اقتصاد
المهندس/علي قاسم لهيئة الإذاعة الفرنسية:في خضم الأسى من المواقف الدولية لا ننسى أن نذكر بكل احترام الموقف الفرنسي المؤيد
في إطار تغطيتها لأحداث الثورة اليمنية أجرت هيئة الإذاعة الفرنسية حواراً مع المهندس/علي أحمد قاسم الناطق الإعلامي لإتحاد القوى الثورية (عدن) والمسئول الإعلامي لساحة الحرية بكريتر،و موقع عدن أونلاين أعاد نشر اللقاء بعد ترجمته للعربية فإلى الحوار:
حاوره:الصحفية/شارلوت فياليوت
س:مالذي أخرجكم إلى الشارع في هذه الثورة، و ما هي مطالبكم؟
ج: للأسف أنا أنزعج من هذا السؤال،لأنني أعتقد أن اليمنيين قد تأخروا كثيراً في القيام بهذه الثورة نظراُ لأن كل مسببات الثورة قد توفرت في المشهد اليمني،فالشعب اليمني يعاني من فقر مذقع وحسب الإحصائيات الدولية فإن أكثر من 50% من الشعب اليمني يعيش على أقل من دولارين في اليوم، إضافة إلى أن نسبة البطالة اليوم وخصوصاً بين الشباب الجامعي المتعلم وصلت إلى أكثر من النصف،ومستويات التعليم في انحدار شديد ناهيك عن نسبة الأمية التي بلغت للذكور 40% وللنساء وللأسف أكثر من 60%، كل هذه الأرقام هي فيض من غيض، أما مطالبنا فإننا نريد دولة مدنية حديثة، نريد وطناً خالي من الفساد والرشوة والمحسوبية،نريد ديمقراطية حقيقية لا ديمقراطية التزوير، ونريد حلاً للقضية الجنوبية وقضية صعدة.
س: كنت في صنعاء ورأيت الساحة هناك مليئة بالشباب والشيوخ والنساء وحتى الأطفال، فلماذا هناك قلة في أعداد الناس في الساحات في عدن؟
ج: طبعاً نحن في عدن لنا خصوصية عن باقي المحافظات،فالشرارة الأولى لهذه الثورة بدأت من عدن وكان لنا في عدن الشرف بسقوط أول شهيد في الثورة وهو الشهيد/محمد علي شاعن يوم 16 فبراير،و استمرت الفعاليات الثورية في عدن بزخم كبير من حينها بالتواكب مع جميع المحافظات اليمنية، وللعلم فإن أول من دعا للعصيان المدني هم شباب عدن الثائر ولازالت عدن تتصدر أعلى نسبة تجاوب للعصيان المدني من بين جميع محافظات الجمهورية، وأما عن قلة أعداد المعتصمين في الساحات فإن ذلك يرجع لارتفاع درجة حرارة الجو في عدن وعدم قدرة الناس على الاعتصام الدائم في الساحات وأيضاً لأننا في عدن نملك ميزة وهي وجود أكثر من ساحة اعتصام نظراً للطبيعة الجغرافيا لهذه المدينة.
س: ماذا عن دعوات الانفصال في المناطق الجنوبية؟
ج: طبعاً إننا أبناء الجنوب وخصوصاً أبناء محافظة عدن الحبيبة قد عانينا من الظلم والتهميش ونهب للأراضي والثروات مما ولّد عند أبناء الجنوب الشعور بالامتعاض من هذا الوضع، فنادينا جميعاُ بحل عادل لما بات يعرف "بالقضية الجنوبية"، وهنا اختلفت المكونات الجنوبية في طريقة الحل كلاً حسب تحليله فهناك من يرى أن الحل يكون هو إعطاء المحافظات حكم محلي واسع الصلاحيات وهناك حل الفيدرالية الذي طرح في مؤتمر القاهرة وهناك من مازال متشبث بنظرية فك الارتباط ، وعندما بدأت الثورة أخذت هذه القضية زخماُ كبيراً بل إن أحد الجمع سميت بـ"جمعة الوفاء للجنوب" وهو ما أشعر جميع أبناء الجنوب بأن هذه الثورة سائرة في الطريق الصحيح نحو إنشاء دولة مدنية حديثة قائمة على المساواة والعدالة الإجتماعية بين جميع فئات الشعب اليمني بدون تمييز أو إقصاء.
