أخبار محلية
في ظل الثورات العربية . .منطلقات لحضارة عالمية جديدة
جاءت الثورات العربية لبناء حضارة عالمية جديدة و لهذا و جب علينا شرح منطلقات هذه الحضارة و قوانينها التي تقوم عليها و لذلك علينا أن نعي معاني ثلاثة كلمات مهمة وهي: المدنية، الثقافة، الحضارة، فالمدنية هي الجانب المادي عند أي أمة، والثقافة هي التصورات و الأفكار والسلوك و الآداب بكل المعاني التي لا تدخل في الجانب المادي، والحضارة هي مجموع ثقافة ومدنية أي أمة.
و لذلك فالأمة المتقدمة حضارياً هي التي اجتمع لها تقدم مدني و تقدم ثقافي، والتقدم المدني يمكن أن يوجد مع أكثر من نظام متى وجدت قوانين التقدم و تعالوا معي لنتعرف على قوانين التقدم حتى ننتج الفعل الحضاري المدني والثقافي الجديد.
قوانين التقدم و شروطه الخمسة:-
1- استغلال الأرض: قال تعالى (هو انشأكم في الأرض و استعمركم فيها) و قال تعالى (هو الذي خلق لكم مافي الأرض جميعاً) و ليست الأرض مسخرة لك وحدها بل مافي السموات والارض مسخر لك فاستفد منه، قال تعالى (ألم توا أن الله سخر لكم ما في السموات و ما في الأرض).
فإذا من جديد ليكن ذلك مقدمة للحضارة العالمي المتقدمة، فلا بد ان نضع في حسابنا الاستفادة من الكون و الاستفادة من الأرض ظاهرها و باطنها.
2- الوقت: ومن قوانين التقدم الحضاري استغلال الوقت، فعندما تقرأ شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم نجد انه كان يقسم وقتهن فقسم للعامة و قسم للخاصة و قسم للعبادة و قسم للأسرة، فليس هناك زمن مهدر، ولذلك قال تعالى(و الضحى والليل إذا سجى) وكلها أوقات لن فيها مهام تحقق من خلالها أهداف لبناء الحياة الحضارية.
3- الاختصاص:فلابد أن يوجد المختصون لتحقيق الحضارة العالمية الجديدة،فتحقيق الاختصاص على أرض الواقع من فرائض الإسلام، و المفروض أن نحصي كل العلوم التي يحتاجها المسلمون، العلوم التي تحتاجها الزراعة و الصناعة العسكرية و المدنية، وغيرها من العلوم التي لابد و أن يوجد لها مختصون.
4- النظام المستمر:النظام المستمر هو أساس إقامة الحضارة العالمية و لذلك كان عمربن الخطاب رضي الله عنه يصر على ان يأخذ جواباً على قضية: خليفة أنا أم ملك؟ فقالوا إذا كنت تأخذ المال من حله وتضعه في محله، فأنت خليفة و ليس بملك.
فالمال في الإسلام لايؤخذ إلا من حله و لا يوضع إلا في محله، والنظام الإسلامي الكامل هو النظام القائم على الشورى الذي يجعل المسلمين جميعاً شركاء في دولتهم، شركاء في قرارهم، وهو الذي يحقق العدل و يقيمه تعالى(و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل).
و بالتالي فعندما يوجد مثل هذا النظام فعندئذ توجد حضارة متقدمة متطورة بل تحوي في طياتها إمكانية استمرارها و إمكانية تطورها.
5- الثقافة المناسبة: الثقافة الإسلامية هي أرقى صيغ الإرتقاء بالإنسان و بها توجد الحضارة الإنسانية الرفيعة والمتقدمة.
إنه بالتوجه إلى الله تنو عواطف الإنسان الخيرة، وبالعبادة لله فقط ترتقي هذه الإحساسات، فالله عزوجل من أعطى الإنسان كثيراً من صفاته سبحانه، و طاله بالعبودية له، فمن أسمائه الرحيم و طالبنا بالرحمة و من أسماءه الرؤوف و طلب منا الرأفة بعباده، و من أسماءه الكريم وطالبنا أن نكون كرماء، ومن صفاته الإرادة و أعطانا الإرادة وطالبنا أن نوجهها للخير.
عندما يعرف الأنسان الله و يتقدم له بالعبادة، فهذا الذي ينمي خصائصه الإنسانية.
عندما تسجد لله عزوجل يتساقط كبرياء نفسك، و تتساقط أمراض الشعور بالعظمة و الرغبة في التأله و التعالي على الخلق.
الثقافة الإسلامية منطلقها التوحيد و كل مافيها لصالح إنسانية الإنسان، و الصلاة التي تعتبر رمزاً على الإسلام تحررك أيها الإنسان من كثير من المعاني، وتعمق عندك كثيراً من المعاني، و كلها تصب في تعميق إنسانية الإنسان لبناء حضارة عالمية متطورة في الأرض.
و لا يتم التمكين في الحضارة التي ننشدها إلا إذا مضينا في الأسباب الموصلة إليه.
وفقنا الله جميعاً للبناء الحضاري و الذي نخرج فيه العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد.