عدن
الجــرادي.. هــرب من الحـر فتلقفـتـه طلـقـة مجهـولة جوار منـزله في المنصـورة بعـدن
كانت الساعة تقارب الواحدة فجر الجمعة الماضي، عندما قرر عبدربه الخضر الجرادي 42 عاما، الهروب من شدة الحر نتيجة انقطاع الكهرباء والخروج الى خارج سور المنزل حيث اعتاد الجلوس لاستنشاق الهواء.
ربما لم يدر بخلد الرجل المسن حينما قرر الخروج ان حي حاشد المسالم سيتحول بلحظة فقط الى مسرح لاشتباكات مسلحة وان رصاصة غادرة ستنقله الى العالم الاخر، وتحرم زوجته واولاد 5 ذكور وفتاة منه الى الابد.
فجر الجمعه تحولت منطقة حاشد الشعبية الواقعة على اطراف مديرية المنصورة والتي يقطنها متوسطي الدخل وعلى مدخلها تقع نقطة عسكرية مستحدثة، كان الشهيد يجلس بجانبه هاربا من الحر الشديد التي تعاني منها عدن في الساعة الواحدة ليلا حد قول شهود عيان من ابناء الحارة.
يتذكر انيس عباد القيادي في شباب الحراك حب الناس واحترامهم للشهيد كونه بمثابة اب لشباب المنطقة، وروى للصحيفة تفاصيل الحادثة :"الساعة الواحدة ليلا داهمت قوات مدججه بالسلاح الحي، حوالي 30 جندي مطلقين الرصاص من جميع الاتجاهات، كان الشهيد يجلس بجانب المسجد قرب منزله عندما بدات الاشتباكات فاصبته طلقة برأسه مما أدى إلى استشهاد عبدربه الجرادي وأصيب طلقتين على احد شباب الحي يدعى جعبل البركاني على الفور وجرح وقمنا بإسعافهم إلى المستشفى".
وأمس الأول الاثنين شيع جثمان الشهيد محمد الخضر الجرادي بحضور جموع غفيرة من أبناء المنصورة ومختلف مديريات محافظة عدن، وكان على رأسهم السفير قاسم عسكر أمين عام المجلس الأعلى وعدد من القيادات الشبابية وقد قامت الصلاة على روحه في مسجد السعيد بمنطقة حاشد وبعدها سار المشيعون في موكب جنائزي مهيب حتى مقبرة الرحمن بالمنصورة ليوارى جثمان الشهيد هناك.
الامناء