تقارير خاصة
ثائرات جنوبيات يتحدثن عن دور المرأة الجنوبية ومشاركتها في ساحات وميادين النضال السلمي
تقوم نساء الجنوب بأدوار بطولية إلى جانب أخيها الرجل في المشاركة الفاعلة في الاعتصامات والمسيرات والمهرجانات والفعاليات المليونية لأبناء الجنوب قاطبة في ساحات وميادين الحراك والثورة التحررية السلمية الجنوبية
ولاستقراء مدى مشاركة المرأة في ساحات الثورة السلمية الجنوبية إلى جانب أخيها الرجل وعن أدوارها العظيمة في مرحلة النضال السلمي أجرت الصحيفة عدداً من اللقاءات مع ناشطات وثائرات جنوبيات عرفن بتواجدهن الدائم في ساحات الحراك السلمي في م/ عدن وكانت خلاصة اللقاءات:
حضور لافت لثائرات الجنوب في الحشود المليونية لأبناء الجنوب
الناشطة السياسية المحامية سهام الردفاني كانت أولى المتحدثات .. التقيناها في ساحة العروض أثناء مشاركتها في مليونية "القرار قرارنا" صبيحة يوم 18 آذار/ مارس 2013م بمدينة عدن قالت في مستهل حديثها: "هذه الحشود المليونية التي توافدت من مختلف قرى ومدن محافظات الجنوب إلى ساحة العروض بمدينة خور مكسر جاءت لتوصل رسالتها للعالم أجمع بأن أبناء الجنوب يشاركون اليوم في هذه التظاهرات الاحتجاجية الرافضة لجلسات ما يسمى بالحوار الوطني الذي انعقد بصنعاء في 18 مارس الحالي وأبناء الجنوب لن يشاركوا إلا في حوار ندي بين شعب الجنوب كطرف وشعب الشمال كطرف آخر وفي دولة محايدة وبضمانات دولية وإقليمية على قاعدة فك الارتباط"
قاطعت المحامية سهام وسألتها عن مستوى مشاركة المرأة الجنوبية والأدوار التي تقوم بها إلى جانب أخيها الرجل في ساحات وميادين النضال السلمي؟ وأجابت باقتضاب في حديثها: "تشارك المرأة الجنوبية بفاعلية إلى جانب أخيها الرجل في ساحات الحرية وميادين النضال السلمي التي تكتظ بالحشود المليونية من أبناء الجنوب التواقين إلى الحرية والاستقلال واستعادة دولة الجنوب" واستطردت "هاهن ثائرات الجنوب – في إشارة إلى الحشود النسوية التي غطت منصة ساحة العروض ومحيطها – قد أثبتن جدارتهن في المشاركة والقيادة للعمل السلمي وأصبحن رقماً صعباً لا يمكن استبعاده من معادلة النضال السلمي في ساحات الثورة السلمية التحررية لشعبنا الجنوبي الأبي .. هذه الثورة السلمية التي فتحت آفاقاً رحبة وواسعة لثورات الربيع" .
والمرأة الجنوبية أسهمت بفاعلية في نجاح كثير من الأنشطة والتظاهرات المليونية بساحات النضال السلمي في مدن عدن وحضرموت والضالع وردفان وغيرها من مناطق ومدن الجنوب الأخرى المطالبة بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة .
وترجع الثائرة سهام الحضور اللافت لثائرات الجنوب في ساحات النضال السلمي إلى وعي المرأة الجنوبية بأهمية المشاركة السياسية في هذه المرحلة الحساسة "مرحلة الثورة السلمية" بما يؤكد أن ثائرات الجنوب متسلحات بالعلم والثقافة ومفاهيم الحرية والثورة والمشاركة في صنع واتخاذ القرار وبناء مجتمع متماسك وقوي تسوده العدالة والمساواة ولا يقبل الظلم والذل والخنوع.
وتطلق المحامية الردفانية "سهام" أحاديثها الشيقة للدفاع عن المرأة الجنوبية التي تقوم بأدوار نضالية كمحامية وحقوقية وكاتبة صحفية وشاعرة وأديبة ومربية لتدافع بقوة عن قضية الجنوب والمطالبة باستعادتها وذلك من خلال حضورها الفاعل ومشاركتها الإيجابية في الاعتصامات والمسيرات وفي وسائل الإعلام المختلفة والمحاضرات والندوات والورش التثقيفية والمدارس والأندية، وهذه الأنشطة والفعاليات والأمكنة لا تخلو منها ثائرات الجنوب، ولهن فيها موطأ قدم في الماضي والحاضر والمستقبل أيضاً بإذن الله .
