تقارير خاصة
رؤية شبابية لإشراك الشباب في صنع القرار وتمكين وجوه جديدة في اليمن
مقدمة
تمر اليمن بأوضاع سياسية واقتصادية معقدة نتيجة انقلاب الحوثيين واستيلاءهم على مقدرات الدولة ورفضهم تصدير النفط، وإجراءاتهم القمعية ....مما أدى إلى استمرار الأزمة وتفاقمها.
ورغم تشكيل مجلس القيادة في المناطق المحررة الاان إعادة تدوير نفس الشخصيات في الحكومة دون ضخ دماء جديدة يعرقل أي تقدم حقيقي. لذا، فإن إشراك الشباب في مراكز صنع القرار يمثل خطوة جوهرية لكسر هذا الجمود، وتحقيق تحول فعلي يعيد للدولة شرعيتها وهيبتها، ويعزز ثقة المجتمع الدولي بالحكومة اليمنية.
من هذا المنطلق نطرح هذه الرؤية معتمدين بالرهان على الشباب كخيار استراتيجي لإخراج اليمن من أزمته الراهنة، فالإصلاحات الجزئية أو إعادة تدوير نفس القيادات لن تحقق أي تغيير حقيقي. المطلوب هو إرادة سياسية حقيقية لإشراك الشباب في صناعة القرار، وتنفيذ مشاريع تنموية وإصلاحية تعيد لليمن دوره الطبيعي كدولة مستقرة ذات سيادة. وعليه قسمنا هذه الرؤية على المحاور الرئيسية التالية.
1. تشكيل مجلس وطني شبابي للمستقبل
تأسيس "المجلس الوطني للشباب والتنمية" كهيئة استشارية رسمية تابعة لرئاسة الحكومة، بحيث يضم شبابًا من مختلف التخصصات والمجالات.
منح المجلس صلاحيات استشارية وإشرافية على تنفيذ الإصلاحات، واقتراح سياسات تنموية واقتصادية تواكب الواقع الحالي.
تمثيل الشباب في لجان الحوار الوطني وإعادة بناء المؤسسات الحكومية.
2. تعزيز التمكين السياسي والإداري للشباب
تحديد نسبة لا تقل عن 30% من المناصب القيادية في الحكومة والمؤسسات العامة للشباب المؤهلين.
سن تشريعات تمنع احتكار المناصب العليا وإعادة تدوير القيادات نفسها.
دعم الأحزاب والمكونات السياسية في تبني الكفاءات الشابة وضمان تمثيلهم في حصصهم التمثيلية .
3. إصلاحات اقتصادية يقودها الشباب
تمكين رواد الأعمال الشباب عبر صناديق دعم المشاريع الناشئة، خصوصًا في القطاعات غير النفطية مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة....
تشجيع الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص لتوظيف الكفاءات الشبابية في إدارة مشاريع إعادة الإعمار.
إنشاء مناطق اقتصادية خاصة في عدن وحضرموت ومأرب، وإدارتها بفكر شبابي حديث لتعزيز الاستثمارات.
4. إصلاح الإعلام والدبلوماسية لتعزيز صورة الدولة
إنشاء منصة إعلامية رسمية بقيادة شباب مختصين في الإعلام الرقمي والتواصل الدولي، لتقديم صورة إيجابية عن اليمن كدولة قابلة للنهوض والاستقرار.
تعيين متحدثين شباب للحكومة في الداخل والخارج، وتفعيل دور الدبلوماسية الشبابية لاستعادة ثقة المجتمع الدولي.
5. تعزيز الأمن والاستقرار في المناطق المحررة
توحيد الأجهزة الأمنية تحت قيادة وطنية شابة محترفة بعيدة عن الولاءات الضيقة.
تفعيل دور الشباب في لجان المصالحة المجتمعية وبناء السلام في المحافظات المحررة.
تطبيق نموذج "الشرطة المجتمعية" التي تعتمد على مشاركة الشباب في تعزيز الأمن المحلي.
النتائج المتوقعة
1. تحقيق نقلة نوعية في الأداء الحكومي من خلال أفكار ومبادرات شبابية قابلة للتنفيذ.
2. إعادة ثقة المجتمع الدولي بالحكومة من خلال سياسات أكثر شفافية وفاعلية.
3. تحفيز التنمية الاقتصادية عبر دعم المشاريع الشبابية والاستثمار في الكفاءات المحلية.
4. تمكين الشرعية من بسط نفوذها تدريجيًا عبر تقديم نموذج ناجح في المناطق المحررة، يمكن تعميمه لاحقًا على باقي اليمن.
