أخبار محلية

ياسين:أؤكد اننا مع شعب الجنوب في تقرير مصيرة بنفسه ولايستطيع احد ان يمنعه

خليج عدن/ قناة المسيرة

أجرت قناة "المسيرة" حواراً مع الدكتور ياسين سعيد نعمان- أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني تطرق فيه إلى العديد من القضايا المهمة في البلاد.. ولأهمية الحوار يعيد " خليج عدن " نشرة .

القناة: أرحب بك دكتور ياسين. منذ عام 2005 والدكتور ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب الاشتراكي، السؤال هنا ماذا أنجز الدكتور ياسين سعيد نعمان؟

د. ياسين: أولاً: أهلا وسهلاً بكم. الحزب الاشتراكي هو في نضاله ونشاطه حلقات متواصلة تأتي قيادة لتكمل نشاط القيادة السابقة، وما أنجزه الحزب على صعيد عمله السياسي والتنظيمي منذ ما بعد حرب 94، وهي كانت خطاً فاصلاً بين مرحلتين، أعتقد أن ما أنجزه كان إلى حد ما طيبا على الصعيد السياسي، ومقبولاً على حد ما على الصعيد التنظيمي. على الصعيد السياسي استطاع الحزب أن يساهم في إعداد وبناء ائتلاف وطني وسياسي واسع لمواجهة حالة الاحتكار السياسية التي فرضها نظام ما بعد 94، وكان لابد من محاولة إعادة بناء كل القوى الوطنية والديمقراطية والقوى السياسية ذات الانتماء للمشروع الوطني، في إطار سياسي أو تكتل سياسي واحد، وكان للحزب إلى حد كبير دور في هذا، حتى تفجرت الثورة الشعبية في فبراير 2011، وأسهم الحزب الاشتراكي مع غيره من القوى السياسية والديمقراطية والقوى المناضلة والشباب والمرأة وكل القوى والتكوينات التي كان لها هدف سياسي في إنجاز التغيير في هذا البلد الذي ظل جاثما عليه نظام دكتاتوري مستبد خلال فترة طويلة من الزمن. أما على الصعيد التنظيمي، فقد استطاع الحزب الاشتراكي منذ ذلك التاريخ، أن يعيد بناء نفسه بصورة تدريجية في ظروف الحصار التي مارسها عليه النظام السابق. وأستطيع أن أقول اليوم إن هذه الخطوات قد فتحت آفاقاً طيبة أمام الحزب ليستعيد مكانته في الحياة السياسية، ويعود ليصبح فاعلاً كما كان فاعلاً في سياق العمل السياسي والوطني.

القناة: دكتور ياسين؛ إذا ما أتينا إلى مسيرتكم السياسية هي حافلة بعديد من الأحداث والوقائع، أبرز تلك المراحل مرحلة تعرضكم للاغتيال التي تعرضتم لها أكثر من مرة، من هي الجهة ومن هي الشخصية التي من مصلحتها أن تضع حدا لحياة الدكتور ياسين سعيد نعمان؟

د. ياسين: أنا حقيقة تعرضت لمحاولات عديدة أبرزها محاولة 92 ثم المحاولة الأخيرة. محاولة 92 قيدت ضد مجهول، مع العلم أن الذين قاموا بتلك المحاولة أو المنفذين اليوم معروفون. وبعد 15 سنة بعد عودتي قابلت أحد المنفذين بالصدفة، وشرح لي كيف جرت المحاولة، ومن كلفهم بالمحاولة. المحاولة الأخيرة ربما تقيد ضد مجهول. المهم هو أن يجد الإنسان نفسه في وسط معركة طالما الإنسان يحمل أهدافا معينة. لجوء الأطراف، أي أطراف، إلى تصفية الحسابات بالاغتيالات، هذا عمل مفلس ليس له أي معنى. اليمن شهد كثيراً من الأحداث، وأنا أعتقد لم تكن اليمن استثناء، ولكن كثيراً من الدول العربية في مرحلة معينة، وأعتقد أن الأوان بعد آن، جرب الجميع هذا الأسلوب في تصفية العلاقة مع الخصوم بالتصفيات بالاغتيالات والقتل التي أصبحت ليس لها معنى، على الناس أن يضعوا برامجهم ورؤاهم على طاولة البحث، ولابد أن يعودوا دائما إلى إرادة الشيء المعنية باختيار ما هو الأنسب لها، لذلك أعتقد أن اليمن اليوم في مرحلة يجب على جميع فرقاء الحياة السياسية أن يعرفوا تماما أن الحديث عن التصفيات والاغتيالات والانتقام هو عمل مفلس ليس له أي معنى. الاستمرار في أن نغرق هذا البلد في الماء، هو عمل لا أصفه بالبشاعة فقط، ولكن أكرر وأقول إنه عمل مفلس، إما أن يكون الخصم الذي يلجأ إلى تصفية خصومه باستخدام السلام والاغتيال، أنه لا يمتلك شيئاً يقدمه للناس، سوى أن يذهب إلى هذا الأسلوب من التعاطي من خصومه، أو أن يكون مستأجراً من جهة ما، وفي الحالتين أعتقد على الجميع أن يضع حداً لهذا الأسلوب الذي أصبح يقود البلد إلى كوارث يوما عن يوم.

القناة: دكتور إذا ما دخلنا إلى تفصيل هذا الموضوع، السؤال هل من علاقة بين محاولة الاغتيال وتقديمكم النقاط الـ20 لرئيس الجمهورية؟

د. ياسين: أنا كنت أتمنى أن يكون هناك تحقيق حول هذا الموضوع، تحقيق جاد.

القناة: وهل يوجد تحقيق جاد؟

د. ياسين: يبدو لي لا يوجد تحقيق جاد، ولهذا طلبت أكثر من مرة أنه إما أن يكون هناك تحقيق جاد، وبالتالي المتهمون الآن المحتجزون يقدمون إلى المحاكمة، أو يطلق سراحهم، لا داعي لإبقاء الناس في السجن أو رهن الاعتقال على ذمة قضية لا يوجد حولها تحقيق جاد. وأنا أرجو، ومن هذا المنبر، أن يكون هناك تحقيق جاد، هو عمل ليس له أي معنى، وأجد من همي أن أقول إن بقاء الناس في الاحتجاز دون أن يكون هناك تحقيق جاد لتقديم المتهمين إلى القضاء أو تبرئتهم..

القناة: يعني الآن المتهمون موجودون رهن الاعتقال؟

د. ياسين: هكذا يقال إن المتهمين موجودون، لكن لماذا لا أشعر أن هناك تحقيقاً جاداً في هذا الخصوص؟

القناة: في مقابلة تلفزيونية سابقة مؤخرا، وصفتم الموقف الرسمي بالسلبي، وقلتم لا يوجد تحقيق جاد في الموضوع، السؤال هنا كيف تفسرون موقف السلطة بالسلبي في حين أنتم الآن في السلطة؟

د. ياسين: هي طبعا مفارقة عجيبة، أنا أتكلم عن أجهزة ربما لا توجد لديها في هذه المرحلة الانتقالية القدرة التكتيكية على أن تصل الحقيقة عبر تحقيقها، أو أن هناك موقفاً مسبقاً من قبل بعض الأجهزة، إذا هذه الحادثة عرضية يبقى في هذا الحالة لماذا يبقى الناس في السجن؟ هذا هو السؤال المهم.

