حـوارات
محافظ شبوة لــخليج عدن الرئيس هادي وجه باسندوة بتنفيذ كافة المشاريع بشبوة
تعتبر المرحلة التي تولى فيها الأخ أحمد على باحاج المهام في محافظ شبوة, من المراحل الصعبة ؛ كونها جاءت والبلد لا تزال تعيش مخاضات الثورة الشبابية, التي أحدثت جزء من التغيير , وقطعت الخط أمام المشروع العائلي, رغم المحاولات المتكررة لإفشالها, وإقناع الشعب أنه لا جدوا من التغيير, وهو الأمر الذي يجعل من يتولى أي مسؤولية في هذا الظرف أمام- خيارين أحلاهما مُرّ - أما التسليم للشائعات ومغادرة الساحة السياسية, أو تُحّمل المسؤولية وتبعاتها, خصوصًا مع استمرار تلك الحملة المناهضة للتغيير والعراقيل التي تقف في طريقه.
ولكنني من خلال هذا الحديث الهادئ مع الأخ المحافظ ,أحسستُ أنه مصمم على التغيير, ومتفهم جيدًّا لمتطلبات المرحلة وما تعنيه المسؤولية في مثل هكذا ظرف, وأمور أخرى هي حصيلة الحوار الأتي..
في البداية نشكر لكم استجابتكم لهذا الحوار ويسعدنا أن تكون ضيفًا معنا على صفحات صحيفة (خليج عدن), ونحب في بداية هذا الحديث أن تطلعنا على أهم أولوياتك في هذه المرحلة؟
شكرًا لصحيفة (خليج عدن) على هذه الاستضافة, ونتمنى لها التوفيق والسداد, أما بالنسبة للأولويات التي تحتاجها محافظة شبوة و التي ينشدها الناس وننشدها نحن في السلطة المحلية, هي الأمن والأمان,ومن الأولويات أيضًا الاحتياجات الأساسية في التعليم والصحة والكهرباء والطرق والمياه, وهي الخدمات التي تمس حياة المواطنين اليومية, وسنعمل إن شاء الله على توفير الضروريات فيها.
ولكن المواطن يريد أن يعرف ماذا أنجزتم في هذه الجوانب التي تحدثت عنها منذ توليكم مهام إدارة المحافظة إلى اليوم؟
حقيقةَ الفترة قصيرة لا تتجاوز شهر ونصف, ولكن يمكن القول أن هناك انجازات بسيطة, منها مثلا أنجاز جزء من طريق العبر التي هي طريق مهمة جدًّا,وتعتبر شريانًا للمحافظة ؛ لارتباطها بمنفذ الوديعة الحدودي مع المملكة العربية السعودية, أيضًا في هذه الفترة قمنا بربط كهرباء بعض المديريات بالمحافظة ومنها رضوم وبيحان.
أما الجانب الصحي فنحن نعمل على استعادة دور المنشآت الصحية في المجتمع, على أساس تواجد الكادر الطبي والممرضين في كل مستشفيات المحافظة, وقد بدأنا في مستشفى عتق, وأنا اعتبر حل مشكلة مستشفى عتق عمل جيّد, أما بالنسبة للتعليم لدينا منشات جيدة والذي ينقصنا هو عدم وجود المدرس, ولا أقول إيجاد المدرس؛ كون المدرسين كُثر في المحافظة, وإنما كيف يمكن نعمل على إيجادهم في المدارس, وقد شكلنا لجنة من أجل معالجة وضع إدارة التربية والتعليم والمدرسين, وهي تعمل على أساس صرف المرتبات مباشرة يد بيد ؛ حتى نعلم أين يوجد هذا المدرس؟ّ! لان المواطن يشكي عدم وجود المدرسين, وهذه هي انجازات يعتبر توفيرها للمواطن من واجبات السلطة المحلية والحكومة,أما الانجاز الحقيقي الذي نسعى للوصول إليه هو إعادة العمل الإداري إلى المكاتب الحكومية بالمحافظة.
هناك بعض المعلمين مغتربين خارج الوطن ولكنهم يستلمون رواتبهم مثل غيرهم ممن يداومون في عملهم ماذا أنتم فاعلون؟
نتمنى أن لا يكون هناك موظفين ومغتربين, ولكن أن وجدوا فلابد أن يقوم بالعمل من هو موجود في المدرسة ؛ لان الوظيفة في التربية هي ليس للشخص وإنما للمدرسة نفسها, فإذا غاب هذا الشخص عن المدرسة فيجب أن يحل محله من يستحق هذه الوظيفة.
هناك معلومات تشير إلى أن عدد الموظفون في مكتب التربية والتعليم(1600) موظف ولا يداوم منهم سواء (20%) فقط؟
هو ليس مكتب التربية فقط, هناك مكاتب أخرى تعاني من مشكلة التضخم الوظيفي, ولكن كما أبلغتنا اللجنة المختصة بمتابعة هذا الشأن أنها قامت بفرز حوالي (700) من لهؤلاء المحالين على مكتب التربية وربما يتم توزيعهم على ميدان العمل مباشرة بعد ايجازة العيد إن شاء الله.
