تقارير خاصة

كيف يسقط الاصلاح الجنوب بيد القاعدة؟

الخلاصة ان الاصلاح يلعب بالنار ويعرض نفسه والبلاد للجبروت الامريكي الغربي بلعبته ومغامرته الخرقاء المميتة

كتب/ احمد صالح الفقيه

التقرير الذي اعرض مقتطفا منه فيما يلي يقود الى استنتاج مفاده: أن الاصلاح والسلفيون والقاعده شئ واحد والاختلاف الظاهري بينهم ليس الا مجرد تبادل ادوار، فباستخدام القاعدة اخذ الاصلاح محافظات جنوبية رهينة بيده يساوم بها.


في تقرير حقوقي وإعلامي صادر عن فريق ميداني محلي ضم شخصيات إعلامية وأدبية وحقوقية من أبناء محافظة حجة ورد فيه : انه رغم وضوح أن السلفيين يعتبرون طرفا أساسيا ومتحالفا مع الإصلاحيين في حروبهم، الا انه جاء في التقرير الذي أعده احد اعضاء الفريق وهو الشاعر والكاتب المعروف عبدالرحمن مراد قوله: "ثمة وثائق أطلعنا على مضامينها وامتنع الجانب الحوثي من إعطائنا صوراً منها وهي دالة على الترابط العضوي بين الأخوان المسلمين، وبين السلفية، والقاعدة، تشعر وأنت تقرؤها أن القاعدة والسلفية أدوات يتحرك الفعل السياسي للإصلاح من خلالها كلما ضاق به الأفق الذي يتحرك في إطاره لجأ إليها. (انظر فارس العليي صحيفة الديمقراطي( 30 مارس 2012 العدد37).

 

أولا: الجزء المتعلق بشن الاصلاح وسلفيين هجمات في كل من حجة والجوف وكتاف معلومات متداولة لاينكرها اعلام الاصلاح الذي ينفخ في تلك الهجمات ويواكبها بشن حملات تكفيرية وتخوينية على الحوثيين.

 

ثانيا: المسألة المتعلقة بالقاعدة، وكونها في جزئها الاكبر، ان لم تكن كلها، اداة اصلاحية، فان القرائن المتعددة تسندها الى حد كبير. فشقيق قائد عمليات الاصلاح في ارحب النائب منصور الحنق اوقريبه حسب روايته هو، قتل في ابين مقاتلا في صفوف القاعدة طبقا لتقارير صحفية متواترة وكثيرة، لايمكن ان ينفيها ادعاء النائب انه مات هناك ولم يقتل. إن تضخم عديد القاعدة السريع في الجنوب ومحافظات شمالية اخرى يؤكد ان معينا كبيرا من السلفيين وطلبة جامعة الايمان واصلاحيين يرفدها، وانهم يشكلون قوام من يسمون انفسهم انصار الشريعة.

 

ثالثا: يتهم الاصلاح واللقاء المشترك الرئيس السابق صالح واجهزته بصناعة القاعدة في اليمن، ولكن ذلك الاتهام ليس الاجزءا ضئيلا من الحقيقة المعروفة وهي: ان الجنرال علي محسن الاحمر وجهاز الامن السياسي الموالي له كانا الممسكين بملف الجهاديين بما فيهم القاعدة طوال فترة حكم صالح، ولعل ذلك يفسر استهداف القاعده لضباط الامن السياسي الذين هم بالتاكيد مصادر خطيرة للمعلومات عن كامل الملف.

 

وان الحرس الخاص، والحرس الجمهوري، وقوات مكافحة الارهاب، والامن القومي، لم يكن بوسعها التعامل مع ملف كهذا، بتلك الطريقة، طريقة الرعاية والحماية، في ظل التدريب والاشراف الاميركيين، الهادفين الى تاهيلها كقوى مقاتلة فعالة ضد الارهاب، والا لكان ذلك ضربا من الجنون. ومن ثم فان تلك الاتهامات لهذه الاجهزة تفتقر من الناحية المنطقية الى أي ذرة من المصداقية.

 

رابعا: ان حزب الاصلاح والجماعات السلفية فيما مضى ثم جامعة الايمان مؤخرا، كانوا مفرخة للمتشددين الذين ينخرطون في صفوف الارهاب. منذ حروب افغانستان فالشيشان ثم يوغوسلافيا السابقة. وقد استخدموا بكثافة في عملية اجتياح الجنوب ضد الحزب الاشتراكي صيف 1994. وقد تخرج من صفوفهم كل من ارتكب الارهاب في الاراضي اليمنية منذ ذلك الحين وحتى اليوم. وقد تحولت هذه المفارخ الى ما يشبه جامعات ومدارس للارهاب السلفي على نطاق عالمي بالنظر الى عدد الجنسيات التي ينتمي اليها المنتسبون فيها، وهو ما اتضح بجلاء في أحداث معهد دماج السلفي الذي يضم عشرات الجنسيات، معظهم دخلوا البلاد بصورة غير نظامية.