القناة: المشاهدون يودون أن يعرفوا. البعض يتساءل أن الدكتور ياسين سعيد نعمان يتسم بالهدوء ويتسم بالدبلوماسية، في حين تعاملتم في هذا الموضوع بالدبلوماسية والهدوء، في حين الناس الذين هم تحالفوا أصلا معكم يقولون إن محاولة الاغتيال هي أشبه أو تعرضتم ليس محاولة اغتيال، هي حادثة غير مقصودة. ما تفسيركم لهذا؟

د. ياسين: لكل امرئ من دهره ما تعود، لكن نحن أمام وضع صاحب الحق فيه يطالب بتحقيق عادل للجميع، وأكرر هذا من جديد، لا أجد ما أقوله في هذا الموضوع إلا أن المعني بإثبات أن هذه الحادثة عرضية أو أنها جريمة، يعني مخططة، هو التحقيق، هو القضاء، لكن لا أجد هذا في الوقت الحاضر موجوداً، ولذلك أعود وأقول حتى الآن بعد مرور أكثر من شهر ونصف من هذه الحادثة، المطلوب بدرجة رئيسية من الأجهزة المختصة إما أن تقول إن هؤلاء المتهمين فعلا، وبالتالي ثبت اتهامهم، ويقدمون إلى المحاكمة، أو يطلق سراحهم. أنا شخصيا لا أريد أن يبقى أحد في الحجز على ذمتي، أطالب إما بإثبات أو يطلق سراحهم.

القناة: إذا ما تحولنا إلى ملف الحزب الاشتراكي، أنتم تحتفلون الآن بالذكرى الـ34 لتأسيس الحزب، والتي تتزامن مع ثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة، السؤال هنا ماذا حقق الحزب الاشتراكي بعد أكثر من 3 عقود؟

د. ياسين: الحزب الاشتراكي عندما أتحدث عن 34 سنة طبعا أتحدث عن تكوين الحزب الاشتراكي بكل الفصائل التي انتمت إليه شمالا وجنوبا، لكن الحزب الاشتراكي قبل هذا التاريخ هو تكون أولا من 3 فصائل رئيسية كانت متواجدة على مستوى الجنوب، هي: الجبهة القومية وحزب الطليعة الشعبية والاتحاد الشعبي، هذه الفصائل الثلاث التي كونت الحزب الاشتراكي في مرحلة مبكرة، لا يمكن أن نعزل ما حقق الحزب الاشتراكي خلال 34 عما حققه قبل ذلك التاريخ.

القناة: ما هو المشروع السياسي للحزب الاشتراكي بعد أكثر من 3 عقود؟

د. ياسين: اليوم الحزب الاشتراكي سواء كان في إطار التكتل الذي ينتمي إليه تكتل اللقاء المشترك، أو وهو يساهم مع بقية القوى والأحزاب والمجموعات السياسية في النظر للمستقبل.. الحزب الاشتراكي يرى أن اليمن يحتاج إلى دولة مدنية حديثة لكل أبناء اليمن، لكل الناس، هذه الدولة التي تخرج اليمن من بؤس المركزية الجامدة التي عاشتها خلال الفترة الماضية، وأنتجت مشكلات حقيقية في كل أنحاء البلاد، أنتجت مشكلة في الجنوب، وأنتجت مشكلة في شمال الشمال، أنتجت مشكلة في كل أنحاء البلاد. الذي لم يقرأ القوى السياسية التي لا تستطيع أن تقرأ هذا الواقع، وتحدد حاجة اليمن في ضوء المعطيات الراهنة. لذلك الحزب الاشتراكي في تقديري الشخصي يتحدث عن دولة مدنية حديثة، دولة مواطنة لكل أبناء اليمن، يتحدث عن العدالة الاجتماعية المرافقة كنظام سياسي واجتماعي لهذه الدولة، يتحدث عن حل عادل للقضية الجنوبية، يتحدث عن حل عادل لقضية شمال الشمال، يتحدث عن حل عادل لكل القضاء التي نشأت في ظل النظام السابق. أنا أعتقد أن هذه الموضوعات هي أركان بعد رؤية الحزب الاشتراكي للمرحلة القادمة، وهو سيتقدم بها إلى الحوار الوطني مع بقية الأحزاب إن شاء الله.

القناة: أنتم تتكلمون أنكم ستقدمون المشروع السياسي، أنتم جزء من اللقاء المشترك، السؤال هل يمتلك اللقاء المشترك مشروعاً سياسياً واضحاً؟ كيف يمكن أن نحصل عليه؟

د. ياسين: اللقاء المشترك أعتقد أنه استطاع أن يقود حواراً داخلياً كان في مرحلة معينة من أهم الحوارات السياسية التي تمت داخل في البلد وبين أطراف سياسية مختلفة، كان في مرحلة معينة لا يحميها إلا معارضة النظام، لكن عندما وضحت بعد ذلك سؤالاً عن نفسها طيب معارضة النظام لماذا؟ هل نعارض هذا النظام للمعارضة فقط، أم أن لدينا برنامجاً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً ووطنياً، نستطيع فعلا في هذه الحالة أن نعزز به الموقف من معارضة النظام. دخلنا في حوار طويل بالرغم من أننا قوى سياسية مختلفة منهجيا ومعرفيا... الخ. ولكن أعتقد اكتشفنا أن حاجة الجميع إلى بناء دولة مدنية، دولة المواطنة، مكنتنا من أن نصل إلى برنامج سميناه "وثيقة الإنقاذ"، هذه الوثيقة كانت في غاية الأهمية، شخصت الواقع السياسي والاجتماعي، ولأول مرة تقول هذه الوثيقة إن الحوار الوطني الشامل لكل القوى السياسية ولكل أبناء اليمن، هي الطريق الوحيد لإخراج اليمن من هذا المأزق. كان الحوار سابقا قبل هذه الوثيقة، كان يأتي النظام يقول تعالوا يا أحزاب يا لقاء مشترك نتحاور، بدأنا في 2008 في أول لقاء مع الرئيس السابق، التقينا معه قلنا شوف اليوم نشأت في الواقع قوى أخرى هي الحراك في الجنوب والحوثيون في الشمال، هذه القوى لا نستطيع أن نتجاوزها عندما نتحدث عن الحوار، قوى موجودة على الأرض، لديها رؤاها السياسية، لديها قواعدها الاجتماعية والجماهيرية، وبالتالي أي حوار يعزل هذه القوى ليس له أي معنى، بالتالي نحن نرى أن الحوار يجب أن يخرج من تحت الطاولة إلى فوق الطاولة، ويجب أن يتسع لكل أبناء اليمن. منذ ذلك التاريخ حقيقة كانت هذه الوثيقة، وكان موقف اللقاء المشترك الرافض للحوار الثنائي مع النظام، مع ضرورة أن يتسع للجميع، هي بداية الطريق الذي وصلنا إليه. وأنا أعتقد أن اللقاء المشترك كان منصفاً بغض النظر عما يقال، لكن كان منصفاً في المسار السياسي عندما أدرك في مرحلة معينة أن اليمن بدأت فيه المشاكل تنشأ من هنا وهناك، بدأت قوى سياسية واجتماعية تتكون من هنا وهناك، وبالتالي خرج من مأزق الأنانية التي كانت تحكم القوى السياسية، إلى أفق أوسع، هو حاجة البلد. جاء في هذه الوثيقة:

1. أن الحوار يجب أن يتسع لك القوى السياسية.

