أخبار محلية

في اليمن.. صراع مثير للجدل

خليج عدن/ بوبي غوش - (مجلة تايم)

عندما يقتل جنود بسبب تفجير انتحاري، يواجه القادة معضلة: إن القتلى يستحقون التشييع، لكن إجراء مراسيم جنائزية حزينة عامة يمكن أن ينطوي على إعطاء الإرهابيين دعاية انتصار لطالما ظلوا يتوقون إليها. وهكذا، ينظف معظم العسكريين مسرح الهجوم في العادة، ويصدرون بيان إدانة ويسدلون ستاراً من الصمت المطبق على عملية التشييع.
لكن هذه ليست حال قوات الأمن المركزي في اليمن. فقبل شهرين تقريباً، وبعد الهجوم الانتحاري في 21 أيار (مايو) الماضي، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 كادر من كوادر قوات الأمن المركزي خلال استعراض عسكري في صنعاء، أعيد تمثيل الهجوم؛ حيث كان قد وقع مرة تلو المرة في ساحة السبعين. وتحمل لوحات إعلانية ضخمة صوراً للقتلى ولأكثر من 300 جريح. وفي إحدى الخيام، تعرض شاشة تلفزيونية ضخمة مجموعة متواصلة من أشرطة الفيديو التي تظهر المخلفات البشعة والمريعة للهجوم: أشلاء مدماة ودماء في كل مكان، وصيحات المحتضرين والمشوهين والرعب والغضب التي عمّت رفاقهم في السلاح.
وبالإضافة إلى ذلك، يرحب بسكان صنعاء في هذا الصرح المرتجل ليلقوا نظرة عن قرب على الصور والأشرطة وليوقعوا على سجل الزائرين. وإذا كان ثمة قلق لدى قيادة قوات الأمن المركزي من أن يمنح هذا العرض العام لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية دعاية مجانية، فإن ذلك القلق يُستبعد بالرغبة في إعلام اليمنيين بأن الفرع المحلي لجهاد أسامة بن لادن الكوني ليس مجرد تهديد للولايات المتحدة والغرب وحسب، وإنما للداخل أيضاً.
ويقول الفريق يحيى صالح؛ رئيس أركان قوات الأمن المركزي: "نريد من الناس أن يتذكروا ما حدث هنا... ويجب أن لا يخالط مخيلاتهم أي شك في أن القاعدة هي عدو لليمن".
ويبدو أن الرسالة قد وصلت. فسجل الزائرين مليء بالتعبير عن الغضب والاشمئزاز من الجهاديين، بالإضافة إلى دعوات للانتقام. وفي الخيمة التذكارية، يطلق الذين يشاهدون شريط الفيديو آهات الفجيعة وصرخات الروع، ممزوجة بدموع الحزن. ويقول ناصر محمد الذي كان ابن أخته، شامي عبد العزيز شامي، من بين الجنود القتلى: "إن هذه مأساة قومية يجب أن لا تنسى على الإطلاق".
لكن هناك انتقادات لهذا من بعض الدوائر. فقد دعا الساسة الإسلاميون الراديكاليون إلى إنزال أعمدة الإعلانات وإلى طي الخيمة. وهم يجدون في المشهد كله شيئاً غير مناسب. كما أشار آخرون إلى أن ذلك يشكل محاولة وقحة من الجنرال صالح لشراء بعض التعاطف الشعبي له ولقوات الأمن المركزي. ويقول لي رجل أعمال بارز في صنعاء: "إنه يريد أن تمحو دموع (النادبين) خطاياه".
وصالح هذا هو شخصية مثيرة للجدل في اليمن. فهو ابن أخت الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح؛ الدكتاتور الذي أجبر على التنحي في أواخر شباط (فبراير) الماضي، بعد أكثر من عام على اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد حكمه الذي طاول 44 عاماً. وخلال تلك الاحتجاجات، شن جنود الجنرال صالح حملة وحشية ضد أولئك المعارضين لخاله، فيما يريد العديد من اليمنيين راهناً الانتقام. وكانت توكل كرمان، التي فازت بجائزة نوبل للسلام وأصبحت تمثل الثورة، قد دعت مراراً وتكراراً إلى طرد ابن الدكتاتور أحمد (الذي يقود الحرس الجمهوري القوي) وابن أخته يحيى.
ويفند الجنرال منتقدي خططه بالنسبة للصرح، قائلاً إنه لا يسعى للحصول على دعم لنفسه، وإنما للقتال ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ومن المؤكد أن ذلك الدعم حيوي. ولوقت طويل جداً، عدّ اليمنيون الجهاديون موضوعاً ثانوياً، لكنه مبالغ فيه من جانب الأميركيين الخائفين.
وقال آخرون إن الرئيس صالح بالغ في تصوير قدرات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بهدف انتزاع المساعدة العسكرية من الولايات المتحدة -والتي حولها إلى القوات التي يسيطر عليها نجله وابن أخته.
وكان نفي تهديد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لليمن قد فند في العام الماضي عندما استغل الجهاديون الفوضى السياسية العارمة في صنعاء وسيطروا على مساحات واسعة من أراضي محافظة أبين الجنوبية؛ حيث أسسوا حكماً هناك على غرار حكم طالبان في أفغانستان. وسرعان ما انتشرت القصص التي تتحدث عن الممارسات الوحشية -إعدامات مرتجلة، وتأويلات فظة للشريعة الإسلامية، وغير ذلك. وظهر للعديد من اليمنيين بأن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لم يكن يستهدف الغرب وحسب بمتفجرات الملابس الداخلية. ويقول المحلل السياسي نقيب غلاب: "لقد أظهرت أبين للجميع أن هؤلاء الأولاد يريدون حكم اليمن، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات جهادية ضد الغرب". ويضيف: "إن الرسالة واضحة: إذا لم نلحق الهزيمة بهؤلاء الناس، فلسوف يخلقون أفغانستان هنا".
سواء أفاد أجندة يحيى صالح الشخصية أم لم يفده، فإن العرض في ساحة السبعين إنما يروج لتلك الرسالة. وهي تتوافر على تأييد العديد من الجنود الذين فقدوا رفاقاً لهم يوم 21 أيار (مايو). ويقول مهدي الجرباني، الذي كان رائد التدريب الذي درب الفرقة المتخرجة من الأكاديمية العسكرية التي شكلت الكتيبة الثانية من الفرقة الرابعة عشرة لقوات الأمن المركزي -الكتيبة التي مزقت بفعل واحد من أكثر الهجمات الانتحارية المميتة التي تشن ضد عسكريين، يقول الجرباني الذي كان قد أصيب بجروح شظايا وبصدمة: "دعوا الناس يعرفوا عدونا. ودعوا العالم يرى. ثم دعوهم يقدموا لنا الدعم الذي نحتاجه للانتقام لرجالنا".

ترجمة عبد الرحمن اللحسيني

 

 

بنك عدن الاسلامي يتيح فتح حسابات اونلاين والحصول على فيزا ماستر كارد مجانا


مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه والاتحاد الأوروبي يطلقان شراكة استراتيجية تعزز خلق فرص العمل للشباب اليمني عبر الابتكار


بيان توضيحي حول أسعار الإسمنت


«كاك بنك» يستقبل أبطال مجموعة مدارس النبراس وسماء عدن الفائزين ببطولة العرب للروبوت