 

ولكن لايجد المرء مفرا من التساؤل عن الدوافع التي تقود الاصلاح الى الانخراط في لعبة مؤامرة ومغامرة خطرة بل ومميتة من هذا النوع؟

 

لقد افصح حزب الاصلاح عن توجه انقلابي مسلح منذ انضمامه للثورة، واعتقد ان ذلك كان نتيجة لقراءة صحيحة للواقع مفادها انه لن يتمكن من الاستحواذ على السلطة اذا اسقطت الجماهير النظام، بل انه سيكون معرضا للخطر اسوة بالنظام لشراكته الطويلة معه، وتورطه في اسوأ ممارساته، فذهب الى مهاجمة المعسكرات والمقار الحكومية التي نهبت على يد ميليشياته القبلية والعقائدية، بل وذهب ابعدمن ذلك الى الاغتيال كما حدث في جامع الرئاسة، وفرض سيطرة حديدية على ساحات الثورة ومارس فيها العنف اللفظي والجسدي والاقصاء.

 

ولما لم يوصله ذلك كله الى هدفه تورط في لعبة الارهاب القاتلة، وقد تزامن توسع الجماعات الارهابية تصريحات لقادة الاصلاح وجنرالهم بانهم قادرون، اذا ما خرج صالح وانصاره من السلطة، على انهاء تهديد القاعدة كليا في فترة وجيزة ذكر بعضهم انها شهر واحد. ولكن ما لم يدركه الاصلاح وهو يخوض مغامرته ان اليمن اصبح احد اهم المواقع للاستراتيجية العسكرية الامريكية الجديدة، التي يقع مركزها في استراليا حيث يمتد منها ذراعان احدهما يوازي الدول المشاطئة للمحيط الهادي، والثاني يمتد على طول المحيط الهندي ليستقر في جنوب اليمن. ولعل تمدد (القاعدة) هذا يلائم الولايات امتحدة لانه يوفر لها الذريعة لتخلق لها وجودا ثابتا هنا.

 

في مقالة بعنوان " الشرق الأوسط: من الاستعمار التقليدي إلى التعريف الأمريكي"قال الاستاذ مجدي رياض: " ترى عقول التخطيط الإستراتيجي بواشنطن أن الإمساك بمنطقة الشرق الاوسط ضرورة، وتشكيلها وفق الاحتياجات الاقتصادية الأمريكية (وفي مقدمتها الطاقة ثم الأسواق) حتمية" وأضاف قائلا "إن فصل دول من إقليم الشرق الأوسط، أو إضافة دول إليه أمر بديهي؛ بل إن السعي إلى تقسيم دولة ما إلى دويلات أو كانتونات أو مناطق طائفية أو عرقية هو أمر ضروري تحكمه الرغبات والخطة الأمريكية، فضلاً عن أنه تأمين للمستقبل ومفاجآت التاريخ ودروسه؛ هذا إلى جانب سهولة السيطرة لواشنطن وصعوبة المواجهة ضدها".

 

ومن الملا حظ بوضوح  مدى مشاركة واشنطن في خلق البؤر المناسبة للصراعات المحلية والاقليمية ، ومن ثم التدخل في ادارتها وصولا الى فرض الحلول المناسبة لها من وجهة النظرالامريكية البحتة .

 

وفيما يتعلق بالربيع العربي، فقد اصبح من الامور المؤكدة الآن حصول " صفقة تاريخية كبرى" بين الأخوان المسلمين العرب و واشنطن بوساطة من تركيا وقطر،تهدف إلى تمكينهم من الاستيلاء على السلطة في البلدان العربية. وقد أشارت تقارير غربية عديدة إلى أن تركيا رعت لقاءات على أراضيها بين العديد من قادة " الأخوان المسلمين" في مصر والأردن وسوريا من جهة، ومسؤولين في وكالة المخابرات المركزية الأميركية من جهة أخرى.

 

وكان الغنوشي قد اعترف في تسجيل مرئي لقناة "الحوار" الإسلامية في لندن - أنه قابل أمير قطر خلال زيارة سرية إلى الدوحة الصيف الماضي، وأن الأمير القطري منحه  خلال الزيارة مئة مليون دولار من أجل إنشاء البنية التحتية لحركة"النهضة" و ضمان اكتساح الانتخابات التونسية. وتشير تقارير الى ان اخوان اليمن كان نصيبهم من الكرم القطري خمسمائة مليون دولار.