2. طرحنا رؤيتنا لمفهوم الدولة؛ ما هي الدولة التي نريد في المرحلة القادمة؟ وما هو شكلها؟

كانت النقطة الأولى في هذا الموضوع أن المركزية أصبحت خارج التاريخ، وبالتالي لابد من الانتقال إلى النظام اللامركزي، دولة اللامركزية، لكن هذه الدولة اللامركزية ما هي؟ هل هي فيدرالية؟ فوضعنا 3 خيارات في إطار هذه الوثيقة؛ الخيار الأول حكم محلي كامل الصلاحيات، وهذا أخذ نقاشاً حوله فترة طويلة من الزمن، أو نعود إلى وثيقة العهد والاتفاق، أو النظام الفيدرالي. اليوم هذه الخيارات الثلاثة المطروحة في الوثيقة تقارب ما طرح في النقاط الـ20. أعتقد أن القاسم المشترك بينها أن النظام المركزي انتهى، وأنا اليوم أعتقد أن كل القوى السياسية مدركة أن الدولة البسيطة بالنظام المركزي القديم لم يعد قادراً على أن يحمل الهم اليمني، ولم يعد قادراً أن ينتج دولة لكل أبناء اليمن. الحوار القادم أنا أعتقد أنه سيتركز لدرجة ليس حول هذا الموضوع. ثم انتقلنا بعد هذا إلى موضوع طبيعة النظام السياسي: برلماني، رئاسي. ثم تحدثنا في إطار وثيقة عن مفهوم النظام الاقتصادي، من هي القوى؟ ما هو شكل الاقتصاد؟ هذا أنا أعتقد كانت محاولات لإنتاج معادلة سياسية، لإنتاج جديد في إطار قوى كانت تأتلف، وكان لابد أن يكون لها قواسم مشتركة إلى مدى. بعض الأفكار الواردة في هذه والوثيقة لا زالت صالحة إلى حد اليوم، هذا في تقديري سيكون محكوماً بالحوار الوطني القادم.

القناة: دكتور ياسين؛ طالبتم في محاضرتكم الأخيرة بأن يكون لبعض الجهات السياسية مشروع سياسي واضح، نريد أن نفهم منكم ما هو المشروع السياسي الواضح؟

د. ياسين: أنت تقصد في حديثي أنا توجهت إلى الإخوة الحوثيين، في هذا الموضوع، أنا حقيقة لم أتوجه لهم، أنا توجهت إلى الجميع، أنا وجهة نظري أن الوضع السابق أفرز قوى واسعة قوية، ولديها الإمكانيات، إما أن تنتقل إلى العمل السياسي، ولا تصبح الحياة السياسية في هذا البلد مستقيمة إلا بعد أن تحسم خيارها السياسي، وأشرت إلى هذه القوى بشكل واضح: الإصلاح، الحوثيون، اليساريون، الجنوبيون، المؤتمر الشعبي العام. قلت هذه القوى ما لم تحسم أمرها في الانتقال في العمل السياسي، ستجد نفسها أمام خيار آخر؛ خيار المواجهة. هذه قضية يجب أن نأخذها بعين الاعتبار. القاسم المشترك بيننا اليوم كقوى سياسية في هذا البلد، أن ننجح العملية السياسية التي ارتضيناها، الحوار الوطني، ماذا نريد؟ ما هو العقد الاجتماعي الذي يريد هذا البلد؟ هذا لن يصنعه طرف واحد بمفرده، بل جميع الأطراف. إذن هذا الموضوع بالنسبة لنا. وعندما توجهت إلى الحوثيين، أنا أدرك حجم الحوثيين، أنا أعرف مدى الدور الذي يمكن أن يلعبوه في المرحلة السياسية القادمة، وأنهم جزء من الحوار الوطني، جزء من العمل السياسي. تكلمت نفس الشيء للإصلاح، تكلمت بالنسبة لنا أيضا في الحزب، وللمؤتمر. ولذلك أنا أعتقد هذا هو خيار أساسي، حتى لا تجرنا القوى الأخرى إلى مربعها القديم، مربع المواجهات العسكرية والدموية. ولاحظت في الفترة الماضية كيف نشأت بعض الدعوات، إلى يوم أمس، ونحن نسمع دعوات تصفية حسابات وقتال والتبشير بحروب جديدة، لدينا اليوم فرز حقيقي في هذا البلد، وعلينا إما الانتقال إلى العمل السياسي الديمقراطي، أو تستطيع القوى الأخرى أن تجرنا إلى ميدانها، هذا حقيقة ما هدفت إليه في حديثي.

القاة: إذا ما أتينا إلى القاعدة الشعبية للحزب الاشتراكي، البعض يتكلم أنها تتواجد في الجنوب، وتؤمن بمطالب الحراك الجنوبي. ما تفسيركم لهذا؟

د. ياسين: طبيعي أنا أعتقد الجنوب تعرض للاضطهاد، والحزب الاشتراكي جزء منه، الجنوب تعرض للتهميش والإهمال، والحزب الاشتراكي جزء من هذا الإهمال والتهميش، الحزب الاشتراكي تعرض، بل أقول الجنوب تعرض للإلغاء وللإقصاء خلال الفترة الماضية، تعرض الناس إلى الإقصاء من وظائفهم، والحزب الاشتراكي جزء من هذا. كيف نستطيع أن نخرج الحزب الاشتراكي من هذا المعادلة؟ لا نستطيع، ولذلك طبيعي أن يبقى الحزب الاشتراكي جزءاً من هذا الوضع المقاوم للإقصاء و(التهميش) الذي مارسه النظام عليهم.

القناة: على مستوى التحالفات السياسية، هل سيقدم الحزب الاشتراكي على تحالفات جديدة، مثلا تحالفاً مع المؤتمر الشعبي العام؟

د. ياسين: أنا أقول اليوم التحالفات لن تكون تحالفات إرادوية أو برغبة، التحالفات ستتم في ضوء مشاريع سياسية. ما هو المشروع السياسي الذي سيتفق عليه الناس في الحوار الوطني؟ ما هي المشاريع التي ستتقاطع والتي ستختلف؟

القناة: هل الحديث عن التحالفات لا زال مبكرا؟

د. ياسين: نعم. في تحالف تفرضه مرحلة معينة، أن تواجه نظاماً، يأتي بناء الدولة، كيف نرى هذه الدولة؟ ما هو مضمون الدولة التي نريد؟ القوى التي ستتفق على مضمون محدد للدولة، وعلى شكل الدولة، معينة بالتأكيد في إطار تحالفي أو على الأقل رؤية واحدة، ولن تكون إرادوية أو رغبة هذا يحبه أو لا يحبه، هذا يريده أو هذا لا يريده. الموقف الجامد من بعض الأحزاب هذا خطأ، إذا استطعت أن أصل إلى مضمون الدولة التي نتفق عليها معا، لماذا لا نتحالف، لكن قد يكون معي قوى تحالفت معها في مرحلة معينة، واختلفت معها في مفهوم الدولة، أو مهام المرحلة القادمة، هذا الشيء طبيعي في الحياة السياسية بكل مراحل منطقها، ولكل مرحلة حاجتها، ولذلك أعتقد لم تحكم التحالفات بمجرد العلاقة الوجدانية للناس، لا، لكن بالحاجة الموضوعية للبلد في بناء الدولة... الخ.

القناة: إذا ما تحولنا إلى الحزب الاشتراكي الحاكم في جمهورية اليمن الديمقراطية، نريد أن نسمع تقييمكم لتجربة الحزب الاشتراكي في دولة الجنوب، كحزب حاكم.

