أخبار محلية
أمام مطالب الثوار وتركة صالح هل يلجأ عبد ربه هادي إلى عدن؟
قال ناشطون وسياسيون في مدينة عدن بجنوبي اليمن إن الضغوط والتحديات التي تواجه عبد ربه منصور هادي، القائم بأعمال الرئيس اليمني، قد تفضي به في نهاية المطاف إلى مغادرة القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء وتنفيذ ما هدد به من اللجوء إلى عدن.
وأشار ناشطون إلى أن اختلال موازين القوى وارتهانها بيد أبناء الرئيس علي عبد الله صالح وأبناء أخيه يضاعف من تلك التحديات في ظل عدم قدرة نائب الرئيس على إجراء أي إصلاحات جوهرية قد تلبي طموحات الثوار.
وتتباين الآراء بشأن ما يمكن أن يحققه هادي حيث يعتقد الصحفي والناشط السياسي المعارض في عدن عبد الرقيب الهذياني في إمكانية نجاحه في تحقيق انتقال آمن وسلس للسلطة مستمداً القوة من توافق الداخل حوله ودعم الخارج.
في المقابل يرى رئيس تحرير صحيفة الأمناء المقربة من الحراك الجنوبي، عدنان الأعجم، أن المواجهات الدائرة بين الجيش اليمني ومسلحي القاعدة في محافظة أبين معقل هادي، قد تضاعف من حجم الضغوط التي يتعرض لها خاصة بعد تشريد الآلاف من أبناء عشيرته.
مخططات
ويؤكد الأعجم -في تصريح للجزيرة نت- أن ما يحدث في الجنوب خاصة في زنجبار، يزيد من حرج موقف هادي، معبرا عن اعتقاده بوجود مخططات تدار من جانب قوى معينة في النظام تريد إظهار الرئيس المؤقت بموقف الضعيف.
وأشار الأعجم إلى أن النظام سبق أن عمد إلى تفكيك القوى التي كانت تحيط بعبد ربه هادي ومنها عسكريون أحالهم إلى التقاعد، وبالتالي قد يخرج الرجل من دائرة الصمت التي لزمها لأعوام ويفاجئ الجميع باللجوء إلى عدن وإعلان انفصاله عن نظام صالح الذي يعالج حاليا في السعودية بعدما أصيب في استهداف للقصر الرئاسي.
ويشير مراقبون إلى أن تهديدات هادي الأسبوع الماضي بالمغادرة إلى عدن في حال استمرار ما وصفها بسياسة لي الذراع تعيد إلى الأذهان ذكريات أليمة في حياة اليمنيين وتذكر بانتقال علي سالم البيض نائب الرئيس السابق من صنعاء إلى عدن عقب الأزمة السياسية التي أعقبها مباشرة نشوب الحرب الأهلية في صيف عام 1994.
ويرى الكاتب والناشط السياسي بعدن عبد القوي الأشول أن المرحلة الراهنة بقيادة نائب الرئيس أخطر مما كان عليه الوضع قبل إصابة الرئيس، وأن المشهد السياسي برمته أصبح أكثر تعقيداً ويمثل منعطفا حاسما بالنسبة للثوار.
طيش سياسي
وفي تصريحات للجزيرة نت، اعتبر أن "مكمن الخطورة الراهنة هو الطيش السياسي الذي يمكن أن يمارسه أبناء الرئيس وأبناء أخيه ليقينهم بأنهم في حالة ثأر مع المجتمع يدفعهم لعدم التفريط بالسلطة مستخدمين في سبيل ذالك مراكز القوى التي ما زالت بين أيديهم".
وأعرب الأشول عن اعتقاده بأن "نائب الرئيس لن يكون مغامراً في نهاية عمره السياسي باتخاذ موقف يتقاطع مع رغبات مراكز القوى، مشيراً إلى أن "الثوار لا يملكون أمام هذا الوضع سوى التصعيد وتشكيل مجلس انتقالي وتكوين السلطات في المحافظات على اعتبار أن النظام قد سقط في كثير من المحافظات".
من جانبه يعتقد الهذياني أن الموقف الذي سيتخذه هادي سيمثل لحظة فارقة في تاريخ اليمن، مشيرا إلى أنه حتى الآن يبدو قريبا من طرفي الصراع وعلى مسافة متساوية من كل منهما، "إضافة إلى كونه البديل الذي ظلت المعارضة وكذلك المبادرة الخليجية الأميركية تضع اسمه باعتباره الخيار الآمن للانتقال السلمي للسلطة".
مواصلة الثورة
أما على جانب الثوار، فيبدو أنهم لا يعولون كثيرا على ما يمكن أن يحققه نائب الرئيس من خلال موقعه الجديد كرئيس مؤقت، مؤكدين على مواصلة ثورتهم حتى تحقيق جميع أهدافها.
واعتبر رئيس اتحاد شباب عدن للتغيير أنيس يعقوب أن "مجيء عبد ربه منصور هادي لا يعني نهاية الثورة ولا بد من رحيله لأنه جزء من النظام"، مؤكداً إصرار الثوار في المضي قدماً نحو تنفيذ أهداف ثورتهم كاملة غير منقوصة.
وقال في تصريح للجزيرة نت إن "الثوار حين خرجوا إلى الشوارع والساحات كانت أهدافهم واضحة سلفاً وشعارهم إسقاط النظام وليس إسقاط الرئيس فقط ولهذا فإن هادي عليه أن يعلن انضمامه للثورة أولا، وبعد ذلك ينظر الثوار في شرعيته".
وأكد على أن "الشرعية اليوم هي شرعية الثورة"، مشيراً إلى أن الثوار بصدد تكوين مجلس انتقالي ثوري يضم كافة فئات المجتمع السياسية ومن ثم تشكيل حكومة كفاءات وطنية لإدارة الفترة الانتقالية".