هل لديكم خطوات عملية ستقومون بها للقضاء على الفساد والتسيب الإداري من المكاتب الحكومية في المحافظة ؟
محافظة شبوة هي جزء من اليمن وتعاني مما تعاني منه المحافظات الأخرى, ونحن سنعمل وخصوصًا بعد ثورة التغيير الشبابية السلمية, وبالتأكيد ستستمر الثورة في مكافحة الفساد واجتثاثه إن شاء الله, ونحن سنعمل في هذه المحافظة, وقد بدأ أبناء بعض المديريات تشكيل لجان شعبية لمراقبة عمل المدراء والمسؤولين في مديرياتهم, وكما ابلغني شباب الثورة أنهم سيشكلون لجنة في عاصمة المحافظة لنفس الغرض, وإذا تم هذا سيكون الشعب هو الرقيب على السلطة.
لا يزال هناك أشخاص متهمين بالتقصير في عملهم سواء في المديريات أو في عاصمة المحافظة لماذا السكوت عنهم؟
بالنسبة لأي شخص أخطأ في السابق نحن سنعطيه فرصة, للقيام بتحسين أسلوب علمه في المحيط الذي يوجد فيه, فإذا رأينا أنه لم يتعظ, لن يكون أمامنا إلا خيار التغيير، فهناك الآلاف من أبناء المحافظة الذين عندهم استعداد بأن يخدموا محافظتهم بكل إخلاص وجد في أي مهام توكل إليهم.
أفهم من كلامك هذا أن رسائل الثوار المطالبة بالتغيير أصبحت واضحة لدى السلطة المحلية؟
بالتأكيد..
مؤخرًا التقيتم بوزير الخارجية التركي في صنعاء ما هي مخرجات هذا اللقاء؟
طبعًا هو لقاء تم بناءً على دعوة من السفارة التركية, وكان الأساس هو حضور افتتاح مكتب التعاون والتنسيق التركي الذي افُتتح في صنعاء والذي لمسنا من خلاله توجه من الأشقاء في تركيا في مجال الاستثمار والتنمية, فمن خلال هذا المكتب ربما نرتبط معهم في هذه المجالات, عن طريق عرض فرص الاستثمار في المحافظة وعرض احتياجاتها.
إذا ما تحدثنا عن الشركات النفطية في المحافظة..هل لديكم آلية في التعامل مع هذه الشركات في المرحلة القادمة خصوصًا وقد سمعنا أنها تتعامل مع المركز وليس مع المحافظة؟
صراحةً خلال السنتين الماضية نظرًا للظروف التي مرت بها اليمن, حصل شيء من التجاوز من الشركات, ولدينا توجه وهو أنه لابد أن تتعامل الشركات مع المحافظة, ونحن في السلطة المحلية ناقشنا تشكيل لجنة مكونة من المحافظ والأمين العام وأيضًا من الجهاز الأمني قائد المحور ومدير الأمن ومدير الأمن السياسي , وكذلك المختصين مدير مكتب النفط ومدير الغاز ومدير مكتب العمل, هذه اللجنة ستكون مهمتها الالتقاء بالشركات ومعرفة احتياجهم وحل مشاكلهم, وبعد ذلك ستكون الشركات ملزمة أن تتعامل مع المحافظة, وسيكون لها في المستقبل إن شاء الله منسقين أو مكاتب في المحافظة.
ما هي الخدمات التي يمكن أن تقدمها هذه الشركات للمحافظة؟
الشركات أساسًا تقدم خدماتها للمحافظة عبر وزارة النفط, وتقدم مبالغ للتنمية الاجتماعية, وأيضًا هناك عمل من بعض الشركات وأتمنى أن يتطور ويتوسع لإيجاد تنمية وخدمة المحافظة,هناك شركة (YLNG) للغاز المسال تقدم منح دراسية خارجية للمحافظة و على مستوى اليمن, وعلى مستوى المحافظة تقدم لنا منح في مجالات الطب والهندسة في جامعة حضرموت وجامعة عدن, بالإضافة إلى منح في التعليم الفني, بالإضافة إلى عمل تنمية مستدامة في المناطق التي تعمل فيها, وبعض الشركات إلى الآن لم نلمس منها عمل مباشر للمحافظة. شركة (OMV) قدمت بعض الدعم لمستشفى عتق ووعدت بتقديم المزيد. وكان هناك إعلان في الأسبوعين الماضيين عل أساس استيعاب بعض الدارسين في مجال النفط والغاز والحفر ومثل هذه المجالات, وكان الإعلان على مستوى الجمهورية, ولكن وعدوا أن يعطوا شبوة خصوصية, ونتمنى أن تحذوا حذوهم الشركات الأخرى.