د. ياسين: كحزب حاكم أنا ممكن أتكلم عما أنجزه الحزب الاشتراكي على الصعيد السياسي والاجتماعي، وبالذات على الصعيد الاجتماعي الاقتصادي الأمني، الخدمات، بناء الدولة في مرحلة معينة، هي مرحلة حكم الحزب الواحد في الوطن العربي، ما يؤخذ على هذا النمط من الحكم هو غياب الديمقراطية السياسية والتعددية، واحتكار الحكم بناء على موقف أيديولوجي، هذه كانت السمة الغالبة تقريبا في الوطن العربي منذ الستينيات والسبعينيات، وجرّت نفسها إلى مرحلة معينة، وجد الحزب نفسه أمام خيار أن يحكم بمفرده، وأن يلتقي مع بقية الأحزاب ذات المنهج الواحد، ويكون حزباً واحداً، لكن بقي على هامش الديمقراطية السياسية التعددية التنوع، وهذا أضعف التجربة إلى حد كبير، والتنوع الذي من شأنه أن يمتص الصراعات السياسية والاجتماعية، غاب، ولذلك تحولت جزء من الصراعات إلى داخل الحزب نفسه في مرحلة معينة، والصراع لم يكن ذاتيا كما يقال كان صراعا براجماتيا، الدولة التي كل يوم تحتاج إلى التنوع، وتحتاج إلى توسيع قاعدة التعدد، باعتبار أن هناك تطورا اقتصاديا واجتماعيا وتطورا ثقافيا ومعرفيا، وبين رومنسية الأيديولوجيا المحتكرة الحقيقة، هذا دائماً الصراع كان يؤدي إلى نوع من الصدام بين برجماتية الدولة ورومانسية الأيديولوجيا. هذه مرحلة عندما يجري تقييمها تقيم بسبب غياب أو رفض الديمقراطية السياسية التنوع والتعدد، وأدت إلى كثير من الإشكالات التي أضعفت القدرة من إنتاج المنجزات الاقتصادية والاجتماعية. اليوم أعتقد كل هذه التجربة التي عشنا نحن أصبحنا في الحزب أكثر حرصا على التنوع، على احترام الآخر، على التعدد، على الديمقراطية، لأننا جربنا، وستجد مباشرة عند قيام الوحدة كان أول شرط اشترطناه أن الوحدة يجب أن يكون رديفها الديمقراطية، وخضنا معركة حقيقية بعد الوحدة عندما أراد المؤتمر أو بعض قوى داخل الحزب الاشتراكي، أن يدمج المؤتمر والحزب في حزب واحد، قلنا مش معقول، نحن حكمنا في حزب واحد، وما سلمنا القتال في ما بيننا البين، رفضنا هذا الموضوع، وحقيقة كان لها بعد مهم، كان الهدف الأساسي أن يظهر الحزب الاشتراكي حينها بأنه جاء إلى الوحدة يبحث عن السلطة، انقسمنا في الحزب الاشتراكي قلنا لا.

القناة: وهناك حديث آخر أن الحزب الاشتراكي أتى إلى الوحدة اضطرارا، وأن الوحدة طبخت على عجل..

د. ياسين: هذا موضوع آخر، سأتحدث فيه، في الموضوع هذا نحن قلنا لا، إذا الاتجاه نحو الدمج معنى هذا صح أن الحزب الاشتراكي جاء يبحث عن مصالح لذاته، نحن جئنا نمثل طرفاً، الذي هو الجنوب كدولة، هذه الدولة يجب أن تكون حاضرة في دولة الوحدة، وعليكم يا إخوة في المؤتمر أن تبحثوا عن قيام الدولة، لا عن دمج الحزب والمؤتمر. رفضنا هذا الموضوع، ورفض بأغلبية داخل الحزب، ولذلك جاء بعد ذلك تداعيات المشكلة والحرب. الذين قاموا بالحرب قالوا يثبتون خطأ التفكير، وأنا أعتقد أنه لو تم الدمج لكانت الأمور أسوأ مما كان على اليمن بشكل عام، وعلى الحزب وعلى الجميع، ومع ذلك تمسك الحزب بالخيار الديمقراطي، وتحمل المشكلات إلى اليوم من أجل هذا الخيار الديمقراطي. البعض لا يستطيع أن يفهم هذا الموضوع، حتى الذي يقول إن الحزب هرب، لو كنا هربنا لقبلنا الدمج، لقبلنا الخيار الذي طرحه أمامنا النظام السابق، لو كنا هربنا لكنا فعلا تمسكنا بالخيار الديمقراطي، خيار بناء الدولة الوحدة الوطنية التي تكون فيها الأطراف بما فيها أبناء الجنوب، ورفضنا عملية الدمج، وتحملنا كل صعوبات القمع و(التهميش) حتى اليوم.

القناة: وهل طبخت الوحدة على عجل؟

د. ياسين: والله هذه فيها قولان، يعني ربما التنفيذ كان على عجل، لكن الطباخة أخذت قروناً، فترات طويلة من الزمن، سنوات، أما التنفيذ كان فيه شيء من العجل، حاولنا في ما بعد أن نتلاحقه بوثيقة العهد والاتفاق بالنقاط الـ18 التي قدمناها كحزب، لكن فعلا كان في عجلة من التنفيذ إلى حد كبير.

القناة: إذا ما أتينا إلى بعد حرب 94، تفاعلت القضية الجنوبية كشاغل أساسي للحياة السياسية. لماذا انفجر ملف الجنوب بهذا الحجم، وتعقد إلى هذا الحد؟