ولضمان نجاح هذه الرؤية لابد من تنفيذ عدة خطوات وقرارات شجاعة
كالية لتنفيذ هذه الرؤية وضمان نجاحها على النحو التالي.
1. تشكيل "المجلس الوطني للشباب والتنمية"
خطوات التنفيذ:
إصدار قرار حكومي بإنشاء المجلس الوطني للشباب والتنمية تحت إشراف رئاسة الوزراء.
فتح باب الترشح للشباب المؤهلين وفق معايير شفافة (كفاءة، خبرة، مؤهل أكاديمي، رؤية تنموية).
تنظيم مؤتمر وطني شبابي لإطلاق المجلس رسميًا، بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمجتمع المدني.
توفير ميزانية تشغيلية ودعم فني من الجهات المانحة الدولية لتعزيز استقلالية المجلس وفعاليته.
على ان تكون المدة الزمنية: 3-6 أشهر
2. تعزيز التمكين السياسي والإداري للشباب
خطوات التنفيذ:
إصدار قرار حكومي يحدد نسبة 30% من المناصب القيادية للشباب المؤهلين.
إنشاء منصة إلكترونية لاستقبال طلبات التوظيف الحكومي والمناصب القيادية، وإجراء اختبارات شفافة للمؤهلين.
عقد شراكات مع منظمات دولية لتدريب الشباب على القيادة والإدارة الحكومية.
تحفيز الأحزاب والمكونات السياسية لتبني الكفاءات الشابة عبر ترشيحهم في استحقاقاتهم وحصصهم .
على ان تكون المدة الزمنية: 6-12 شهرًا
3. إصلاحات اقتصادية يقودها الشباب
خطوات التنفيذ:
إنشاء صندوق دعم المشاريع الشبابية برأس مال مشترك من الحكومة والقطاع الخاص والجهات المانحة.
تقديم حوافز ضريبية واستثمارية للشركات التي توظف الشباب في مناصب قيادية.
إطلاق مسرّعات أعمال في عدن وحضرموت ومأرب لدعم الابتكار وريادة الأعمال في القطاعات غير النفطية.
إقرار تشريعات تدعم مشاركة الشباب في إدارة المناطق الاقتصادية الخاصة وجذب الاستثمارات.
على ان تكون المدة الزمنية: 12-18 شهرًا
4. إصلاح الإعلام والدبلوماسية لتعزيز صورة الدولة
خطوات التنفيذ:
إطلاق منصة إعلامية رسمية شبابية لتمثيل الحكومة دوليًا، تعمل بتقنيات حديثة وبإشراف خبراء في الإعلام الرقمي.
تعيين متحدثين شباب للحكومة في الداخل والخارج، وتعزيز وجود الشباب في السلك الدبلوماسي.
تنظيم حملات علاقات عامة دولية للترويج لنجاحات المناطق المحررة وإظهار نموذج الحكم الفعّال.
وتكون المدة الزمنية: 6-12 شهرًا
5. تعزيز الأمن والاستقرار في المناطق المحررة
خطوات التنفيذ:
تدريب الكوادر الشبابية على القيادة الأمنية وإدماجهم في المؤسسات الأمنية ضمن خطط إصلاحية.
تطبيق نموذج "الشرطة المجتمعية" بقيادة الشباب لزيادة الثقة بين الأجهزة الأمنية والمجتمع.
إنشاء وحدات خاصة يقودها الشباب لمكافحة الفساد الإداري والأمني، لضمان الحوكمة الرشيدة في المناطق المحررة.
المدة الزمنية: 12-24 شهرًا
أخيراً نؤكد أن تنفيذ هذه الرؤية يتطلب إرادة سياسية قوية وصادقة، دعمًا دوليًا، وإجراءات عملية مدروسة. إذا بدأت الحكومة بتنفيذ هذه الخطوات تدريجيًا، فسيكون بالإمكان خلق نموذج حكم ناجح في المناطق المحررة، وتعزيز ثقة المجتمع المحلي والدولي، وصولًا إلى تحقيق الاستقرار والتنمية في اليمن.
ملاحظة هذه الرؤية مطروحة لقيادة البلاد ممثلة بمجلس القيادة ومجلس الوزراء وقيادات الأحزاب والمكونات السياسية والمدنية ونأمل من الشباب بمختلف توجهاتهم تبنيها وإضافة ما يرونه مناسباً.
والله الموفق
أخوكم مشعل بن سيف جيوب الداعري