المعاهدات مهما حصل له ، أليس ذلك هو الشعب الذي ذهب للوحدة راضيا ثم رفضها لتجري الأهوال على رأسه ، أهوال صيف 94 والتي بعدها أصبح الجنوب يطالب باستقلاله دون الانجرار إلى حرب ومنذ ذلك الوقت وإلى اليوم وهو سلمي, أليس بجديرٍ أن تُعطيه الدول الإقليمية والخارجية الثقة هذه المرة .
–الرئيس السابق صالح قال في حديثٍ لقناة العربية إنَّ من يقف وراء تفجير المدمِّرة كول هم الإخوان المسلمون وضلوع إسرائيل في الحادثة مُخالفاً بذلك تصريحاته السابقة والتقارير الاستخباراتية الأمريكية التي أكدت وقوف القاعدة وراء التفجير والبيان الصادر عن تنظيم القاعدة في بيان تحمله مسؤولية تنفيذ العملية بمباركة الشيخ أسامة بن لادن في تسجيلٍ نُشر على قناة الجزيرة آنذاك ؟
(ردَّ ضاحكاً بقوله) بأن الزهايمر أصاب الرجل الذي عُرف بقلب الحقائق بين لحظةٍ وأخرى نظراً للحالة غير الطبيعية التي يُعاني منها حيث قال إن المنفِّذين معروفون وقد وجدت أشلاؤهم وعلي عبدالله صالح يعلم بهم وقد غضَّ الطرف عنهم ، وقدَّم لهم التسهيلات الكاملة ، وكانت أجهزة المخابرات اليمنية قد أخبرته بذلك ، وعندما كان صالح يعلم بالجماعة التي قامت بتفجير المدمرة قبل عامين من الحدوث وأجهزته ترصدهم منذُ ذلك الوقت وهم يقومون بتجهيز العبوة الناسفة والزورق الذي استخدم في التفجير وامتلاكهم ورشة كاملة في منطقة التواهي يتم فيها تجهيز العبوات شديدة الانفجار ، وقد أضحكني بشدة ما قاله صالح من أنه منع الأمريكان من الدخول إلى عدن بأسلحتهم وكلابهم البوليسية بعد تفجير المدمرة كول ، وهنا أقول الآمريكان إذا أرادوا شيئاً فعلوه في أي وقت ، حتى وإن أرادوا احتلال اليمن بأكمله ، وللأسف نسي الطاغية صالح أنه ذهب بنفسه لأمريكا ووقع معهم على معاهدة الحرب على الإرهاب، وظل استخدامه لتنظيم القاعدة كفزاعة تدرُّ عليه الأموال تحت مسمى مكافحة الإرهاب ، ولولا شماعة القاعدة لما حصل صالح على الدعم السياسي والمادي الأمريكي الذي أبقاه فترة حكمه ومنحه الحصانة من الملاحقة القانونية بعد الأزمة التي نشبت في الجمهورية اليمنية ، وأكشف لكم سراً بأن الشيخ أسامه بن لادن كان يدعم الرئيس صالح والزنداني وعلي محسن الأحمر وعبد الولي الشميري وعددا كبيرا من القيادات السياسية والعسكرية وأتذكر أنه في إحدى زياراته السرية لليمن قدَّم لصالح 200مليون دولار دعماً منه للحصول على تسهيلات لتنظيم القاعدة في اليمن وكان يدعم قرى ومعاهد ومشايخ بأموال طائلة تحت سمع وبصر الرئيس الطاغية علي عبد الله صالح .
– عدد من الشخصيات البارزة في الخارج على رأسهم السياسي عبدالله الأصنج طالبوا بالتمديد من أجل إيجاد حل للقضية الجنوبية خوفاً من عودة الحكم إلى النظام السابق وأعوانه ؟
على ذكرك للسياسي المُخضرم هنا أسجِّل احترامي له، فقد اطلعت على مشروعه الذي تقدَّم به لحوار صنعاء بإنشاء دولتين بشعبٍ واحد بهدف انفصال سلس بين الشمال والجنوب على غرار تجربة الانفصال السياسي السلس بين التشيك والسلوفاك مع تحفُظي على بعض الملاحظات والفقرات التي وردت في المشروع.
وأما بالنسبة للتمديد للرئيس هادي لخطورة المرحلة وعدم إيجاد حل للقضية الجنوبية المتمثل بالتحرير والاستقلال و، ولكن شريطة عودته للجنوب وإدارة شؤون البلاد من عدن حرصاً على حياته وحتى يكون بين أبناء جلدته ، فأنا أتوقع اغتيال هادي في أي لحظة، وكما قال الرئيس الطاغية في قناة العربية معك رئيس جنوبي ورئيس وزراء جنوبي ، فليحلُّوا مشاكلكم ، والشماليون خصوصاً الزيود يعترفون بجنوبيتنا ولا يعترفون بعدالة قضيتنا وحقوقنا المسلوبة . وفي ختام حديثي أدعو أبناء الجنوب في الداخل والخارج للعمل الميداني قياداتٍ وشبابا وهنا أسجل كلمة شكر وتقدير للزعيم والأب الروحي للحراك السلمي المناضل/ حسن باعوم الذي أكنُّ له كل الحب والتقدير ، والذي يعتبر المرجعية الأولى لثورة الشعب الجنوبي ، كما أتقدَّم بالشكر لجريدة الأمناء وكافة العاملين فيها والأستاذ العزيز عدنان الأعجم والمشرف العام الأستاذ/ عيدروس باحشوان كم أشكرك أخي ياسين على إتاحة الفرصة لي الحديث في صحيفة الأمناء التي أكنُّ لها كل التقدير والاحترام
وأنتهز الفرصة بهذا اللقاء بالتقدم بأحر التهاني والتبريكات للشعب الجنوبي العظيم والأمتين العربية والإسلامية بقدوم شهر رمضان شهر الخير والمحبة والرحمة والغفران.
الامناء