د. ياسين: أعتقد أن الحرب كانت مقدمة لهذا الانفجار، الوحدة السلمية كانت وحدة طوعية، لا داعي للقول اليوم إن الحزب الاشتراكي هو الذي حملها بمفرده عن الناس، الناس على ما أذكر في الجنوب كانوا مندفعين نحو الوحدة اندفاعاً ضخماً وكبيراً، لكن شعروا منذ ما بعد الوحدة مباشرةً أنها ربما تتحول إلى فخ لهم، للناس، ليس للسياسيين، وخاصة في ما يخص عدم القدرة على إنتاج وحدة تعالج مشكلة المركزية الحقيقية التي عاشها نظام صنعاء. في الجنوب كان الوضع مختلفاً بالرغم من نظام الحزب الواحد، لكن كان هناك مرونة في الحكم المحلي لكل المحافظات، عندما بدأنا بعد الوحدة مباشرة الذي عنده مشكلة في عدن أو في حضرموت أو في المهرة أو في أي مكان كان، يأتي إلى صنعاء لأجل يحلها، بدأت المركزية تعقد حياة الناس. هذه القضية كانت غير منظورة، لا أخفيك بالنسبة لنا كنا في الحزب الاشتراكي غير منظورة، لكن فوجئنا بعد الوحدة. بدأ الناس يعانون منها، وبدأت المؤسسة ضجيجا عاما حقيقيا، أنا أذكر وأنا رئيس مجلس النواب كنت خارجا يوما من المجلس، صادف وأمامي عجوز جاءت من عدن بعد الوحدة يمكن بأربعة أشهر، وهي في حالة "بائسة" أسألها ما لك؟ قالت زوجي توفي منذ أسبوع، طيب يعني كان لما يموت الشخص يبدأ يعامل أقرباؤه على معاش المتوفى، لأن عنده أولادا. ذهبت إلى إدارة التأمين الاجتماعي في عدن، قالوا لها لا روحي صنعاء. أنا فوجئت، بصراحة بدأت فعلا مش معقول جابت لي بورقة فيها من الأخ كذا إلى كذا، موجهة من المؤسسة من عدن إلى المؤسسة في صنعاء، بدأت فعلا أشعر بحجم المشكلة. من يومها هذا الإنسان معقول يأتي من عدن ليتابع المعاش في صنعاء! وبدأت المشكلة من هنا، وبدأ فعلا الضجيج. منذ هذا الموضوع ما بعد الوحدة مباشرةً تلقينا الموضوع، وبدأنا نناقش هذه المسألة مباشرة من بعد الوحدة، تقدمنا بالنقاط الـ18 التي كانت من ضمنها، كانت تراكم مشكلات كثيرة؛ منها مشكلة الاغتيالات، ولكن كنا نقول أهم نقطة في المعادلة السياسية الوطنية البدء بحكم محلي واللامركزية، وتم الاتفاق عليها في وثيقة الاتفاق، ولكن الوثيقة بعد ذلك ضربت بالحرب، لأن نظام صنعاء شعر أن تطبيق وثيقة العهد والاتفاق طبعا سيؤدي إلى أشياء كثيرة من ضمنها إقامة نظام لامركزي، وهو لا يريد، من ضمنها البدء بإصلاح مسار الوحدة، وهو لا يريد ذلك، فاختار طريق الحرب بديلا لإصلاح مسار الوحدة، وحدث الذي حدث، الذي حدث بعد ذلك بعد حرب 94، جاءت الحرب وآثارها، وخلقت هذا الوضع الذي نتكلم علي،ه كانت هناك مطالبات بإصلاح الأوضاع بتحقيق الوثيقة، رفضوا، جرى تسريح آلاف الناس من أعمالهم. أولا بدأوا بتسريح الجزء الأساسي من الجيش، الذي هو من الجنوب بشكل كامل، جرت عملية انتقامية بتسريح كثير من الموظفين، جرت الخصخصة ما يسمى بالخصخصة، وهي عملية فساد واسعة لكثير من المصانع والمعامل المؤسسة في الجنوب، وطردوا الناس إلى الشارع. جرى تسليم الأراضي الزراعية التي أقامتها الدولة بقروض بالمليارات، لمن لا يستحقها، مثلا أعطيك على سبيل المثل في منطقة أبين، كان ما يملكه السلاطين لا يتجاوز 250 إلى 300 فدان، بعد 94 سلم لهم أكثر من 12.000 فدان، وهي مزارع مستصلحة من قبل الدولة، بما فيها المضخات، بما فيها الآلات الزراعية، بما فيها قنوات الري، بما فيها الأشجار المعمرة، ثم عادوا بعد ذلك من استلمها يعطيها هبات للمسؤولين هنا في صنعاء. هذا العبث الذي مورس في الجنوب أدى إلى الضجيج، ولهذا لا يمكن أن تعزل هذا الوضع والاحتقار الذي نشأ في الجنوب عن هذه الممارسات الخاطئة، وهذا الإذلال الذي يمارسه النظام ضد الناس. هذه المعادلة التي تمت حتى الآن.

القناة: دكتور ياسين؛ ما رؤيتكم لحل القضية الجنوبية؟

د. ياسين: أعتقد اليوم أن حل القضية الجنوبية ليس حلا نخبويا، لا أستطيع أن أقول الحل بشكل عام على صعيد اليمن، لابد أن ننتقل من الحل النخبوي إلى الحل الشعبي، يجب أن نوفر للناس فرصة كي يكون لهم رأي في الحل. أنا أعتقد اليوم أن في الجنوب أفكاراً عديدة وآراء عديدة، هناك آراء قد تكون نخبوية، مزاج سائد، لكن أنا شخصيا لا أريد أن يتقرر وضع الجنوب في ظل مزاج سائد، وهو الآن هو مزاج رافض، مزاج يبدو لي أنه محكوم.

القناة: ولكنه واسع..

د. ياسين: طبعا بالتأكيد واسع، لكن أنا أريد أقول شيئاً واحداً؛ في عام 90 كان الذي لا يريد الوحدة يطلع خائناً، هذا مزاج في الجنوب، بعد 20 سنة تغير الوضع، أنا لا أراهن على مزاج الناس لأنه مزاج تنتجه أنظمة سياسية.

القناة: النخبة..؟

د. ياسين: طبعا النخب السياسية، الأنظمة السياسية. الذي أنتج المزاج في الجنوب هو النظام السياسي الذي كان سائداً أوصل الناس إلى هذا الوضع، ثم جاءت نخب التقطت هذا المزاج. هل هذا المزاج سيستمر حتى فترة طويلة من الزمن، إذا ما تحقق انفصال الجنوب، لابد حقيقة من إشراك الناس، الآن الجنوب يجب ألا يتحول إلى مختبر لتجارب فاشلة من هنا وهناك، يكفي الوضع، الآن أمام الناس عليهم أن يتريثوا في وضع حقيقي انقسامي تفكيكي، وضع صعب دخل البلد، لكن على القوى السياسية والنخب والقادة السياسيين أن يكونوا أكثر قدرة وحنكة في التقاط الموقف من مجاراة مزاج الناس حتى يستطيعوا أن يقودوا الدفة بشكل صح. العمل السياسي ليس عملاً وجدانياً عاطفياً، بعض الأحيان سيجد السياسي نفسه مضطرا أن يقول الحقيقة، ويواجه هذا المزاج، إذا كانت رؤيته، ويعتقد أنها صائبة في تقرير مستقبل أفضل.

القناة: وإن كان سيعكر المزاج الشعبي؟

د. ياسين: وإن كان سيعكره، وإن كان سيتهمه بالخيانة، لكن مجاراته بعض الأحيان خطير، مجاراته إلى ما لا نهاية خطير، سيتحول إلى أن يصبح أيضا نفسه الذي يجاري المزاج أسيرا لهذا المزاج، حتى إذا نشأت ظروف ومعادلة جديدة تفرض عليه أن يغير الموقف لا يستطيع، سيتهم بالخيانة، ولذلك أنا أعتقد أن الانتقال من الحل النخبوي إلى الحل الشعبي مهم، مع ضرورة أن توفر للحل الشعبي الظروف المناسبة، أن يقول رأيه، لكن في ظروف التعقيد القائمة أنا أعتقد صعب إلى حد كبير.

القناة: لو كان الخيار الشعبي مع تقرير المصير. هل ستكونون مع ذلك؟

د. ياسين: بكل تأكيد، لكن ما هي الظروف التي سيكون فيها هذا الوضع، ليس الظرف الحالي، وأنا أشبه دائما في عام 90 كان مزاج الناس في الجنوب لو واحد كان من القيادة السياسية لا يريد الوحدة كان يطلع خائنا، طلعنا أبطالا باسم الوحدة. اليوم لا نريد أن نطلع أبطالا باسم الانفصال، نريد أن نكون واقعيين إلى حد ما، لكن نوفر لهذا المزاج الشعبي نوفر للشعب ظروفاً يقول فيها رأيه وهو مطمئن وليس تحت ضغط مزاج بهذا الشكل، هذه المعادلة.

