​​​​​​

استحقاقات المراة العربية في المرحلة القادمة

كتب/ هبه حمدون
لقد لعبت الحركة النسوية دوراً حيوياً في تعزيز اتجاه المجتمع نحو مناصرة قضايا المرأة في إطار دورها التوعوي ما أحدث تغير نوعي عميق على مستوى الشراكة مع الحكومات وغدت عنصر توازن مهم لإعادة صياغة المفاهيم الحقوقية وتحقيق العدالة والحرية والمساواة ، وشكلت حصن منيع لدعم إعمال الاتفاقيات التي توقع عليها الحكومات أو العمل على حث الدولة على التوقيع على أية اتفاقيات تتعلق بحقوق المرأة والطفولة الآمنة ، بالإضافة إلى مطالبتها برفع تحفظاتها على اتفاقية ذات دلالة مثل اتفاقية السيداو  وذلك من خلال حشد المجتمع وتغير اتجاهاته إيجابياً ، بحيث يشكل قوة ضاغطة على عمليات الإصلاح القانوني عن طريق مراجعة السياسات والبرامج الحكومية واستجلاء مدى ملائمتها للاتفاقية ، وتسليط الضوء على الممارسات والتشريعات التي تعزز التمييز في جميع القطاعات والمجالات بهدف الدعوة إلى موائمة التشريعات الوطنية مع روح وجوهر هذه الاتفاقية ، وبالتالي المطالبة في خطاباتها وتوصياتها بضرورة إلغاء النصوص التمييزية ضد 
 
من هذا المنطلق تعد عملية مراقبة مدى أعمال الاتفاقية من أهم الأدوار الملقاة على هذه المنظمات ، حيث تقوم لجنة السيداو بالإضافة إلى النظر في تقارير الدول إلى الالتفات إلى المعلومات المقدمة من المنظمات الحقوقية غير الحكومية وخاصة الاتحادات النسوية ، كما تخصص مساحات وأوقات معينة خلال الجلسات الرسمية لهذه اللجنة لإجراء مناقشات مع منظمات المرأة غيرالحكومية وتتحرى الدقة والمصداقية في كشف النقاب عن واقع النساء بدون تدخل الحكومة أو محاولة تلميعها للصورة وبالتالي الوقوف على تقارير الظل بعناية واهتمام بالغين .
 
والحقيقة أنه على الرغم من حجم الإنجازات التي حققتها لا زالت أمامها آمال مرجوه ولا زالت في مرحلة البحث عن آليات ضغط أكثر فعالية باتجاه الانتصار لقضايا المرأة .