تقارير خاصة
الحراك بين خيارين: الحامل السياسي أو العنف المسلح
تعيش عدد من فصائل الحراك الجنوبي حالة من الإرباك الشديد بسبب تخليها عن المشروع السياسي، وسط مخاوف من سقوط عدد من المناطق الجنوبية في دوامة عنف مسلح، اصبحت الارضية مهياة له بشكل كامل.
تتلاشى المسافة الفاصلة عن الحوار الوطني في صنعاء برعاية دولية، فيما فصائل الحراك الجنوبي مربكة وممزقة دون حامل سياسي، ولم تستطيع الوقوف على بر، ناهيك عن ان تنهض بتطلعات وطموحات الشارع الجنوبي العريض المطالب بـ" الحرية والاستقلال".
قد لا يكون حوار صنعاء هو الاصوب لحل قضية الجنوب، لكن ثمة ما هو أسواء: الخيار المسلح.
يرى الكاتب والمفكر/ محمد المقالح: يمكن للجنوب أن يعيد إعلان الانفصال، ليست هذه هي المشكلة، ولكن لا يمكن للحراك الجنوبي أن يلغي ذاكرة الجنوبيين من كونهم يمنيين، ومن كونهم كانوا يمتلكون مشروعا سياسيا متقدما على مشروع الشمال، وهو ما تم ضربه وإلغاؤه في الحرب القذرة والاحتلالية التي شنتها قوى الشمال الرجعي في 27 أبريل 1994.
ويضيف المقالح: لم تخلق القضية الجنوبية إلا بإخراج الحزب الاشتراكي اليمني كممثل لشراكة الجنوب اليمني في السلطة الموحدة، وبدون مصالحة الحراك مع الحزب، وبدون جعله رافعة القضية الجنوبية، وأحد أهم فصائل الحراك الجنوبي نفسه، تكون بعض فصائل الحراك كمن يحرث في البحر، ويهيئ بزعيقه الفارغ الجنوب لقوى أخرى لاحتلاله من جديد، بعد سقوط أو هزيمة وانقسام تحالف نظام 1994.
أزيد من ذلك يتخوف الرجل: لعل القاعدة والجماعات الدينية المسلحة والموجودة على الأرض فعلا، هي المهيأة للاحتلال الجديد، وليس حكم أي من فصائل الحراك للجنوب.
لذا يبقى الحراك بين خيارين: تداعي فصائله لتشكيل حامل سياسي- حتما لن يكون الاشتراكي بتركته المثقلة- أو سقوط الجنوب في دوامه العنف المسلح في ظل ما شهدته المحافظات الجنوبية مؤخرا من تدفق للسلاح الى ايدي الشباب والاطفال حتى.