القناة: الآن هناك بعض القوى القبلية تتحدث عن حروب فيما لو اتجه الناس في تقرير المصير؟

د. ياسين: أنا أعتقد يجب أن نغادر هذا المنطق أيا كان، اليوم لا أحد يستطيع أن يفرض سياسته على الناس، ولذلك أقول وإن كان هذا جزءاً من الخيار النخبوي، ولذلك أنا أقول نحن نرفض الخيارات النخبوية، علينا مسؤوليتنا كنخب سياسية أن نوفر المناخ المناسب لأن يقول الناس في الشمال وفي الجنوب، ليس الجنوب المطلوب منهم أن يقول يريد الوحدة أو لا يريد. حتى الناس في الشمال أيضا مطلوب منهم أن يقولوا هذا، لماذا نتجه بحديثنا نحو الجنوب؟ أنا أريد أن أقرأ مزاج الخيار المناسب للناس كلهم في الجنوب وفي الشمال، ربما يأتي في الشمال يقول لك أنا لا أريد الوحدة، لا نتجه بهذا الخيار إلى جهة واحدة.

القناة: رغم أن هذا التنظير يجعل من الطرف الآخر يتهمكم بأنك تقف وراء الانفصال..

د. ياسين: صح هذه، وأنا أعتقد اليوم وأفترض أن نتحدث عن العملية السياسية والخيار الديمقراطي والحوار هو أن نخرج من الخيار النخبوي، مهمتنا في اللحظة الراهنة أن نوفر المناخ المناسب للناس في الشمال والجنوب أن يقولوا رأيهم في ما يتعلق بهذا الوضع.

القناة: دكتور إذا ما أتينا إلى حروب الشمال، الحزب الاشتراكي كان في طليعة الرافضين لهذه الحروب، ووقف بكل الوسائل المتاحة، برأيك لماذا كانت تلك الحروب؟

د. ياسين: انظر، أنا أعتقد نحن في اللقاء المشترك بشكل عام رفضنا منذ اليوم الأول أن نعطي لهذه الحروب البعد الوطني، قلنا إن هذه الحروب لها حسابات خاصة مستقلة عبثية، أيا كانت حسابات النظام في هذه الحروب سواء كانت رسالة خارجية أو داخلية أو أي شيء من هذا القبيل، لكنها كانت حروباً عبثية، وأطلقنا عليها بكل ما تعنيه الكلمة، وموقف المشترك كان أنا أعتقد أنه الموقف الوطني الصحيح، أنه رفض أن يعطيه البعد الوطني الذي أراده النظام.

القناة: إذا ما تحدثنا عن أن هناك حديثاً عن ثورة وعن حوار ومؤتمر مانحين، هناك دمار واسع في محافظة صعدة، لماذا لا تسعى السلطة التي وصلت إلى السلطة على أكتاف الثوار لمعالجة الدمار؟

د. ياسين: هذا مهم، أنا أعتقد أن معالجة آثار الحروب مهم، ومن أولوية السلطة في الوقت الحاضر مسألتان في تقديري، وهذا نقلناه نحن في لجنة التواصل إلى الأخ الرئيس، وتقبله برحابة صدر. من الخطأ أن الدولة تتفرج على الناس وهم يتقاتلون. عليها في هذه الحالة أن تكون حاضرة في منع أي قتال لأي أسباب. الشيء الثاني هناك وضع داخل صعدة، الحرب أثارت مشكلة المشردين، مشكلة النازحين، مشكلة الآثار الاجتماعية، الآثار الاقتصادية. طبعا تحتاج إلى وقت، لكن كانت من ضمن النقاط الـ20 التي وضعناها أمام الرئيس في ما بعد، نحن وضعنا 20 نقطة كلجنة حوار أمام الرئيس، جزء منها خاص بالجنوب، وجزء منها خاص بصعدة، وجزء منها خاص بتنفيذ المرحلة الأولى لتنفيذ المبادرة. 20 نقطة قلنا هذه النقاط إذا ما جرى البدء بتنفيذ جزء منها سينشأ مناخ مناسب لحوار ناجح، وكان من ضمن هذه النقاط الاعتذار عن الحروب التي تمت سواء عن حرب 94 أو حروب صعدة. طبعا الضجة التي رافقت الحديث عن الاعتذار كانت مصادرها متعددة، ولكن نحن نشعر أنه إذا لم يتم الانتقال بقطيعة كاملة من منهج الحروب عبر الاعتذار الحقيقي عن هذه الحروب، فأنا أعتقد أنه سيظل فيه مدخل على حروب قادمة.

القناة: إذا ما تحولنا إلى موضوع الثورة الشبابية، تحدثتم في مقابلة مع قناة روسيا اليوم أن ما حصل في فبراير 2011 أزمة وثورة. لماذا أزمة؟ ولماذا ثورة؟

د. ياسين: أولا الثورات لا تنشأ إلا بعد الأزمات، مافيش ثورة تأتي، وخاصة الثورات السلمية التي تأخذ مداها الطويل، تأتي بعد نشوء أزمة يصعب حلها عبر الوسائل الإصلاحية العادية. في اليمن نشأت أزمة، أزمة سياسية حقيقية، وإن الثورة جاءت نتيجة هذه الأزمة. مظاهر الأزمة التالي أولا: نظام استمرأ اللعبة الديمقراطية بمفهومه أن يعمل انتخابات شكلية ويعيد إنتاج نفسه، وقوى سياسية كانت تشارك معه وترضى بنصيبها بهذا القدر أو ذاك، لكن في واقع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية تنشأ مشكلات ضخمة؛ مشكلات اجتماعية، مشكلات اقتصادية، أثبت هذا النظام أنه غير قادر على حلها بدءا من عام 2008، الأزمة طبعا تطورت أكثر، وخاصةً بعد انتخابات 2006. في 2006 كان أمام تحالف المعارضة أن يقول رأياً واضحاً حول مشاركته في الانتخابات ما بعد 2006، وطرحنا الشروط لحل مشكلة الانتخابات، كان تقدم بها الاتحاد الأوروبي، وهي عبارة عن إصلاحات انتخابية، وفي قانون الانتخابات، جملة من الإصلاحات، النظام رفضها، وظل يناور، ثم جاء إلى 2008، وبدأ يعد لانتخابات جديدة، نحن كان موقفنا لن نشارك في الانتخابات طالما أنه لم تتم هناك إصلاحات حقيقية تسمح لانتخابات حرة ونزيهة، من هنا بدأت المشكلة، وضعنا أمام أنفسنا سؤالاً في اللقاء المشترك، قلنا هل نسمح بتسوية من نوع ما إذا سمحنا بتسوية، سنجد التفاعل الثوري الذي بدأ ينشأ داخل البلاد، بسبب الوضع الاقتصادي، الوضع الأمني الهش، الحروب، الفقر، حالة توسع رقعة الفقر. كل هذه المشكلات بدأت تنشئ عاملاً ثورياً داخل البلاد، وعلى اللقاء المشترك أن يتصرف بحكمة، عليه ألا يقتحم هذا التفاعل الثوري بتسوية سياسية مع النظام. وأنا أعتقد برؤية منهجية في الحوارات داخل المشترك استطعنا أن نمنع التسوية السياسية التي كان من شأنها أن تقضي على التفاعل الثوري وسط الجماهير، وسط الناس، ورفضنا الانتخابات 2009، وعملنا موضوع السنتين، بعض الناس قال إن اللقاء المشترك أعطى سنتين للسلطة، بالعكس نحن كنا حينها نشعر أن التفاعل الثوري في المجتمع سيؤدي إلى نشوء الثورة، لأنه لو قبلنا بالانتخابات في ظل نظام الانتخاب الذي يرده النظام، كنا قضينا على كل شيء، ولذلك أعتقد نشأت الأزمة برفض اللقاء المشترك المشاركة في تسوية سياسية حينها بانتخابات شكلية سمح بهذا التفاعل الثوري الذي أدى إلى انفجار الثورة في عام 2012. إذن الأزمة قادت إلى ثورة.