وترى الناشطة سهام أن ما تحقق للمرأة وما تقوم به من أدوار في النضال السلمي يعد منجزاً كبيراً وهاماً لا يقدر بثمن، والأهم هو الحفاظ على هذا المنجز (مشاركة المرأة في ساحات النضال) واستمرارها وتطويرها باضطراد .. فالمرأة ينبغي أن تتواجد بحضور فاعل كونها قادرة على التوعية والتأثير في الأسرة والمدرسة والمجتمع بشكل كبير، ولا سيما على الأبناء من التلاميذ والطلاب والطالبات والشباب في المدارس والجامعات ومشاركتها إلى جانب أبناء الجنوب في إيصال رسالة شعب الجنوب إلى المجتمع الدولي والإقليمي .
وهذا الدور يمكن أن تقوم به المرأة الجنوبية من خلال التوعية عن طريق الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام المتاحة لأبناء الجنوب ويشترك الجميع معها في تحمل هذه المسؤولية التوعية لأجيالنا الحالية واللاحقة وإنها لثورة حتى النصر" .
يجب تفعيل المسيرات بالتنسيق مع الثائرات في المدارس والكليات والمعاهد ومرافق العمل
الناشطة نهلة طرموم "أم الجنوب" تنظر لمشاركة المرأة الجنوبية في ساحات النضال السلمي باحترام وتقدير كونها قامت بواجبها الوطني إلى جانب أخيها الرجل في ساحات وميادين الشرف والبطولة، وترى أن المرأة في الجنوب تقوم بأدوار التوعية الوطنية في المدارس وتعمل في مجالي الصحافة والإعلام لتنقل معاناة أبناء الجنوب عبر الصحف والمواقع الإخبارية والقنوات الفضائية وتقوم بعض النساء الجنوبيات بتقديم الدعم المادي حسب الاستطاعة، وتقوم بدور بارز في الفعاليات المليونية بتقديم الوجبات الغذائية وخياطة الأعلام وحضورها اللافت بمشاركتها في التظاهرات والحشود المليونية والقيام بالندوات وإلقاء الخطابات السياسية والقصائد المعبرة والهادفة .
وكناشطة وثائرة جنوبية تؤكد نهلة طرموم أن نساء الجنوب عملن دون كلل بروح الفريق الواحد في الساحات بغض النظر عن أي مكون بمفرده سواء كان الاتحاد أو القطاع أو غيرهما، وتنظر لكافة ناشطات الجنوب بنظرة المرأة الواحدة الثائرة من أجل التحرير والاستقلال واستعادة الدولة.
وتطالب الثائرة نهلة بعد نجاح مليونية "القرار قرارنا" لشعب الجنوب يومي 17و18مارس2013م بالتصعيد في العمل الميداني وفي مجال الإعلام والصحافة، وترى أن الحركة الطلابية تقوم بأدوار كنزع أعلام النظام اليمني ورفع أعلام دولة الجنوب وقراءة النشيد الوطني لدولة الجنوب في المدارس، وتهيب بطلاب المدارس في مديريات م/ عدن خاصة والجنوب عامة القيام بمسيرات يشارك فيها الطلاب للتعبير عن معاناة أبناء الجنوب والمطالبة بالأهداف السامية التي جاءت من أجلها الثورة السلمية الجنوبية .
وتختتم الثائرة نهلة طرموم حديثها بأنه يجب تفعيل المسيرات النسائية من خلال التنسيق بين كل مكونات التحرير والاستقلال والثائرات في الجامعات والمدارس والطبيبات والحقوقيات والصحفيات والناشطات في الساحات وربات البيوت بالخروج في مسيرة نسائية كل أسبوع في منطقة من مناطق ومدن العاصمة "عدن الحبيبة" لإيصال رسالة المرأة الجنوبية إلى العالم أجمع.
لا بد أن تشارك المرأة الرجل بصنع القرار ورسم السياسات القادمة للجنوب
الناشطة جوهرة حسن صالح عضوة رئاسة المجلس الأعلى للحراك السلمي تحدثت قائلة: "أثبتت المرأة الجنوبية أنها مناضلة تستحق التقدير ولا يقتصر نضالها على تواجدها في الساحات وإنما في كل ميادين النضال، تناضل المرأة مع أخيها الرجل .. فالمنزل في ظل الاحتلال هو ساحة نضال يمكن الأسرة من الاستمرار في الحياة والشارع والكلية والنادي ساحات نضال والمرأة الجنوبية صامدة جوار الرجل في تحمل تبعات أساليب القمع التي مورست على الجنوب في السنوات الماضية وهي اليوم في المليونيات عملت على رفد الساحات بالطعام "الوجبات الغذائية" وتواجدن في الساحات بأعداد غير قليلة وهي أم الشهيد وأخت الجريح وابنة المناضل" .
