عدن
النهار: الشمال يحتفل بالوحدةوالجنوب بفك الارتباط
على وقع تنديد محلي ودولي لا سابق له بهجوم الاثنين الدامي الذي استهدف جنوداً في ساحة العروض بميدان السبعين في صنعاء، تجاوز اليمنيون أحزانهم ونظموا احتفالاً كرنفالياً شاركت فيه وحدات رمزية من قوات الجيش، بعدما قرر الرئيس عبد ربه منصور هادي اقامة الاحتفال في ساحة العروض بكلية الطيران والدفاع الجوي في حضوره وعدد من المسؤولين الكبار المدنيين والعسكريين وممثلي البعثات الديبلوماسية العربية والأجنبية، فيما شهد أكثر المدن الجنوبية مظاهر عصيان مدني في إطار دعوة الحراك الجنوبي الى أحياء ذكرى"فك الإرتباط".
ووسط إجراءات أمنية مشددة في صنعاء، تصدّر الرئيس هادي المنصة المزودة زجاجاً واقياً من الرصاص، ملوحاً لقوات الجيش المشاركة في الاحتفال في رسالة تحد للإطراف الذين حاولوا إجهاض احتفالات العيد الوطني.
ووقف المشاركون دقيقة صمت حداداً على أرواح ضحايا مجزرة الإثنين، وأكد رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول، الذي القى خطاباً نيابة عن الرئيس هادي، أن "الإرهابيين سعوا إلى اغتيال فرحة الشعب بعيده الوطني، ولكن خاب ظنهم وفشلت رهاناتهم. لقد كبرنا على الآمنا وجروحنا واحتفالنا الآن أبلغ وأقوى رد على همجية الهجمة الإرهابية، ونقول لهم لن نسمح لكم بأن تغتالوا حلمنا في البناء والتنمية والأمن".
ولفت إلى أن قوات الجيش على وشك الحسم النهائي لمعركتها ضد تنظيم "القاعدة" في محافظة أبين، مؤكداً استمرار الحرب على "القاعدة" الى حين تطهير اليمن من خطر الإرهاب.
وكان خبراء تحقيق يمنيون وأجانب انتهوا أمس من جمع الأدلة ومعاينة مسرح الهجوم في ميدان السبعين، وسط مشاعر حزن عمت اليمن على ضحايا الهجوم، وسط تأكيدات لارتفاع حصيلته نتيجة الإصابات البالغة لعشرات الجنود. وقررت صنعاء نقل 60 منهم إلى الخارج للعلاج، فيما تولت طائرة إخلاء طبي فرنسية نقل خمسة في حال حرجة إلى جيبوتي للعلاج.
اتهامات متبادلة
واستبق الأفرقاء السياسيون نتائج التحقيق باتهامات متبادلة بالهجوم، إذ اتهم الجيش المؤيد للثورة أركان النظام السابق بدعم الإرهابيين والسعي الى إجهاض الاحتفالات التي تقام للمرة الاولى في غياب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بينما دعا وزير الإعلام الذي يمثل المعارضة في الحكومة الانتقالية أقرباء الرئيس المخلوع، إلى الكف عن ممارسة العنف والرضوخ لخطة هيكلة الجيش، وأتهم السكرتير الصحافي للرئيس السابق وزيري الدفاع والداخلية بالتواطؤ مع الإرهابيين.
وأشاعت الاتهامات المتبادلة أجواء توتر لدى أطراف الأزمة وسط مخاوف من تداعيات، وخصوصاً بعدما وضع هذا الهجوم أطراف الأزمة في مواجهة مباشرة زاد حدتها قرار الرئيس هادي إقالة عدد من قادة الجيش والأمن المقربين من نظام صالح، بما في ذلك نجل شقيقه الذي يوصف بأنه الذراع الأمنية الضاربة لعلي صالح في جهاز الأمن القومي.
اضطرابات في الجنوب
وشهدت المحافظات الجنوبية حال توتر مع تنظيم مئات الآلاف من أنصار" الحراك الجنوبي " المطالب بالانفصال، احتفالات ذكرى فك الارتباط يوم إعلان نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض الانفصال عن الشمال بعد أيام من نشوب الحرب الأهلية.
وأدت صدامات بين الجيش وأنصار الحراك في مدينة المكلا بحضرموت إلى مقتل مدنيين اثنين على الأقل وإصابة سبعة عندما حاولت الشرطة تفريق شبان من أنصار الحراك قطعوا الطرق وانتشروا في الأحياء لإقفال المحال التجارية وإرغام السكان على المشاركة في العصيان المدني، وسط مواجهات مسلحة مع قوات الشرطة سجلت في بعض أحياء المدينة.
وعمت مظاهر العصيان المدني الكثير من المدن الجنوبية بما في ذلك مدينة عدن، فيما أكد ناشطون أن أنصار الحراك قطعوا بعض الطرق بالحجار والإطارات المشتعلة ونشروا الآلاف من أعلام دولة الجنوب السابقة على سطوح المباني وأعمدة الإنارة في الشوارع. وأقفلت المحال التجارية والشركات والمدارس أبوابها طوال ساعات النهار.