الحبيشي : الخطاب الاعلامي السخيف يتهم المليونيات في الجنوب بأنها مؤامرة ايرانية

شهدت ندوة الاعلام والحوار الوطني  التي ترأسها في صنعاء صباح الخميس الدكتور عبدالكريم الارياني رئيس اللجنة الفنية لمؤتمر الحوار الوطني مناقشات ساخنة على خلفية اوراق العمل الرئيسية الثلاث التي قدمها في الندوة كل من نصر طه مصطفى مدير مكتب رئاسة الجمهورية وعبدالباري طاهر نقيب الصحفين الاسبق  واحمد الحبيشي رئيس مجلس ادارة رئيس تحرير صحيفة 14 اكتوبر.

وفيما تعرضت ورقة نصر طه مصطفى لنقد شديد بسبب ما رآه البعض لهجة استعلائية وأوامرية من كاتب كان نقيبا للصحفيين ومدافعا عن الحريات الى رجل سلطة يتهم الاعلام بتوتير الاجواء ويطالب الاعلاميين بالابتعاد عن التحريض وعرقلة الحوار الوطني .
ولم يكن هناك اختلاف بين ورقتي عبدالباري طاهر وورقة احمد الحبيشي الى درجة ان نبيل الصوفي الذي تم تكليفه من فبل ادارة الندوة بالتعقيب على ورقة الحبيشي كان متفقا مع ما جاء في ورقة الحبيشي وطالب السلطة بأن تلزم خطباء المساجد بايقاف حملات  التحريض والتكفير من على منابر المساجد لأنها هي من يعرقل الحوار خصوصا وان رجال الدين الذين عجزوا حتى الآن عن ادارة حوار بين قبر ابن تيمية وقبر الهادي غير مؤهلين لنشر ثقافة الحوار!!

وقد حظيت ورقة الحبيشي باعجاب غالبية القاعة باستثناء اثنين من حزب الاصلاح فرع عدن كانا متواجدين في القاعة وحاولا مقاطعته لكن ادارة الندوة قامت بمنعهما من الشوشرة .

وقال الحبيشي في ورقته ان القضية الجنوبية هي القضية المركزية أمام مؤتمر الحوار ويستحيل بدون فهمها ومعالجتها نجاح هذا المؤتمر في اخراج البلاد من نفق الازمة السياسية الراهنة بكل تعقيداتها ونحدياتها .

ونوه الحبيشي بأن أبناء مدينة عدن والجنوب عموما كانوا أول من رفع شعار الوحدة ودافع عنها في وجه المخططات الاستعمارية ، لكنها الآن تحولت الى موقف مناهض للوحدة وعلينا أن نسأل أنفسنا عن السبب الرئيسي وراء ما يجري في الجنوب بدلا من الاتهامات السخيفة التي تهين الملايين من أبناء الجنوب عندما يتم تصوير مايحدث في عدن بأنه مؤامرة ايرانية ، وهنا قاطعه أحد الاصلاحيين وفال له ان صحيفة 14 اكتوبر هي التي تحرض الحراكيين على النزول الى الشوارع للمطالبة بفك الارتباط فرد عليه الحبيشي سلخرا : احسموا أمركم اولا ، فهل نحن الذين نحرض على ذلك أم ايران بحسب خطابكم الاعلامي السخيف !!

 ثم فاطعه اصلاحي من عدن وقال له انتم في مؤسسة 14 اكتوبر تطبعون صور البيض فرد عليه الحبيشي وانتم زورتم سندات تزعم بذلك والقضاء بيننا وبينكم الآن لأن رئيس نيابة عدن وجه بفتح التحقيق في هذا التزوير وأضاف الحبيشي قائلا لو جاء من يطلب طباعة صور البيض ودفع قيمة الطباعة لن نتردد لأن البيض شخصية وطنية يسعى المجتمع الدولي والاقليمي والسلطة والاحزاب السياسية الى اقناعه بالمشاركة في الحوار وانتم ـــ يقصد الاصلاح تسعون الى شيطنة البيض والحراك لأنكم تتوهمون بأن السلطة اصبحت قريبة المنال بين ايديكم لعد ان خطفتم الوحدة وشوهتموها وجعلتم الناس في الجنوب يكفرون بها .

 ومضى الحبيشي يقول  إن الحياة السياسية في بلادنا لم تخل من الأزمات المتعاقبة منذ عام 1967م الذي شهد انقلاب 5 نوفمبر الرجعي في صنعاء واستقلال الحنوب   مرورا بقيام الوحدة في عام 1990م ، وانتهاء بحرب 1994م  التي أعادت إنتاج نظام الجمهورية العربية اليمنية من جديد في ظل دولة الوحدة .

ووصف الحبيشي السلطة في نظام الجمهورية العربية اليمنية الذي أعادت انتاجه حرب 1994م بأنها كانت موزعة بين رئاسة الدولة ومراكز القوى والأوليغلرشيات العسكرية والقبلية والدينية، وهو ما أدى إلى تشويه صورة دولة الوحدة بعد أن غدت غنيمة تقاسمتها مراكز القوى القديمة، التي ظلت لعقود طويلة مسيطرة على السلطة والثروة، وعائقا أمام تطلعات القوى الجديدة في المجتمع وبضمنها العمال والفلاحون والمثقفون ورجال الأعمال والشباب والطلاب والنساء لبناء دولة مدنية حديثة تقوم على سلطة القانون والمواطنة المتساوية والشراكة في السلطة والثروة.

وتابع الحبيشي قائلا :  ان الأزمة السياسية العامة التي انفجرت في عام 2011 م ، كانت أمرا طبيعيا بسبب تعاظم تناقضات الأوليغارشيات القبلية والعسكرية والدينية الحاكمة والمتنفذة في السلطة والثروة ، ثم  تحولت الى أزمة عميقة داخل النظام الذي كانت تحكمه ثلاثة رؤوس سياسية وعسكرية وقبلية من ثلاثة مواقع قيادية للدولة تتوزع بين ميدان السبعين وطريق الستين وحي الحصبة في العاصمة صنعاء.