القناة: الثورة ليست أزمة؟!

د. ياسين: الثورة ليست أزمة، الثورة جاءت على إثر أزمة.

القناة: تحدثتم في أكثر من مقابلة عن أن الثورة الشعبية لم تكن انعكاسا للربيع العربي، وإنما كان إرهاصها من الحراك الجنوبي، بينما الحراك حركة استقلال، والثورة قامت لإسقاط النظام. ما تفسيركم؟

د. ياسين: أولا علينا أن نفصل، أنا قلت إن الثورة الشبابية الشعبية السلمية ليست مجرد تكرار وانعكاس، يعني لاشك هناك تأثير وتأثر، لكن كان للثورة اليمنية عواملها الخاصة؛ العامل الأول تراكم جملة من العوامل الداخلية أدت إلى إنتاج حالة ثورية من ضمها الحراك في الجنوب، والحراك في الجنوب بمفهومه الشعبي الواسع هو مقاومة نظام بغض النظر عن الهدف، لكن مقاومة النظام والجرائم، التي اتبعها الحراك في مقاومة النظام بغض النظر عن الأهداف السياسية، المطلوب حتى داخل الحراك في رأيي متنوعة، في الذي يطرح هذه الأهداف والهدف الآخر، لكن الحراك السلمي بتأثيره فعلا هو أن فيه تقرير قمع سلطة النظام بقدرة على أن ينتج موقفاً شعبياً في الجنوب، وهذا كان له تأثيره في الشمال، هذه حقيقة المعادلة في واقع الأمر.

القناة: هناك مبادرات سياسية طرحت خلال الثورة وفي خضمها، البعض يتساءل بين موقفين هل هذه المبادرة لبت مطالب الشباب أم زادت الأمور تعقيدا؟

د. ياسين: انظر، أنا أعتقد لا يمكن أن ننظر إلى هذه المبادرات بمعزل عن مسار الثورة، ما الذي حدث فيها مسار الثورة، حقيقة أخذ أبعادا كثيرة، لكن هذه الأبعاد كان لها تأثير كبير. الانقسام الذي حصل داخل النظام، تأثير الانقسام الذي حدث في النظام، محاولة النظام توظيف هذا الانقسام بالتوجه نحو العمل نحو الحروب، عسكرة الثورة. الشيء الثاني المبادرات جاءت كلها تتحدث عن نقل السلطة، عن التغيير بمعنى قلنا طيب إذا كانت هذه الثورة هدفها نقل السلطة وإحداث التغيير، إذن طالما المبادرة السلمية ستحقق هذا، لماذا لا يتم الأخذ بها؟ المفهوم حقيقة عند البعض في مجال الجدال السياسي الذي كان ناشئا عند الكثيرين هو حول مفهوم الثورة، البعض كان يرى أن الثورة كما هي في ذهنه أن لها أهدافا سياسية واقتصادية واجتماعية، كويس هذا ممتاز، لكن متى تتحقق هذه الأهداف السياسية؟ وبأي أدوات؟ هل ستتحقق بإسقاط النظام أم ستتحقق بشروط أخرى هو إسقاط النظام أو تغييره أو تعديله؟ هي مقدمة، هذه المقدمة تعتبر قاسما مشتركا بين كل القوى السياسية، بمعنى أنه أنا أغير النظام كي أغير نظاما ديمقراطيا، صح هذه النظام الديمقراطي يسمح لي أن أسوق مشروعي السياسي، إذن الأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا يمكن أن تتحقق بمجرد إسقاط النظام أو تغييره، ولكن تتحقق عبر انتخابات ديمقراطية. إذن أنا عندما يكون عندي برنامج سياسي واجتماعي، وأسوقه للناس إذا انتخبوني على أساسه سيحقق الأهداف التي أريد، ولذلك حصل خلط، وحقيقة حصل هذا الخلط في الساحات بين الشباب في مرحلة معينة، وكان كل طرف يريد أن يسوق مشروعه السياسي والاجتماعي داخل الساحة، حصلت بعض الأحيان التناقضات دون عودة الجميع إلى القاسم المشترك بينهم، من هنا أنا أعتقد طالما أن المبادرة التي تمت بضغط الثورة قد أنتجت نقل السلطة والتغيير، لماذا لا نلتقطها؟ هذا واحد، اثنين نحن بقراءة موضوعية أنه واضح أن النظام أراد بالحديث عن المبادرة السياسية أن يستقطب المجتمع الدولي والإقليمي ضد الثورة، ويهيئ نفسه لفرصة إعلان الحرب ضد الثورة أو القمع في حالة رفض المبادرة السياسية، وكان العالم مهيأً لهذا الموضوع، لو أن المعارضة رفضت المبادرة السياسة، كان سيجد نفسه النظام قادرا على فرض شوط العمل القمعي، وبالاستناد أيضا إلى موقف الدولة والإقليم إنه والله فيه مبادرة سياسية تقوم بنقل السلطة، وفي الأخير رافضين لها، ماذا يريدون إذن في هذه اللحظة؟

القناة: ولكن نتابع الموقف الدولي، الموقف الدولي استغل هذا الطلب من جهة لاقتحام العملية الثورية والحفاظ على مصالحه في البلد.

د. ياسين: انظر هنا الحديث عن مصالح المجتمع الدولي والإقليمي في البلد، ما مصلي يصلي إلا وراجي من ربه مغفرة، عرفت كيف لا يمكن تقول اليوم، يعني تتحدث عن شراكة دولية وإقليمية إلا وأن تكون ما لدى القوى الأخرى، ما في عندك. المؤسف بالنسبة لنا حتى الآن في اليمن نحن لا نسوق هذه المنافع للعالم إلا بالاستناد إلى عنصر واحد: الإرهاب، نخوف العالم بالإرهاب. علينا أن ننتج المنافع الحقيقية لكي يصبح العالم شريكا لنا، بعيدا عن مفهوم شراكة درء الضرر، نريد أن نقول للعالم في هذا البلد منافع حقيقية، ولديه مزايا نسبية في مختلف المجالات إذا نحن شركاء حقيقيون، نخرج من هذه الإساءات. صحيح أن تلك المرحلة المجتمع الدولي والإقليمي حقيقة كان لهم موقف أنا أعتقد تجنيب البلد تجنيب اليمن من الذهاب إلى الحرب، قد لا يكون حبا في اليمن إلى حد ما، لكن أيضا هذا البلد الذي هو اليمن الواقع في هذا الجزء من العالم الذي فيه مصالحهم الحيوية، رأوا أن انزلاقه نحو الحرب سيضر بمصالح الجميع، وبالتالي لابد من أن تنجح المبادرة السلمية، وأن الطرف الذي سيرفض المبادرة السلمية هو المعني في هذه الحال، سيكون مسؤولاً عن تفجير الحرب، وهذه المعادلة نشأت.