س: ما تقييمكم للوضع الحالي بعد خروج علي عبدالله صالح من البلاد؟
ج: سوف أكون كاذباً لو قلت لكي تقييم للوضع الحالي،لأن هناك الكثير من الضبابية في المشهد اليمني حالياً،حتى أكبر المحللين السياسيين لم يعودوا قادرين على فك طلاسم المشهد اليمني،ولكن بالنسبة لنا نحن شباب الثورة فإننا ماضون في تصعيدنا الثوري من أجل تحقيق جميع أهداف الثورة اليمنية المباركة، وندفع بقوة من أجل تشكيل مجلس انتقالي من شخصيات وطنية مرموقة قادرة على السير باليمن نحو الدولة المدنية الحديثة.
س: في ساحة التغيير في صنعاء هناك انقسام حول دور الأحزاب في الثورة، كيف تنظر لدور أحزاب المعارضة وخصوصاً تكتل اللقاء المشترك؟
ج: لقد قلنا من أول يوم إن هذه الثورة مللك للشعب اليمني بجميع طوائفه وأحزابه وشبابه وكذلك منظمات المجتمع المدني، فإننا ننظر لأحزاب اللقاء المشترك كشريك في الثورة له جوانبه الإيجابية الكثيرة ومنها السلبية، فهم يملكون الخبرة السياسية الكبيرة والحنكة في إدارة الأمور والتي ربما لا تتوفر لنا نحن الشباب، فنحن لا ننسى لأحزاب اللقاء المشترك نضالهم السلمي ضد هذه السلطة المتعسفة طوال أكثر من عقد، مهدت بنضالها الطريق لهذه الثورة العارمة، فهم قادرون على التعامل مع هذا النظام الذي شبهة نفسه بأنه يرقص على رؤؤس الثعابين، فهذه الثورة تكاملية فتارة تلقى زمام المبادرة بأيدي الشباب من خلال التصعيد الثوري وتارة تتدخل الأحزاب عندما تكون هناك لحظة تحتاج لخبرة سياسية على غرار المبادرة الخليجية والتي هدف إخواننا في اللقاء المشترك على تعرية النظام من خلالها وهو ما حققوه، ونحن لن نسمح لهذا النظام لإحداث الوقيعة مابين الشباب والأحزاب وقيادات الحراك وحتى الحوثيين، فكلهم أطراف فاعلة في الثورة ولهم أدوارهم.
س: ما الذي حدث في زنجبار؟ وهل هناك وجود للقاعدة في زنجبار؟
ج: في الحقيقة إن ما حصل في زنجبار لهو جريمة أخرى تضاف لهذا النظام، فكيف يعقل أن مجاميع مسلحة تدخل المدينة من غير أي مقاومة من القوات الحكومية، وكيف استطاع هؤلاء المسلحون الاستيلاء على معسكر الأمن المركزي ومقر المحافظة وبقية المرافق والمنشئات الحكومية بدون أدنى مقاومة، للأسف هذا النظام استخدم هؤلاء المسلحين لإخافة المجتمع الدولي لكي لا يأخذ مواقف حازمة تجاه النظام في اليمن، فالقاعدة هي الفزاعة الأولى التي يستخدمها النظام لتخويف الغرب واستجداء المساعدات.
س:مارأيكم بالوقف الدولي من ثورتكم؟
ج: نقولها وللأسف لقد كان الموقف الدولي تجاه الثورة اليمنية مخيب لنا نحن أبناء الشعب اليمني،لأننا كنا نتوقع مواقف أكثر صرامة إزاء المجازر التي ارتكبت بحق هذا الشعب الذي يتوق للحرية والعيش الكريم، ولكن المواقف الدولية لم تقف أبداً مع تطلعات الشعب اليمني والذي خرج بالملايين من أجل الانعتاق من هذا النظام الجائر والفاسد، ولكن في خضم الأسى من المواقف الدولية لا ننسى أن نذكر بكل احترام الموقف الفرنسي المؤيد وكذلك لموقف الشقيقة قطر.