وتستطرد قائلة: "حاول الرجل في الماضي أن يضع دور المرأة محصوراً بحاجته إليها لتحشد النساء إلى الساحات وتجمع التبرعات وتتواجد كعدد فقط .. إضافة لدورها في خياطة الأعلام، وبرز دورها مؤخراً كمشاركة في الإسعافات الأولية للجرحى وفي مجال الإعلام وإقامة الفعاليات .. مثل الندوات والأطباق الخيرية التي يعود مردودها لصالح الجرحى وزيارتهم في المستشفيات .. أما المرحلة الحالية على المرأة أن تسهم بشكل فاعل بمشاركة أخيها الرجل في صنع القرار وأن تنتزع حقها من خلال تواجدها في اللقاءات وتميزها في الطرح العقلاني والمسؤول لتضمن لها موقعاً قيادياً تستطيع من خلاله المشاركة في رسم السياسات القادمة للجنوب وتنشط ي منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان" .
ومن وجهة نظر أخرى ترى الثائرة جوهرة حسن بأنه حتى اللحظة لا يوجد مكون نسائي يمثل نضال المرأة الجنوبية أو يعكس صورة نضالها الحقيقي في الساحات بحيث يكون منتخباً ومجمعاً عليه من أكثر النساء، بل تعددت المكونات وأحياناً ينقسم المكون الواحد إلى مجموعتين فتعددت المسميات من اتحاد نساء الجنوب إلى قطاع المرأة إلى مجلس نساء الجنوب وغيره، لذا من الضروري توحيد المكونات النسائية في مكون واحد بإجماع كل المكونات ويتفق الجميع فيه على وحدة الهدف، تحرير واستقلال الجنوب واستعادة الدولة كاملة السيادة" .
واعتبرت القيادية جوهرة صالح أن نجاح المليونية الخامسة مؤخراً قد أسهم في بروز القضية الجنوبية، وعلى أبناء الجنوب تصحيح الصورة المغلوطة التي كان يزيفها المحتل عن الجنوب باسم الوحدة الزائفة وفضح أساليبه التي يمارسها على شعب الجنوب .. كالطمس للهوية وإذلاله بلقمة عيشه وسياسات التجهيل والإفقار ونهب الأرض والثروة، وعلى القيادات الجنوبية أن تتوحد وتنظم عملها السياسي وتكثف من تمثيلها ولقاءاتها بأصحاب القرار ومن لهم تأثير إقليمي ودولي كي يقفوا إلى جانب شعب الجنوب .
وتؤكد الثائرة جوهرة أنه لا يمكن تفعيل المسيرات النسائية في الساحات إلا إذا تمكنت المرأة المتواجدة اليوم في الساحات من الظهور بصورة تشجع المرأة الصامتة الخائفة من الخروج إلى الساحات، وكذا من خلال الظهور بصورة مشرفة في نظر الرجل المتواجد معها في الساحات لكي يقتنع بأنه لا خوف على أمه أو زوجته أو ابنته أو أخته إن هي تواجدت إلى جوار أختها التي سبقتها بالخروج إلى ساحات النضال السلمي، علاوة على أن المرأة بحاجة إلى تطوير الشكل العام للمسيرات والأساليب البدائية .. بحيث تظهر أكثر تحضراً ومدنية برفعها لليافطات المكتوبة المعبرة والأعلام الجنوبية بدلاً من رفع الصوت بالهتافات، لأنه أحياناً يكون الصوت منفراً ولا يشجع المرأة على المشاركة مثل رفع الشعارات المكتوبة والمسيرات الصامتة الأكثر حضارة وتمدن وتدل على التنظيم والوعي الراقي للنضال في المجتمعات المتحضرة .
بعد المليونية الخامسة إما استعدنا الكرامة أو الموت وسط الميادين
أم ريهام تنظر بأن المرأة الجنوبية لا تقل شأناً عن أخيها الرجل، لأن لديها القدرة على تحمل الأزمات ومواجهة الصعاب، وقد كان لها دوراً فاعلاً في الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني وتناضل اليوم من أجل نيل استقلال دولة الجنوب، والمرأة الجنوبية أثبتت جدارتها في الساحات وبرزت كخطيبة في المهرجانات والندوات التوعوية وفي اللقاءات مع منظمات حقوق الإنسان، واستطاعت التعريف بقضيتها الجنوبية في كل المحافل .
وحين سألنا أم ريهام ماذا بعد المليونية الخامسة كانت إجابتها أبلغ وأقوى تعبيراً وباختصار قالت: "بعد المليونية الخامسة "إما استعدنا الكرامة أو الموت وسط الميادين" أوضحت أم ريهام أنه لا يمكن تفعيل المسيرات النسائية بالتواصل الاجتماعي فيما بين النساء، وقد تم تفعيل قطاع المرأة في كريتر لمسيرة نسائية بمجهودات شخصية من نساء القطاع فقط، ويعتبر قطاع المرأة رافداً أساسياً للمجلس الأعلى لتحرير واستقلال الجنوب" .
نقلآ عن صحيفة الطريق