القناة: سؤال نريد الإجابة عليه بوضوح؛ هل أنتجت المبادرة الخليجية سلطة الشخص الواحد "رئيس جمهورية"؟

د. ياسين: أنا أعتقد أن المبادرة الخليجية أنتجت أكثر مما نتوقع من أهداف، ليس فقط تقصت رئيسا واحدا، طبعا الرئيس عندها رئيس واحد، لكن في ظروف صعبة، والواحد حقيقة يرثى لحاله في هذا الوضع الذي وجد نفسه فيه وعلى الجميع أن يتعاونوا معه، يعني هذه أنا أعتقد أنها تضحية. لكن أنتجت المبادرة الخليجية قضية مهمة أخرى، أنتجت المبادرة والآلية التنفيذية التي هي صناعة يمنية، أنتجت استحقاقا سياسيا وطنيا هاما، وهو الحوار الوطني، وعلى اليمنيين أن يصنعوا مستقبلهم بالحوار، هي لم تنتج سلطة لحظ، يعني المبادرة لم تنتج سلطة لا خيار للناس إلا هذه السلطة، لكن أنتجت سلطة ربما تكون راعية للحوار الوطني، كويس إذن هل نستطيع أن نستجيب نحن لمضمون هذا المخرج لهذه المبادرة، لأن نأتي إلى الحوار ونتفاهم ونتعايش؟ هذه القضية الرئيسية في الوقت أنا أعتقد أن المبادرة أنتجت مسؤولية حقيقية أمام اليمنيين، عليهم أن يثبتوا أنهم قادرون على تحملها.

القناة: هناك قوى تدعو لملاحقة الأطراف الرافضة للمبادرة الخليجية دوليا، ما موقفكم من هذه الدعوات؟

د. ياسين: أعتقد هذا الموضوع عمل إعلامي أكثر من أي شيء آخر، لكن من حق الناس أن يرفضوا لماذا لا؟ لكن في تقديري الشخصي أسلوب الرفض في التعبير السياسي المحول بمبررات بحجج، وفي الرفض الذي يمكن أن يؤدي إلى كوارث.

القناة: وتدويل اليمن..

د. ياسين: الرفض يؤدي إلى كوارث، أنا أعتبر أن كل القوى مسؤولية، وكل القوى تدرك مسؤوليتها أمام هذا الوطن سواء كانت الرافضة أو الموافقة. الآن نترك المبادرة الخليجية على جنب، المبادرة الخليجية لم تقل للناس حلوا مشاكلكم بالطريقة التالية، يعني ما فرضت على اليمنيين أسلوبا معينا لحل مشاكلهم، قالت لهم تعلوا تحاوروا، يعني لو أن المبادرة الخليجية قالت لليمنيين لا الحل يجب أن يكون 1 2 3 4، أنا أول واحد أرفضها.

القناة: ولكن معظم القرارات تستند إلى المبادرة؟

د. ياسين: لا أبدا ما في الحوار ليس له مرجعية لو أن المبادرة جاءت بهذا الشكل والله تحاوروا على أساس هذا الأساس، سنقول لا، لكن كلما قلت المبادرة نقل السلطة، وبعدين جاءت الآلية لتقول انتخابات وحوار، يعني كأنها قالت يا يمنيين تحاوروا في ما بينكم لحل مشكلة اليمن هذه باختصار.

القناة: أنت كأمين عام للحزب الاشتراكي معروف أن الاشتراكية ترفض فكرة الاستعمار، وتدعو إلى التحرر من الامبريالية، هل تعتقد أن قيام خبراء أمريكيين بإعادة هيكلة الجيش والإسهام في هذا الموضوع، يحفظ مصالح الشعب اليمني وسيادة البلد؟

د. ياسين: أعتقد اليوم المعرفة العالمية اليوم هي متاحة للجميع، يعني المعرفة سواء كانت أمريكية أو روسية أو إقليمية أو أي شيء تحتاجه اليمن، هي متاحة للجميع.

القناة: لكن السفير الأمريكي ذهب إلى أكثر من ذلك.. وتحدث عن تغيير عقيدة الجيش..

د. ياسين: لا، في مفهوم العقيدة مفهوم غير العقيدة المتعارف عليها العقيدة بمعناه مهام الجيش أنا عندما أقول ما عقيدة الجيش اليمني في الوقت الحاضر عقيدة الجيش بنيت على أساس حماية نظام معين، أنا أريد أن أغير هذه العقيدة من حماية نظام معين إلى حماية شعب، حماية دولة. هذه المعادلة إذن هذه تتطلب انتقالاً من هيكلة معينة إلى هيكلة أخرى. هذه في تقديري الشخصي أمام اليمنيين أن يستفيدوا من معارف العالم اليوم أنا أقول اليمن بوضعه الحالي يجب أن يكون شريكا إقليميا بشكل كامل مع كل دول الإقليم، يجب أن يكون شريكا دوليا، لكن لا يستطيع أن يكون شريكا بدون أن ينتج الدولة، نحن في حاجة إلى أن ننتج دولة، إذا استطعنا أن ننتج الدولة بعيدا عن مصالح الفئات والجماعات التي كانت تقيم العلاقات بذاك القدر على حساب هذه الدولة، نريد دولة تحمي مصالح اليمنيين، تجمع مصالحهم تتعامل مع الإقليم مع العالم الخارجي على هذا الأساس، ولذلك أنا أعتقد سواء كان التعامل مع الأمريكي مع الأوروبيين مع دول الإقليم مع دول العالم كله يكون مبنيا على أساس حاجة اليمن، وأنا أعتقد أنه يجب أن نسير في هذا الجانب.

القناة: طيب ما هو موقف الحزب الاشتراكي من التواجد العسكري خصوصا وجنود المارينز أصبحوا داخل العاصمة صنعاء؟

د. ياسين: نحن ضد التواجد ضد أي تواجد أجنبي أيا كان حجم هذا التواجد مهامه وظائفه، المشكلة في بعض الأحيان ضعف الدولة عدم قدرتنا على حماية الآخرين ربما يؤدي إلى حاجة أمام هذه الدول خيارين إما أن تشل نفسها وتروح وتقول أنا آسف أنت غير قادر تحميني أو أنها تستأذنك في أنها توجد لها مجموعة تحميها تحمي مصالحها.

القناة: عندما لا تستطيع الدولة أن تحمي سيادتها، هل هذا مبرر لتواجد أي طرف؟

د. ياسين: أنا أقول لك هناك فرق في أن يكون فيه تواجد، وهذا نحن نرفضه جملة وتفصيلا، وبين قضايا متعلقة بحاميات جزئية، يعني سفارة تحمي نفسها.

القناة: لكن الكلام أكثر من هذا، هناك تواجد في أكثر من مكان للمارينز.

د. ياسين: إذا في أنا شخصيا ليس عندي معلومات من هذا الشكل، إذا في شيء من هذا القبيل أنا أعتقد أن نبحث عن الجذر التاريخي لهذا الموضوع، هذا البلد الذي عاش بلا دولة خلال الفترة الماضية، وكان في نظام يبحث عن حقيقة وجوده في الخارج، وليس في الداخل، في جانب موروث، هذا الجانب الموروث حقيقة هو مشكلة إلى حد كبير، أنت الآن عليك أن تتعامل مع كل مفردات هذا الموروث كما هي في الواقع، وتبدأ تتجه

تصعيد احتجاجي بعدن ضد مصادرة أراضي غرب "بير أحمد"


الشيخ عبدالرحمن شاهر يزور منطقة شعب ويشيد بتاريخ ابنائها


اليمنية تفتتح مكتبها في الدوحة تمهيدًا لاستئناف رحلات عدن - الدوحة


عدن "إتلاف أكثر من نصف طن من المخدرات المضبوطة الأسبوع الماضي في سواحل العارة