كيف لمستم اهتمام الرئيس عبد ربه منصور هادي بالمحافظة كونها محافظة هُمشت في السابق؟
اهتمام الأخ الرئيس بمحافظة شبوة واضح, ويتجلى من خلال المتابعة المستمرة لأمور المحافظة, وأيضًا من خلال استقباله لمشائخ الثورة من أبناء شبوة, نسميهم مشائخ الثورة؛ لأنهم ساندوا شباب الثورة في الساحات طوال الفترة الماضية, وقد استقبلهم الأخ الرئيس استقبالًا كبيرًا, ولبى المطالب التي قدموها في رسالة معروفة, وهي مطالب تنموية لخدمة المحافظة, وأعطى توجيهاته لرئيس الوزراء بتنفيذ هذه المطالب, وبدوره قام رئيس الوزراء بوجيه الوزراء المعنيين, والتوجيه موجود لدينا, ونُشر في بعض الصحف والمواقع الالكترونية, وهذا دليل على أن الأخ رئيس الجمهورية يولي شبوة اهتمامًا خاصًا, ونلمس ذلك من خلال متابعته لنا في كثير من القضايا.
إذا انتقلنا إلى الملف الأمني ما الجديد فيه؟
في هذا الجانب تسير الأمور بصورة جيّدة, الأمن بدأ يبسط على بعض المناطق في المديريات التي غاب عنها فترة كما تعرفون, نتيجة للظروف الماضية, وكما ذكرنا بداية الحديث أن الأمن هو من أولوياتنا, وسنعمل بكل جد حتى نفرض هيبة الدولة في كل مناطق المحافظة.
في أحدى رسائلك على صفحتك في الفيس بوك, قلت: إن المهمة صعبة ولكن بتكاتف الجميع وتعاونهم ستكون سهله بإذن اللهِ.. هل وجدتم تعاون من أبناء شبوة؟
نعم..نلمس تعاون أبناء شبوة كل يوم, وإذا كنتم متابعون للقاءات التي تتم معهم ستجدون أنهم يؤكدون بأنهم سيقفون إلى جانب السلطة في تحقيق آمال وتطلعات أبناء شبوة, وكل الوفود التي تأتي من المديريات تؤكد تعاونها من أجل الأمن والاستقرار وخدمة المحافظة، ولمسنا هذا أيضًا من خلال الخطوة التي قام بها أبناء قبيلة بالحارث ومديريات بيحان وعسيلان؛ حيث قاموا بتوقيع وثيقة تتبرأ من أي شخص يقوم بأعمال مخلة بالأمن سواء قطع الطرقات أو سرقات أو ترويج للمخدرات, ومثل هذا النموذج نتمنى أن يعمم بين كافة قبائل شبوة, ومن هنا نحس أن المواطن يقوم بتعاون عملي وليس مجرد كلام.
أستاذ أحمد هناك بعض المديريات في المحافظة تكاد تكون منسية, كمديرية الطلح ودهر وعرماء وغيرها من المديريات الأخرى.. لماذا الاهمال؟
لا شك أن هذه المديريات التي ذكرت من المديريات النائية وتنقصها الكثير من الخدمات, ولكن للأسف أنه في السابق تم التعامل مع من هو على الباب.. من يأتي الباب ويطرقه أصبح هو المسؤول ولا يهمه متابعة أحوال الناس ومطالبهم, وهذه المديريات حقيقةً أهلها من أنبل الناس وأفضل الناس, فهم جالسين في مديرياتهم ولم يأتي أحد إليهم من المسؤولين وهم لم يأتوا لمتابعة الجهات المختصة, وصحيح يوجد شحة في الخدمات, ولكن بإذن الله ستكون لهم الأولوية مستقبلا قبل أي مديرية أخرى.
ما هي أبرز المعوقات التي تواجهكم حاليًا؟
من أكبر المعوقات التي تواجهنا حاليًا هو الإرث السابق والثقافة التي كُرِست عند البعض, ومن المعوقات أيضًا عدم وجود الموظفين في مكاتب فروع الوزارات, وعدم التفاعل مع قضايا المواطن وخدمته؛ نتيجة لتلك الثقافات السابقة, ولكن بتعاون وتكاتف المخلصين من أبناء المحافظة سنتجاوز كل المعوقات التي تواجهنا, وسنعمل ما في وسعنا من أجل ذلك.
في نهاية هذا اللقاء.. هل من بشرى نحملها لأبناء شبوة من المحافظ باحاج؟
إن كان هناك من بشرى فهي بشرى التغيير الذي حصل في البلد بشكل عام وهي بشرى لكل اليمنيين, وأما بشرى أبناء شبوة من ناحية المشاريع الخدمية,فهي توجيهات الأخ الرئيس بإنشاء محطات غازية في مديرية عسيلان, وأخرى في منطقة العُقلة لتغطية كهرباء شبوة بالطاقة الغازية, كونها أقل كلفة, وإن شاء الله سيستأنف العمل في مشاريع الطرقات والكهرباء بعد ايجازة عيد الأضحى, لاسيما في المديريات التي تعثرت فيها المشاريع, والبشرى الحقيقية هي أن عملية التغيير ستستمر حتى يستقيم الوضع على أصوله في المحافظة.
نقلا عن صحيفة خليج عدن