بلقيس
المرأة الريفية في زمن الحرب باليمن
نالت الحرب الدائرة في اليمن منذ سبعة أعوام من المرأة الريفية وفاقمت من معاناتها؛ حيث تصدرت قائمة ضحايا الانتهاكات الجسيمة والنزوح فضلًا عن عدم حصولها على حقوقها في الحياة.
هناء (30 عامًا) واحدة من بين مئات النساء اللاوتي أصبحن فجأة المعيل الرئيس لأسرهن بعد أن فقدن العائل الذي يتولى إدارة شؤون العائلة.
“أربع سنوات وأنا اُعيل أسرتي المكونة من ثلاثة أفراد واحد منهم مُعاق جراء إصابته منذ طفولته بشلل الأطفال مما ضاعف المعاناة عليَّ” تقول هناء لمنصة مشاقر ميديا.
تعمل حاليا هناء في مشغل لخياطة الملابس لتوفير احتياجات أسرتها وتجني في اليوم الواحد 5000 ريالًا يمنيًا (ما يقارب 5 دولارات) و”أحيانا أقل من ذلك المبلغ” خصوصًا مع ارتفاع الأسعار وتراجع قيمة العملة المحلية.
مخاطر
لا تقتصر معاناة النساء في الريف اليمني على تحمل مسؤولية رعاية الأسرة وإدارة شؤونها، بل تزداد قساوة في ظل انقطاع الخدمات العامة كما هو الحال مع أم علي التي تعيش في ريف عزلة الشراجة بمديرية جبل حبشي بمحافظة تعز جنوبي غرب اليمن.
تعاني أم علي من نقل المياه إذ تقطع مسافة طويلة وتسلك طرق وعرة. وتقول لمشاقر ميديا “نعاني من شح المياه خلال فترات جفاف الآبار وشح مياة الامطار مما يضطرنا للذهاب إلى مناطق بعيده لجلب المياه”.
وتضيف “أثناء القيام بذلك نواجة الكثير من الصعوبات المتمثلة بالطريق الوعرة ومخاطر الانزلق في الجبال التي نعبر منها اثناء التنقل”.
وخلال السنوات الأخيرة توفيت عشرات النساء إثر سقوطهن في الآبار والسدود أثناء جلبهن للمياه.
دفعت المرأة الريفية فاتورة باهظة جراء الحرب إذ تشير تقارير أممية إلى أن 30 بالمئة من ضحايا الحرب في اليمن هم من النساء والأطفال.
تتذكر وداد بآسى رحيل شقيقتها نسيم التي قضت في انفجار لغم في منطقة الرحبة بمديرية جبل حبشي.
تقول لمشاقر ميديا: “المراة الريفية لم تسلم من أضرار الحرب وأختي نسيم إحدى الضحايا حيث توفيت هي وجنينها واثنين من أولادها بانفحار لغم. اثناء ذهابها لزيارة ولدتها في القرية المجاورة”.
إصرار وتحدي
رغم انعكاسات الحرب على المرأة إلا أن ذلك لم يمنعها من من العمل ومواصلة تعليمها وتحقيق حلمها.
الاعلامية صباح القاضي ترى أن المراة الريفية قاومت كل الصعوبات والعثرات ومشقات التعب ووعرة الطرقات وحرارة الشمس وقسوة البرد والموت.
تقول لمشاقر ميديا “عندما كنت اذهب إلى الجامعة اسمع اصوات الرصاص والقذائف بمعظم مناطق المدينة” مشيرة إلى صعوبات ومعوقات الحرب لم تمنعها من مواصلة تعليمها.
بدورها الاعلاميه عفراء الشميري ترى غياب الرجل لأسباب تتعلق بالحرب دفع المرأة للخروج من ما اسمتها “قوقعة المجتمع اليمني”.
وقالت في تصريح لمشاقر ميديا إنه “خلال الفترة الراهنة ومنذ عام 2011 أصبحت المراة من رائدات الاعمال والمشاريع الخاصة والمتنوعة”.
ولفتت إلى أن المرأة اليمنية باتت اليوم تشارك في معظم الفعاليات والمنتديات كما أن هناك ظهور بارز لبعض فتيات الريف التي تحارب الصعوبات والظروف والمجتمع للوصول لهدفها”.
وأضافت: “هنالك الفتاة التي تأتي من الأرياف الى الجامعات في المدينة والمرأة المزارعة التي تأتي في الصباح الباكر لبيع محصولتها في أسواق المدينة لترفع من المستوى المعيشي للأسرة في ظل التدهور الاقتصادي المتسارع”.
ويشهد اليمن منذ عام 2015 حربا مستمرة بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي تسببت في تدهور الوضع المعيشي والإنساني.
وأدت الحرب إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، حيث يعتمد معظم السكان البالغ عددهم 30 مليونًا على المساعدات، وفق الأمم المتحدة.
مشاقر