 

قطر ضالعة الى الاذقان في الاستراتيجية الاميركية. فللولايات المتحدة في دولة قطر ، طبقا لصحيفة لدستور الاردنية، قاعدتان رئيسيتان الأولى هي قاعدة السيلية التي اكتسبت شهرتها ابان الحرب الاسرائيلية على حزب الله عام 2006  لدورها في دعم الاسرائيليين في تلك الحرب، والثانية هي قاعدة العيديد الجوية. ففي بداية عام 1995 أخذت قطر تستضيف بعضا من القوات الأمريكية العاملة في الخليج وبالأخص القوات الجوية المشرفة على منطقة حظر الطيران في جنوب العراق حيت تم نصب واحدة من أكبر شبكات الرادارات لرصد أية تحركات عراقية أو ايرانية وخلال مرحلة التسعينات تحولت قطر الى واحدة من أكبر مخازن السلاح والعتاد الأمريكي. وقبل أحداث 11/9/2001 كانت القيادة المركزية للولايات المتحدة قد أنشأت أربعة مراكز خاصة بها في قطر تتمتع بحرية العمل العسكري والاستخباراتي بالاضافة الى الحق في استخدام 24 موقعا عسكريا كانت هذه المواقع في الأصل تابعة للقوات المسلحة القطرية. في ذلك الوقت كانت المعدات العسكرية المتقدمة ألأمريكية قد خزنت في موقعين منفصلين حماية لها. الموقع الأول في السيلية والثاني في مكان جنوب غرب الدوحة. وبين عامي 2002- 2003 ولأسباب وصفت وقتها بأسباب أمنية انتقلت القيادة الجوية العسكرية من مقرها القديم في السعودية الى مقرها الجديد في قاعدة العيديد الجوية في قطر والتي تميزت بأطول وأفضل المدرجات في كل المنطقة ونظرا للتعاون الممتاز بين كل من قطر والولايات المتحدة فقد تم الاتفاق على جعل قاعدة العيديد مركزا للقيادة المركزية الأمريكية بحيث تظل على اتصال وتنسيق استراتيجي عملياتي دائم مع القيادة المركزية الأم في تامبا فلوريدا ومع وزارة الدفاع في واشنطن. وفي 14/10/2009 قامت القيادة المركزية الأمريكية بنقل 750 فردا من مقرها في تامبا فلوريدا الى مقرها الأمامي الجديد في قاعدة العيديد الجوية في قطر كجزء من مناورة تدريبية الغرض منها ممارسة قدرة منتسبي القيادة المركزية الأمريكية على الانتقال الانسيابي للقيادة والسيطرة على العمليات من مقرها الجديد في قطر. أما المواصفات الفنية لقاعدة العيديد الجوية فهي تقع في الجنوب الغربي من مدينة الدوحة وتبعد مسافة 35 كيلو مترا تقريباً. ويبلغ طول مدرج الاقلاع 12300 قدم كما يوجد في القاعدة 84 خزانا من الوقود تخزن ما مجموعه 4200000 جالون وهي تضم ملاجىء محصنة للطائرات تمتد لعدة طوابق تحت الأرض وتنقسم هذه الملاجىء الى قسمين الملاجىء الرئيسية بعدد 2 وتبلغ القدرة الاستيعابية لكل ملجأ 40 طائرة حيث تبلغ المساحة التقديرية لكل ملجأ 76 ألف قدم مربع أما الملاجىء الثانوية فهي أربعة ملاجىء تلجأ اليها الطائرات التي تكون جاهزة للانطلاق بحيث يتسع الملجأ الواحد الى 6 طائرات.

 

كما توجد منطقة لتخزين الذخائر وهي المخازن الأضخم على الاطلاق للجيش الأمريكي خارج أراضي الولايات المتحدة وهي شديدة التحصين ضد الهجوم الجوي وتمتد تحت الأرض في عمق يتجاوز عدة طوابق. كما أن هذه القاعدة مزودة بأنظمة دفاع (باتريوت باك 3) توفر الغطاء الجوي لدولة قطر بالكامل بالاضافة لمياهها الاقليمية وأراضي مملكة البحرين وجزء من أراضي المملكة العربية السعودية. أي مساحة الحماية التي توفرها أنظمة الدفاع تبلغ 809 ألف كيلو متر مربع. كما أن القاعدة تضم قيادة للاستخبارات ومركزاً للقيادة والسيطرة ومنامات تتسع لثلاثة آلاف جندي قد تصل الى خمسة آلاف ومنشآت للصيانة ومنشآت رياضية وخدمات طبية.

 

الخلاصة ان الاصلاح يلعب بالنار ويعرض نفسه والبلاد للجبروت الامريكي الغربي بلعبته ومغامرته الخرقاء المميتة.

 

بنك اليمن والكويت: أبرز أولوياتنا تمويلات المنشآت الصغيرة والمتوسطة وخاصة تمويلات القطاع الزراعي


بنك اليمن والكويت: تمويلات مبتكرة تعيد الحياة للقطاع الزراعي وتدعم المزارعين في لحج وأبين


الحاجة الماسة لتغييرات في قيادة البنك المركزي بعدن


انفوسوفت تحصد ثمار جودتها بـ ISO 9001 و ISO 27001