تقارير خاصة
كيف قضى اللواء حيدرة الشاجري على ظاهرة إطلاق النار بالمناسبات في محافظة ذمار؟ قصة مؤثرة تعود أحداثها إلى العام 2001
كتب/ صديق الطيار
تتعدد المسؤوليات وتختلف باختلاف المناصب التي يتقلدها المسؤول، وباختلاف طبيعة العمل المناط به. ومما لا شك فيه أن المسؤولية قد ارتبطت بالإخلاص والتفاني في العمل، حيث لا يمكن للمسؤول أن يقدم نتائج جيدة ما لم يكن مخلصاً في أداء تلك الأمانة التي تحملها ورضي بمسؤولياتها الجسيمة، والذي تجده دائماً يبحث عن الطرق والحلول المناسبة لكل القضايا التي تحدث في إطار مسؤوليته، ليطمئن قلبه ويرتاح ضميره..
وتتزايد جدوى الإحساس بالمسؤولية في تنفيذ المهام إذا ما تحدثنا عن المسؤولية تجاه الوطن والشعب التي لا تعلوها مسؤولية، بل هي أسمى المسؤوليات، خاصة إذا كان الفرد القائم بهذه المسؤولية ذا منصب في الدولة.
ومن منطلق الإحساس بالمسؤولية، يحكي كثير من الناس قصة رائعة ومؤثرة حدثت في عام 2001م، بطلها اللواء الركن الشيخ حيدرة محمد الشاجري (رحمه الله)، وهو والد الشخصية القيادية المعروفة الأستاذ ماجد الشاجري - رئيس اتحاد منظمات المجتمع المدني - عدن.. وكيف اتخذ قراراً حكيماً وصارماً لوضع حد لظاهرة إطلاق النار العشوائي في الأعراس بمحافظة ذمار الذي كان مدير أمنها آنذاك.
حيث ورد بلاغ أليم في ذلك الحين عن وفاة امرأة، أم لسبعة أطفال، إثر رصاصة راجعة دخلت من كتفها الأيسر واستقرت في قلبها، ففارقت الحياة تاركة خلفها أطفالاً في أمس الحاجة لحنانها ورعايتها.
وقتها، اتخذ مدير الأمن اللواء الركن الشيخ حيدرة محمد الشاجري (رحمه الله) قراراً صارماً غير مسبوق، ليضع حداً لظاهرة إطلاق النار في الأعراس والمناسبات والذي يتسبب بإزهاق الأرواح البريئة في العادة.. حيث أصدر توجيهاته بحجز جميع العرسان في ذلك اليوم، دون استثناء، حتى يتم التحقيق ومعرفة المتسبب بالحادثة. وعندما تأكد أن الحادثة كانت نتيجة الرصاص الراجع من الأعراس، حكمت المحكمة بإلزام كل عريس بدفع دية تُسلَّم لأطفال المرأة الضحية لتعينهم على صروف الحياة بعد فقدان والدتهم.
انتشر الخبر في أرجاء محافظة ذمار كالنار في الهشيم، ومنذ ذلك اليوم توقفت عادة إطلاق النار العشوائي في الأعراس في المحافظة، بفضل قرار مدير الأمن الشاجري الحازم الذي أعاد هيبة القانون وأرسى الأمن.
قصة خلدت اسم اللواء الركن الشيخ حيدرة محمد الشاجري، كرمز للعدل والحكمة والشجاعة، والمسؤول المخلص لمهامه والأمين على من هم تحت مسؤوليته، والذي لم يخشَ في الحق لومة لائم، وجعل من القانون درعًا لحماية الأرواح.
ويُعرف عن اللواء الركن الشيخ حيدرة الشاجري بأنه كان شخصية عسكرية بارزة وصارمة في تنفيذ النظام والقانون. وقد تولى إدارة الأمن في عدة محافظات مثل: شبوة، حجة، المحويت، لحج، وذمار.
ويشهد له كل من عاصره بالحزم والصرامة والعدل والشجاعة أثناء عمله، مما جعله نموذجاً يُحتذى به في القيادة الأمنية..
نستفيد من هذه القصة الخالدة أنه لا يمكن لأي أمة من الأمم أن تتقدم وتحقق الإنجازات والانتصارات العظيمة، إلا بفضل الرجال الأكفاء، الذين يتحملون مسؤولياتهم بكل شجاعة وأمانة واقتدار، مؤمنين بأن في إخلاصهم في مسؤولياتهم حياة للشعوب.. وعلى ذلك فإنه يجب على كل من جلس على كرسي المسؤولية أن يكون حريصاً على استقطاب حب الناس، والحرص على خدمتهم، لأن أكثر ما يؤدي إلى فشل المشاريع الناجحة، وانهيار الثقة بين المواطن والمسؤول، هو تقصيره في مسؤوليته التي لم يقدرها حق التقدير.
رحم الله اللواء الركن الشيخ حيدرة محمد الشاجري، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه خير الجزاء على ما قدّم لوطنه وشعبه.